رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمريكا حيص بيص (2- 2 )

تناولنا في الجزء الأول من المقال الأسبوع الماضي المأزق الذي وجدت الولايات المتحدة وبالأصح إدارة الرئيس أوباما نفسها فيه إثر ثورة 30 يونية وانعكس في تخبط العديد من القرارات التي اتخذتها في ضوء ما تسببت فيه الثورة من الإطاحة بالآمال الأمريكية التي علقتها على حكم جماعة الإخوان ووجود الرئيس المعزول مرسي في الحكم.

ونستكمل حديثنا في هذه الحلقة فنشير إلى أن محاولات الوصول إلى حلول سلمية باءت جميعها بالفشل وتبددت أحلام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فى عودة حليفهم محمد مرسى إلى كرسى الرئاسة لتكملة ما كلف به من مهام فى المنطقة خاصة ما تردد من تخصيص جزء من أرض الفيروز كحل لمواطنى غزة وإنهاء المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية.
ولا نجد أمام ذلك سوى أن نشيد بجهود الشرطة والجيش قائلين: ما أعظمكم يا رجال شرطة مصر وما أعظمك يا رجال جيش مصر أنه عمل عظيم أن يتم إجلاء اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة فى فترة زمنية قليلة لم تتعد 24 ساعة وبأقل نسبة من الخسائر المادية البشرية والتى تقل بمراحل عن المعدلات العالمية من الخسائر البشرية فى فض مثل هذه الاعتصامات المسلحة مع العلم أنكم لستم المسئولين عن وقوع الخسائر البشرية.
لقد جن جنون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائه من دول الاتحاد الأوروبى وبدأوا التعليق على هذا العمل بأنه غير مقبول ويتنافى مع حقوق الإنسان وأنه كان هناك أكثر من وسيلة سلمية لفض الاعتصامات وتجنب الخسائر البشرية، وهم فى ذلك تجاهلوا أن جميع الخسائر البشرية نجمت من استخدام الجماعة الإرهابية للأسلحة والذخيرة الحية التى وجهت بطريقة عشوائية على أرض الاعتصام فقتلت من قتلت وأصابت من أصابت وحصدت بأسلحة القناصة من أعلى أسطح المبانى بالمنطقة ضباط وجنود الشرطة البواسل والذى أستشهد منهم ما يزيد علي 50 ضابطاً وصف ضابط وجندى.. ويجعلنا هذا نتساءل حول الادعاء بسلمية الاعتصام في ضوء تعامل المعتصمين بالسلاح وبالذخيرة الحية فهل يعتبر مثل هذا اعتصاماً سلمياً؟
ماذا فعل سيادة رئيس أمريكا عند فض اعتصام الوول ستريت هل فضه بخراطيم المياه؟ إننى لست فى استعجال أن يرد علىٌ الرئيس أوباما فقد شاهد العالم بأجمعه كيف تم فض هذا الاعتصام بوحشية لم نرها فى فض اعتصام رابعة أو النهضة، أذكر أيضا رئيس الوزراء البريطانى كيف فض آخر اعتصام لديه؟ والرئيس التركى الذى فض اعتصاماً سلمياً فعلا بالقوة؟ إنهم يبيحون كل شىء مخالف للقانون وللأعراف ولحقوق الإنسان فى بلادهم أما إذا حدث هذا فى بلاد أخرى فقد وقعت الواقعة وسنت السكاكين.
لو شاهد الرئيس أوباما والسيدة أشتون ورئيس الوزراء البريطانى ورئيس الحكومة الأسبانى ومثيلهم الفرنسى المسيرات السلمية التى قام بها مؤيدو الرئيس مرسى من جماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة 16 أغسطس بعد صلاة الجمعة والتى استخدمت فيها الذخيرة الحية من السلاح الآلى فى وجه رجال الشرطة ومحاولاتهم الفاشلة فى اقتحام بالقوة

لمبانى ومنشآت حكومية وأقسام شرطة والتعدى على الأفراد وإشاعة الذعر بينهم وإشعال النيران فى مبان عامة هل كل هذا ينطوى تحت المسيرات السلمية؟ إذا ما ظهر ضمن المسيرات من يحملون الأعلام السوداء رمز جماعة القاعدة الإرهابية والسلاح، هل هذه تعتبر مسيرة سلمية؟
مع حزنى الشديد لضحايا هذه المسيرات الإرهابية ولكنى سعدت أن هذه المسيرات جاءت فى مقتل لكل من دعم اعتصام مؤيدى مرسى وتطاول على رجال الشرطة والجيش على فض الاعتصام بالقوة مع العلم أن رجال الشرطة لم يستخدموا أية ذخيرة حية فى فض هذه الاعتصامات ومشاهد الفيديو المسجلة بمعرفة كل ممثلى الإعلام العالميين والقنوات الفضائية لهى أكبر دليل على أن رجال الشرطة كانوا يواجهوا جماعة إرهابية وذلك بعد أن ترك سلميا مواقع الاعتصام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بحق والذين إحتجزوا بأماكن الاعتصام تحت الضغط والإرهاب من قيادات الجماعة المطلوبين للمثول أمام النائب العام فى جرائم جنائية لاستخدامهم كسياج حام لهم من أى هجوم يكون من قوات الشرطة بما فيهم من النساء والأطفال فى عمر الزهور.
ماذا بعد يا سيادة رئيس أكبر دولة، ألا زلت عند قرارك على دعم الإرهاب، أذكرك أن الإرهاب لا مكان له ولا زمان له وأنه زرع شيطانى يأتى فى أى مكان وأى زمان فاحترس قد يكون عندك غدا أو بعد غد وسنرى كيف ستقوم بمحاربته ومواجهته، لقد خسرت المعركة وخسرها معك كل من تماشى معك وجاملك وحاول أن يتدخل فى شئون بلادنا متناسيا أنه يتعامل مع شعب مصر العظيم الشعب الذى قهر كل من حاول الاعتداء عليه ودائما كنا نقول «مصر مقبرة الغزاة» أدعوك لزيارة مقابر العلمين علها تكون عظة لك ولمن يساندك ويسير على خطاك.
الشعب المصرى مستمر فى ثورته وتحقيق خريطة الطريق التى توافق عليها بثورته فى 30 يونية 2013 وسيوفقه الله بإذنه تعالى على تحقيق آمال شعبه العظيم.
الرئيس السابق لحكومة الوفد الموازية