رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورة بين الدينى والمدنى

يبدو أن الثورة حتى الآن ثورة الشعب فقط الذى يبحث عن رموز وقادة تمثله وتنهض به وله... لا يمكن أن تحدث النهضة إلا بالتوافق على هوية المجتمع والدولة ولا يمكن ذلك إلا بالحرية أولا حتى يكون الاختيار والتوافق على الهوية هو الاختيار الشعبى الحر.

ثورة يناير, أعظم ثورة شعبية تستهدف (الحرية) والمساواة والعدالة  الاجتماعية (الهوية).. فالحرية مطلب كل البشر, والمثال هو نجاح الحضارة الغربية العلمانية فى تحقيق قدر من الحرية والديمقراطية لشعوبها لكنها فشلت وتجبرت على الآخر الحضارى(المسلمين).. أما المساواة والعدل (مبادئ الهوية) فالإسلام منفردا هو الذى أقر منظومة استراتيجية الهية تستوعب الجميع من ذوى العقائد والمذاهب والثقافات المختلفة بالمساواة المطلقة.
-الواقع المصرى يشير إجمالا لتقدم كبير فى جانب الحرية, مهما كانت السلبيات, مما أظهر قوة وتأثير الهوية الإسلامية الشعبية لكننا نجد تكالب الفريق المضاد لنتائج صناديق الاقتراع, على التوجة الإسلامى بالتخويف من الدولة الدينية (الهوية)الامر الذى يعمل على تشتيت الاجماع الوطنى,حيث ننتمى لمجتمع يستند الى الدين فاذا تم الربط بين  دين المجتمع والدولة (الاسلام) وبين تجربة أوروبية عنصرية فلا يمثل ذلك الا تدميرا ممنهجا للافراد والمجتمع والدولة.
المشغولون بالمقارنة بين الدينى والمدنى (قضية الهوية) للتخويف من الإسلام لم ينشغلوا بتحقيق الحرية التى ينادون بها, وهم أصلا من مشاهير دعاة العلمانية وقرروا أن يختبئوا خلف مصطلح «المدنية» بدلا من العلمانية المعدومة الفرصة بمصر, هذه النخب تهاجم التوجه الإسلامى بدعوى أنه مصدر لإرهاب الطوائف الأخرى ولم نسمع مطلقا بأن أحدا اتهم دينا أو فكرا فى حد ذاتة بالارهاب لمجرد أن بعض أتباعه قاموا بأعمال إرهابية بل يتم توجيه الاتهام فقط لهؤلاء الإرهابيين كأشخاص, هؤلاء الرموز عبارة عن مترجمين للنقد الغربى للفكر الدينى الكنسى بالعصور الوسطى بأوروبا, ومتفرغون لإسقاط هذه الترجمة على الإسلام دون محاولة فهم القرآن والسنة (المنظومة الاسترتيجية الالهية) ولا أى دراسة محايدة للحضارة الإسلامية. مثل الطبيب الذى يأمر باستخدام دواء مريض القلب لمريض آخر, لابد أن يعى الجميع أن الإسلام هو الوحيد على الإطلاق الذى هو «دين وهوية» وليس دين فقط, لأنه المنهج الإلهى الخاتم, للمسلم يمثل الدين والهوية, ولغير المسلم يمثل هوية فقط وعلى أن يحتفظ غير المسلم بعقيدته (اختيار مكرم عبيد كان, مسيحى الديانة ومسلم الهوية والحضارة).
الدولة الدينية عبارة عن تجربة أوروبية فاشلة خاصة بإقصاء الدين المسيحى ولا مجال للمقارنة بالاسلام (لا

نظريا فكريا ولا عمليا تاريخيا) لأن الاسلام انفرد باستيعاب كل الناس فى كل مجالات الحياة, لأنه المنهج الخاتم, ولم يجرؤ أحد فى التاريخ الإسلامى أن يقول أنه يحكم باسم الله وأن كلامه مقدس (مثل ما حدث فى الدولة الدينية بأوروبا) حتى الرسول, صلى الله علية وسلم, كان قاطعا فى تحديد أن له جانبان, الاول مقدس كمبلغ عن الوحى الإلهى وهو أمر خاص به فقط يستحيل أن يكون لإنسان غيره.. والجانب الثانى للرسول هو البشرى كأى قائد أو زعيم أو داعية يجتهد ويصيب ويخطئ والامثلة كثيرة للصحابة الذين أقنعوا الرسول بتغيير آرائه وقراراته وصولا للاجتهاد الأنفع.. أما نظام الحكم بإيران (مهما كانت سلبياته) الذى يتحججون به فهو بعيد تماما عن مفهوم الدولة الدينية فالناس فى إيران ينتقدون المرشد الأعلى ولم يجرؤ أحد على الدفاع عنه لأن رأيه مقدس كما أن صلاحياته أقل بكثير من صلاحيات حاكمنا السابق حسب دستور 1971, ولا خلاف عالميا على أن نظام الحكم بايران منتخب ديمقراطيا (الحرية) ويعبر عن توجهات أغلبية الشعب (الهوية) وبالرغم من ذلك فنحن بمصر نتطلع لنظام غير النظام الإيرانى تماما لكن الحق لابد أن يقال حتى  تتضح محاولات الخلط المتعمد بين القضايا لضرب الاجماع الوطنى على هوية المجتمع والدولة مما يمثل أيضا خدمة مجانية لامريكا واسرائيل.
لابد من الإصرار على المسار الديمقراطى للثورة حتى يتم.. بالحرية استكمال هدم بقايا النظام البائد.. لكن بناء النظام السياسى الجديد لابد أن يكون بالحرية والهوية,, والدستور هو أساس المستقبل الذى نتطلع له. 
---
رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار
[email protected]