رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسرار وخفايا علاقة حماس وقطر



يتساءل الكثيرون عن سر العلاقة القوية بين حركة حماس والنظام القطرى فى ظل حالة التبعية الواضحة والإدارة والتوجيه والتحكم القطري لحماس فواضح جدا تعاظم وتنامى الدور القطرى خصوصا فى ظل عملية الجرف الصامد التى تقودها إسرائيل ضد قطاع غزة والرفض الواضح لأى مبادرة مصرية والقبول لكل فكرة أو طرح أو مبادرة من قطر لذلك كان لابد من البحث عن سر هذه العلاقة ودراسة كيف تحولت حماس من حركة مقاومة ضد المحتل الصهيونى لمجرد أداة فى يد النظام القطرى لتحقيق أحلامه بقيادة العالم العربي وتصدير صورة كاذبة أن قطر تدعم الثورات وحركات المقاومة فى العالم العربي.

فى البداية كانت موجة ثورات الربيع العربي أزمة كبرى ومأزقا حقيقيا لحركة حماس التى كانت تعيش فى سوريا عبر رعاية نظام بشار الأسد وكانت تتحرك بحرية وكانت مقرات هنية ومشعل تشبه القصور الرئاسية من حيث الحراسات وحرية استقبال الوفود وتداول الأموال فى سوريا ولكن حدث زلزال كبير بعد اشتعال الثورة فى سوريا وهنا بحثت حماس عن مقر جديد لقياداتها المطاردة دوليا ولم تجد سوى قطر الباحثة عن دور إقليمى تعكس به أحلامها فى تكوين إمبراطورية وكيان يدير العالم العربي بعد سقوط الدول الكبرى العراق وسوريا وليبيا ومصر فى سيناريوهات الفوضى عقب ثورات الربيع العربي وبالفعل تعززت أواصر العلاقات بين البلدين وفتحت الدوحة أبوابها لحركة حماس عبر مقرات وإقامات وجوازات سفر لقيادات حماس فكلاهما قطر وحماس كان يبحثان عن غطاء لتحركاتهما فى الشرق الأوسط واتحدا واتفقا على تحقيق مصالحهما وأهدافها الاستراتيجية.
الدعم المالى يعتبر البوابة الحقيقية لعلاقة حماس بقطر خصوصا فى ظل تراجع الدعم العربي بعد ثورات الربيع العربي وتراجع الدور الإيرانى فى دعم حماس وبروز قطر لم يكن فجأة بل منذ فترة بعيدة منذ فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006 ظهرت قطر وازدادت العلاقة جرعة ثقيلة العيار حين عقدت «قمة الدوحة» خلال الحرب الإسرائيلية الأولى على غزة 2008-2009  وأعلنت قطر تقديم 250 مليون دولار ثم زادت هذة العلاقة تدريجيا خصوصا بعد زيارة أمير قطر لقطاع غزة وهناك نوعان

من الدعم المالى منها الظاهر عبر التبرعات والهبات والآخر الأهم وهو الدعم عبر صفقات السلاح والدعم اللوجيستى والتدريبات ولكن هناك جانبا مهما وغيرها.
الغطاء الدولى لحماس وفرته قطر بشكل كبير وسهلت حركة قياداتها عربيا ودوليا عبر جوازات سفر قطرية وحقائب دبلوماسية وبصحبة حاكم قطر والأهم من ذلك هو محاولة قطر المتاجرة بالقضية الفلسطينية واستخدام حماس لتصفية حساباتها مع الدول التى تقف عقبة فى طريق الحلم القطرى وهنا وجدنا الدعم لحركة الإخوان المسلمين عبر حماس فى مصر من خلال فتح السجون وتهريب المساجين فى ثورة يناير 2011 أمثال سامى شهاب وغيره والشبهات الكثيرة عن دور حماس فى البؤر الإرهابية فى مناطق سيناء وتهديد الأمن القومى المصري.
علاقة حماس وقطر علاقة مركبة فكلاهما فى حاجة للآخر وكلاهما مطارد يبحث عن دور فى المنطقة بعد سقوط الأقنعة ووضوح الحقيقة للجميع فحماس تبحث عن مقر لتحركاتها ودعم مادى وغطاء سياسي وفى المقابل قطر تبحث عن تنامى وتعظيم دورها عربيا والمتاجرة بالقضايا العربية لتبحث لنفسها عن مكان الرجل الكبير فى الشرق الأوسط وإيهام الغرب وأمريكا بذلك فهى تبحث عن دور الوكيل والسمسار لأمريكا بعد سقوط الأنظمة التى كانت تقوم بذلك ولكن قطر تلقى بأموالها ومستقبلها فى البحر وحماس تنتحر سياسيا لأنها تعادى غالبية الدول العربية لحساب دويلة بلا تأثير قوى وفعال فى القضية الفلسطينية قادر استراتيجيا على إدارة الأزمة.
[email protected]