رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تحرقوا الوطن

 

ثورة أدهشت العالم وتوقف أمامها ورصدها التاريخ الإنساني.. هذه الثورة العظيمة صنعناها - نحن المصريين - وقفنا جميعاً تحت راية ألوان العلم المصري..

كانت الراية واحدة والهدف واحداً، والهم واحداً، تنوعت الأسماء والأعمار والفئات في مشهد واحد وردد الملايين هتافاً واحداً »الشعب يريد إسقاط الرئيس« سقط الشهداء دفاعاً عن الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان. هذا الدم الطاهر لم يكن ثمناً لمطالب فئوية أو فداءً للهلال أو الصليب ولكنه كان فداءً لمصر وحرية وكرامة شعبها، وحقهم في حياة كريمة.

ولكم يحزننا جميعاً ما نراه اليوم من محاولات لإثارة الفتن ومحاولات التفتيت وحكم الفوضي.. نري اللافتات والرايات تتعدد ثانية منها ما يحركه الظلم الاجتماعي المتراكم لسنوات طويلة ولكن منها أيضا ما تحركه النوايا الشيطانية والأيادي الخفية التي ترغب في إثارة الفوضي وضرب الاستقرار وتحويل مصر إلي عراق جديد، ومنها من يرغبون في الاحتفاظ بالسطوة علي العقول وفرض السيطرة والنفوذ باسم الأديان.. والشرائع السماوية جميعها منهم براء.

إن اليد التي ترفع الصليب اليوم هي نفسها التي رفعت العلم المصري دفاعاً عن شراكة الوطن وعن شهدائه.. هذه الأيادي واجبها اليوم حراسة الوطن الذي يعيش فينا جميعاً ونعيش فيه.. واجبها اليوم أن تعمل علي إعادة بنائه حتي يعم الخير جميع أبنائه.

وكما نضع أنفسنا أمام مسئوليتنا الوطنية كأفراد نضع أيضا القوات المسلحة المصرية التي انحازت للشعب وآمنت بالثورة أمام مسئوليتها وندعوها اليوم لتأمين هذه الثورة المجيدة، نطالب القوات المسلحة بضرورة التصدي الحاسم والقاطع لكل مظاهر الانفلات والعنف والخروج علي القانون من أي فئة أو جانب، هكذا نحمي ثورتنا ونحمي مجتمعنا ونحمي أنفسنا.

إن التصدي الحاسم من القوات المسلحة واستعادة هيبة الدولة وأمنها هو ما يشكل الضمانة التي قدمها المجلس الأعلي للقوات المسلحة للثورة المصرية وهو تقويم واجب ورادع لكل من تسول له نفسه فرض الفوضي والعنف علي أمن المواطن المصري وذلك بمواجهة أصحاب المصالح والأجندات الخاصة والمدفوعون من قوي خارجية تريد وأد نتائج ثورة شعب مصر علي حساب دم شهداء الوطن.. ومواجهة من يحاولون ابتزاز مشاعر البسطاء الدينية إسلامية ومسيحية بهدف البحث عن زعامة زائفة أو وصاية مستمرة.. اليقين لدينا كامل وثابت ولن يتزعزع فإننا قد تقدمنا خطوات كانت أشبه بحلم خطوات الإنسان إلي القمر.. خطوات قطعناها علي الأرض.

ولكن بحجم الإنجاز يكون خطر الانتكاس والتراجع إن لم نعٍ ما قد تمثله هذ الفوضي من دمار قد يجعل البعض يترحم علي الماضي البغيض.

لقد استعاد المواطن المصري ملكية وطنه وأصبح صاحب قرار وإرادة ولدينا يقين كامل أن الحسم من المواطن المصري ومن قواته المسلحة هو رفض لكل من يرغب في

ضرب مصر بعد أن استفاقت وأن النموذج المصري بمسلميه ومسيحييه لن تنال منه جماعات الظلام الباحثة عن دور أو زعامة علي جثث الشهداء لن يكون ذلك أبداً.. وستبني أيادي المصريين المجتمع الجديد بمصانعه ومزارعه ومدارسه وجامعاته وبيوت الله من مساجد وكنائس يدخلها المصريون للصلاة والاستعانة برب واحد أمام تحديات يواجهها الآباء والأبناء شركاء الوطن الجديد الذي استعدناه ولن نفقده أو يدفعنا أحد أن نخسره.

كلمة أخيرة إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. أعلم يقينا قدر إيمانكم بثورة الخامس والعشرين من يناير ويعلم الشعب المصري بكامله أنه لولا انحياز القوات المسلحة للشعب لما نجحت هذه الثورة.. والثورة لم تكن غاية فقط ولكنها أيضا وسيلة لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاستقرار والرخاء التي حرم منها المصريون لعقود طويلة، وكل هذا لا يمكن أن يتحقق في ظل الفوضي والفراغ الأمني وانتشار البلطجة وغياب القانون.. لكي تحقق الثورة أهدافها لابد أن يشعر المواطن المصري بالأمن وأن تستعيد الدولة هيبتها  والقانون سيادته وأن تختفي كل مظاهر الفوضي والبلطجة وهذا هو قدر المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي شاءت الأقدار أن يتحمل في هذه المرحلة الدقيقة مسئوليات جساماً من توفير السلع الاستراتيجية وتأمين المخزون منها مرورا بمسئولية الحفاظ علي استقرار الاقتصاد القومي وانتهاء بمتابعة الأخطار الخارجية التي تهددنا شرقاً وغرباً وجنوباً وهذا لن يتحقق إلا بأن يكون المجلس الأعلي للقوات المسلحة كما عهدناه أكثر حسماً وأقوي عزماً وحزماً في مواجهة كل مظاهر الإخلال بهيبة الدولة.. نعلم أنكم قد مددتم حبال الصبر كثيرا ولكن هذا غير مطلوب مع كل من يحاول المساس بثورة الشعب المصري وأمن الوطن واستقراره.

حمي الله مصر ووقاها كل سوء وحفظ ثورتها المجيدة ممن يحاولون إحراق الوطن.

رئيس الوفد

د/ السيد البدوي شحاتة