رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إنعدام الرؤيا

ماهذا الذى يجرى حولنا ، فوضى ، إنفلات أمنى ، إعتصامات فئوية ، تجاوزات رياضية ، إنحرافات أخلاقية ، صراعات سياسية وحزبية ، إنهيار إقتصادى ومالى ، تجاوزات قضائية

من المسئول عن كل هذا ؟ سؤال نوجهه لمن أخذوا على عاتقهم إدارة شئون البلاد خلال الفترة الإنتقالية وإلى أن يتم تسليم إدارة البلاد إلى سلطة مدنية منتخبة .

ولكن هل إستطاعت السلطة التى أخذت على عاتقها إدارة البلاد أن تحقق أى من أهداف ثورة 25 يناير أم أنها إنزلقت فى صراعات مع الأحزاب السياسية إلى درجة مايشاع عن صفقات مع الأحزاب السياسية ولكن لمصلحة من تلك الصفقات إن صدق القول??.

إن البداية جاءت مع إنتخابات مجلس الشعب عندما أغمضت السلطة المعهود لها بإدارة شئون البلاد أعينها عن التجاوزات الفاضحة التى صدرت من الأحزاب الإسلامية حتى إستطاعوا أن يحتلوا الأغلبية لمقاعد مجلس الشعب والتى إمتدت إلى مقاعد مجلس الشورى أيضا.

إن البداية خاطئة فحزبى الحرية والعدالة وحزب النور ولدوا من رحم جماعات إسلامية دعوية أى أن الهدف الأساسى لهذه الجماعات هو الدعوة الإسلامية بعيدا عن الخوض فى الأمور السياسية وكان يجب من البداية عدم الموافقة على وجود هذين الحزبين على الساحة السياسية لمخالفتهما قانون تأسيس الأحزاب السياسية.

وحدثت الطامة الكبرى فى تشكيل لجنة المائة لإعداد دستور البلد وأرادت الأحزاب الإسلامية الممثلة فى مجلسى الشعب والشورى فى السيطرة الكاملة على هذه اللجنة مخالفة بذلك كل المبادىء والأعراف فى تشكيل الهيئات التى يعهد إليها بإعداد الدستور.

لقد كشفت وسريعا هذه الأحزاب السياسية عن نواياها فى السيطرة على حكم البلاد وتفصيل دستور يتمشى مع مبادئها وظهر ذلك أكثر تأكيدا عندما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن مرشحها لرئاسة الدولة ضاربة بذلك تعهداتها بعدم ترشيح أى من أعضائها لإنتخابات الرئاسة.

لقد أرادت الأحزاب الإسلامية السيطرة على الجهاز التنفيذى للدولة ممثلا فى حكومة الدكتور كمال الجنزورى وعملت على سحب الثقة من حكومتة بغية أن تتولى الأحزاب الإسلامية ذات الأغلبية البرلمانية تشكيل حكومة جديدة.

ولما كان هذا الأمر صعب المنال لجأت هذه الأحزاب الإسلامية التى يتزعمها جماعة الإخوان المسلمين إلى طريق الباب الخلفى فقامت بالإعلان عن ترشيح أحد قياداتها لخوض إنتخابات الرئاسة حتى يستطيعوا السيطرة الكاملة على شئون البلاد وإزاحة حكومة الدكتور الجنزورى ومن ثم يكلفهم الرئيس الجديد المنتخب منهم ومرشحهم أساسا بتشكيل الحكومة التى تحقق لهم أمالهم.

هل كان هذا كله فى حساب المجلس الأعلى للقوات المسلحة ؟ هل إنعدمت الرؤيا فيما قد يترتب عليه من إغماض العيون عن تجاوزات لها أثارها السيئة على ما وصلت إليه البلاد؟ أم كان هذا مخططا لما وصلت إليه حال البلد؟؟

لقد حاولت أن أجد مبررا لما يجرى على الساحة السياسية من تجاوزات وإنفلاتات غير سلوكية والإستخفاف بشخصية من يكون هو رئيس مصر القادم إلى أن شجع ذلك البعض الغير متعلم والغير أصلا مؤهل إجتماعيا وسياسيا وتعليميا وثقافيا إلى  التقدم بسحب أوراق الترشح لرئاسة الجمهورية وكأنها أحد الوظائف التى تعلن عنها الدولة لشغلها.

هل وصل بنا الأمر إلى هذا الحد من التهاون فى عظمة هذا المركز وما ينتظره من مهام صعبة تعيد لهذا البلد وضعها الطبيعى بين دول العالم وتعيد للشعب كرامته وحقوقة المسلوبة من نظام سابق فاسد.

هل إختفت من الدولة الكفاءات القادرة على إدارة شئونها وإنحصرت هذه الكفاءات فى جماعة الإخوان المسلمين والجماعة السلفية وعدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة من أنصار النظام السابق والذى تربى وتدرب على يديه.

إن مصر غنية بكفاءاتها ورجالها القادرين على التغلب على كافة هذه الصعاب وقيادة الدولة إلى نهضة شاملة بما يتوافر لديها من ثروات طبيعية حباها الله بها وثروة بشرية قادرة على تخطى الصعاب.

إن إنعدام الرؤيا قد أدى إلى أن تناست القوى السياسية بكافة أطيافها - ولا يختلف عنهم فى ذلك من هم أخذوا على عاتقهم إدارة شئون البلاد – مصلحة هذا الوطن وشعبة وبدأ الصراع على السلطة والحكم وتحقيق أهداف حزبية قد لا يكون لها أية علاقة بما قامت من أجله ثورة 25 يناير.

إننى لواثق وعلى يقين أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يقوم حاليا بمراجعة حساباته ودراسة نتائج إغماض عينية عن تجاوزات أدت إلى هذا الموقف الغير مرغوب فية فى مواجهه بينه وبين الأحزاب الإسلامية والذى كان هو السبب فى وصولها إلى المكانة التى كانت تهدف إليها.

إننى أحذر ومع بداية إطلاق إنتخابات الرئاسة مما قد يحدث من تجاوزات فى فترة الصمت الإعلامى للمترشحين خاصة ما أشيع ونشرته معظم الصحف القومية والغير قومية من شراء أصوات الناخبين لعمل التوكيلات المطلوبة للمترشحين ، وأهيب باللجنة القضائية المشرفة على إنتخابات الرئاسة أن لا تتهاون مع أية تجاوزات يقدم عليها أى من المترشحين أو أنصارة وأن تتخذ الإجراءا ت القانونية ضد هؤلاء المتجاوزين لسلوكيات العملية الإنتخابية.

لقد تناسى الكل مصر وشعب مصر وتفرغوا للصراع على من يكون هو الحاكم الذى يملك كل زمام أمور البلاد فى يديه.

لك الله يامصر وياشعب مصر.

-------

المستشار المالى والخبير الإقتصادى

رئيس الحكومة الموازية الوفدية  "السابق"