رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ومر 26 عاما علي حادثة مفاعل تشيرنوبيل

وقع في 26 إبريل1986  الحادثة النووية الأخطر في تاريخ الطاقة النووية وهي حادثة الوحدة النووية الرابعة من إجمالي أربع وحدات نووية، قدرة كل منها 1000 ميحاوات كهرباء، في أوكرانيا ( إحدي جمهوريات الإتحاد السوفيتي سابقا ) ونتج عن هذه الحادثة حريق بالمفاعل لوجود الجرافيت, استمر لعدة أيام، ونتج عنه إنطلاق كميات كبيرة من المواد المشعة إلي الوسط الخارجي وترسبت معظم المواد المشعة في مساحات واسعة من الاتحاد السوفيتي سابقا والتي هي الآن بلاروس وأوكرانيا وروسيا الإتحادية .

ومفاعل تشيرنوبيل يختلف في نواحي كثيرة عن جميع مفاعلات العالم ولا يوجد هذا النوع من المفاعلات إلا في دول الاتحاد السوفيتي سابقا ، وهو مصمم لإنتاج البلوتونيوم لأغراض عسكرية إلي جانب إنتاج الكهرباء ويطلق عليه RBMK وهو نوع من مفاعلات الجرافيت المبردة بالماء حيث يستخدم هذا المفاعل الجرافيت في تهدئة سرعة النيوترونات اللازمة لإحداث الانشطارات النووية وإنتاج الطاقة، بدلا من استخدام الماء، وقد ساعدت خصوصيات تصميم هذا النوع من المفاعلات في حدوث حادثة المفاعل وفي الضخامة النسبية لعواقب هذه الحادثة. فالمفاعل ليس له غلافا خرسانيا حاويا له ( مثل أنواع المفاعلات الأخري ) للمساعدة في منع انتشار المواد المشعة، في حالة الحوادث، إلي الوسط الخارجي. وتشير الدراسات والتجارب العملية أنه لو وقعت ذات ظروف حادثة مفاعل تشيرنوبيل في أنواع المفاعلات الأخري ما كانت عواقب الحادثة بحجم عواقب حادثة مفاعل تشيرنوبيل, والدليل علي ذلك أنه قد وقع حادث في الوحدة النووية الثانيــة بمحطة ثـــري مايلز أيلاند النــووية:
Three miles Island Nuclear Power Plant  (TMI)
في الولايات المتحدة الامريكية في مارس عام 1979, ولم تحدث بين العاملين أو السكان بالمنطقة المحيطة أي حالات وفاة أو إصابة أو تعرض إشعاعي فوق الحدود المسموح بها.
وقد بالغت وسائل الإعلام ، وخاصة المناهضين لإستخدام الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء ، في الترويج للإشاعات والمبالغة في عواقب الحادثة حتي أن البعض قدر عدد ضحايا الحادثة بمئات الالآف وأن آثار الحادثة المدمرة غطت مساحات شاسعة محيطة بالمفاعل تعدت دائرة نصف قطرها 250 كيلو متر. والآن وبعد الدراسات الدقيقة لعواقب الحادثة قصيرة المدي وبعيدة المدي المباشرة وتلك غير المباشرة وبعد أكثر من 25 عاما من وقوع الحادثة وبعد الدراسات الإحصائية والعملية والتحليلية ، فإن لجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بتأثيرات الإشعاعات النووية:
(UN Scientific Committee on the Effects of Atomic Radiation – UNSCEAR )
أصدرت في 28 فبراير 2011 التقرير التفصيلي الأكثر شمولا والأوسع تقييما والأدق تحليلا, حتي الأن ، لمستويات التعرض الإشعاعي والعواقب الصحية لحادثة مفاعل تشـرنوبيل. وطبــقا لهـذا التقرير  (UNSCEAR Chernobyl report 2011)  نستخلص النتائج الآتية

والتي نسردها بكل موضوعية وبكل صدق لعل مروجوا الإشاعات ضد الطاقة النووية ، من غير المتخصصين ومن أشباه العلماء بالتكنولوجيا النووية ، يكفوا عن قولهم السوء ويتقوا الله فيما يقولون :
1) من إجمالي 600 من العاملين بالموقع وقت حدوث الحادثة تعرض عدد 134 لجرعات عالية جدا من الإشعاع وتوفي منهم عدد 28 في الشهور الثلاثة الأولي ثم توفي 19 آخرون في الفترة من 1987 – 2004 لعدة أسباب, ليم يثبت أنها بالضرورة بسبب التعرض الإشعاعي النجم عن الحادثة, أما الباقي فقد استغرقت عمليات شفائهم سنوات عديدة، غير أن بعضهم أصيب بعتمة عدسة العين cataract في السنوات القليلة التي تبعت الحادثة .
2) نتيجة لتعرض الصغار والكبار, المقيمين في بلاروس وأوكرانيا وأجزاء من         روسيا الإتحادية ، لمواد مشعة من جراء الحادثة وتأثيراتها السرطانية اللاحقة وبالأخص سرطان الغدة الدرقية ، فقد تم تشخيص أكثر من 6000 حالة إصابة سرطان بالغدة الدرقية(يمثلون 1% من إحمالي الستمائة ألف حالة الخاضعة للمتابعة الطبية منذ وقوع الحادثة)، من المحتمل أن يكون إصابة بعضهم بسبب استنشاق المواد المشعة وتم علاج معظمهم.
3) عدم وجود أي دلائل علي تأثر أو تناقص الخصوبة أو عوامل الإنجاب بين الذكور أو الأناث في جميع المناطق التي تأثرت بحادثة مفاعل تشيرنوبيل.

------
خبيرالشئون النووية و الطاقة
وكبير مفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا)
[email protected]
___________________________________________________________
كاتب المقال حاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية عام 1986 وحاصل علي نوط الاستحقاق من الطبقة الاولي عام 1995 وحاصل علي جائزة نوبل عام 2005 ضمن مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مناصفة مع الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت واستشاري نظم الطاقة وجدوي المحطات الكهربية بترخيص من نقابة المهن الهندسية المصرية.