رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حقوق الأطباء..بين الإضراب..وكوز أم سمسم!

مهنة الطب من أشرف المهن وأنبلها,لأنها تتعلق بمداواة الإنسان الذي كرمه الله عزوجل,ويأتي علم الطب بعد علم الدين من حيث شرف التعلم ,وممارسو المهنه لابد أن تتوفر لهم ملكات وصفات خاصه ومميزه من حيث العلم والكفاءه والأخلاق

,حتي يستطيعوا تأديه دورهم في الحفاظ علي حياة الإنسان,والطبيب في مصر أصابه ما أصاب الجميع من الظلم البين,خاصة أنه يتوجب عليه الظهور بمظهر ووضعيه معينه تُطمئِن المريض,ولنبدأ القصه من أولها, طالب الطب في مصر حاصل علي أعلي مجموع.. فوق %95 ,يدخل الكليه فيُفاجأ بقلة الإمكانيات ,وكثرة الأعداد,حتي إننا كنا في المشرحه نقف علي الكراسي لمشاهدة عملية التشريح التي تتطلب دقه الملاحظه,وذلك لكثرة الأعداد, لفساد سياسة القبول التي تقوم علي العشوائيه وليس الإحتياجات الحقيقيه للمجتمع,حتي إن أعضاء المجالس المحليه في بعض المحافظات للتفاخر بأنهم أنشأوا كلية طب في بلدهم يستصدروا قرارات بتحويل المستشفي العام الي مستشفي جامعي لتكون نواه لكلية الطب ,الفاقده لأبسط أساسيات التجهيز أو الكوادر,فيتخرج الطبيب دون إعداد أوتعليم أو تدريب, فيسئ لنفسه ويضر غيره,في المقابل شاهدت في النمسا البروفيسور( رئيس القسم) يقوم بالشرح والتعليم لطالبين فقط!
المهم يتخرج الطبيب وهو لا يعلم كيف يعطي حقنه فيتعلمها من الممرضه!ثم يتقاضي راتبا, تتقاضي الخادمه في المنزل أضعافه,لايكفي لشراء حذاء,ولا أنسي مقولة الدكتور حمدي السيد نقيب الاطباء السابق الذي قال إن كثيرا من شباب الأطباءلا يملكون ثمن حذاء جديد!,وكان قد قال في مؤتمربكلية طب الأسكندريه عام77 (أنه لو إستمرت سياسة الدوله في أعداد المقبولين بكليات الطب فسوف نجمع الأطباء من علي المقاهي... بمعني سيعانون البطاله..وقد كان !)وبما أن الراتب لايكفي فيضطر الطبيب للتزويغ من العمل  , والجري إلي العمل الخاص إن وجد,أو الإهتمام بعيادته علي حساب عمله الأصلي الذي قد يكون وسيله لتشغيل العياده,ويتحمل المرضي عبء هروب الأطباء ويتهمونهم بالجشع واللا إنسانيه ناظرين إلي مجموعه من الاطباء قد يغالون او يستغلون المرضي ولا يعلمون حال الكثره الغالبه منهم ,والذين يعملون ايضا في ظروف سيئه مرتبطة بحالة التدهور في الخدمات الأساسيه للبلاد, مما يترتب عليها سوء الأداء,وأذكر وأنا في مرحلة الإمتياز,وهي المرحله الاولي  للتعليم بعد التخرج وكنت أقضيها في مستشفي مركزي بأحد المحافظات ,وكانت المياه دائمة الانقطاع بهذه المدينه ,فكانت العامله(إسمها أم سمسم)تملأ لنا طشتا بالماء أمام غرفة العمليات ,فإذا أردنا التعقيم صبت علينا الماء بكوزبلاستيك أحمرقديم يحمل من الجراثيم ما ينوء به

جسد المريض !وتصور معي كيف تكون هذه ممارسه للطب ,لكنه واقع يحدد النظره والامكانيات المتاحه للممارسه ,وعندما كنا نشتكي لمدير الصحه يرد علينا باسلوب التنظيم الطليعي(البلد فقيره ,وصحيح ان مرتباتكم قليله..لكن الاسعار منخفضه ..شوفوا الرغيف بكام..وهكذا!)..لذا عندما تدعو جموع الاطباء للاضراب باستثناء حالات الطوارئ ,فهو أمر مشروع ومطلوب ويعيد الأمور إلي نصابها ووضعها الطبيعي والعادل بعد ان فاض الكيل وطفح ,حتي صار الطبيب المصري اضحوكه ومجالاًللإستهزاء والسخريه, ولا أنسي مقولة الدكتور غازي القصيبي وزير الصحه السعودي عندما سمع عن تذمر الأطباء المصريين من قلة رواتبهم بالمقارنه بزملائهم الغربيين (أنا أعلم رواتب الأطباء المصريين فان أرادوا العوده لبلادهم فلا مانع !)وكان الراتب يعادل 50 دولاراً, ومن المضحك ان الأطباء الأجانب كانوا يتعجبون من قلة هذا الراتب اليومي!, وكنا نخجل أن نخبرهم أنه شهري(يعني كنا بنعديها)! وقد قرأت اليوم أن راتب عامل القمامه (وهي بلاشك مهنه شريفه ومحترمه ومهمه)قد وصل الي 1400جنيه وراتب الطبيب حديث التخرج لا يتجاوز ال500جنيه؟!
في النهايه أقول ن أطباء مصر ثروه قوميه, وعامل جذب, ومهارات متميزه ,إذا توفرت لهم الظروف المناسبه ,وأمِنوا مستقبلهم, وعاشوا كراماً لا يتكففون الناس,فإصلاح أحوالهم وظروفهم واجب شرعي(ولاتبخسوا الناس أشياءهم )(إعدلوا هو أقرب للتقوي),وواجب أخلاقي,وضروره قوميه, لأن الانسان المشتت الذهن باللهث وراء لقمة العيش لا يستطيع التركيز والمعالجه لغيره,والبدائل والأموال موجوده فمصادرة ممتلكات واحد من الفاسدين كفيل بإصلاح ميزانية الصحه,أو التصالح علي أرض مدينتي(والصحيح أنها مدينتهم),أو أرض العياط ,أو..أو.أما لو أهملنا هذا الأمر ودفنا رأسنا في الرمال..... فهنيئاً لنا بكوز أم سمسم!
-------
الزماله النمساويه في طب الاطفال