رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هتلر وبديع والأسوانى!

لا أعتقد أن أحداً ممن خرب ندوة الأديب علاء الأسوانى فى باريس، قد قرأ له حرفا واحدا من رواياته. وأكاد أجزم أن هؤلاء المخربين لا يشغلهم الأسوانى ذاته، بل كان هدفهم كل ماهو مصرى، وكل ماهو يمت للثقافة بصلة.

تأكدت من ذلك عندما عرفت محاولاتهم التخريبية لحفلات فرقة الموسيقى العربية فى باريس ولندن. لا يريدون أن يرتفع علم لمصر فى خارج البلاد، هم لا يعرفون وطناً ولا يقرون بدولة! فمابالك اذا كان الأمر يتعلق بثقافة أوفن!
لو أن للإخوان جَّلداً على القراءة،  لقرأوا رواية "الأسوانى" الأولى "عمارة يعقوبيان"، وعلموا مدى ادانته للتعذيب الذى تلقاه الاسلامويون فى عهد مبارك. ولو كان لديهم فضل عقل وذاكرة، لتذكروا ان الأسوانى انخدع بمرسى وجماعته، فعصر الليمون وبايعه فى "فيرمونت". لكنهم لا يقرأون، ولا يتذكرون، ولاوطن لهم!
عداء للثقافة!
تمثل الثقافة والفن زادا روحيا لأى شعب من الشعوب، فهى سبيل الانسانية للتحضر والرقى. لكن ضيق أفق الاخوان، لا يجعل لهم أى علاقة بثقافة، أو فن. فى التشكيل الوزارى الأخير للمعزول مرسى، ظهرت نيات الجماعة تجاه الثقافة المصرية. كانت الأوبرا الهدف الأول لتصويب رصاصات الجماعة، وبدأ وزير الثقافة الاخوانى بحملة لتفريغ المؤسسات الثقافية من الكفاءات. وبالطبع كان المثقفون، هم أول من بدأ بالنزول الى الشارع قبل 30 يونيو بأسابيع.
العداء لدى الجماعة تجاه كل ماهو ثقافى أو إنسانى أصيل. يحكى المفكر المصرى الكبير شوقى جلال، كيف خرج من جماعة الاخوان.. يقول: "انصرفت عنهم وتركتهم يوم أن اشتريت كتابا بعنوان "الاخوان المسلمون فى الميزان"، رآه معى جلال سعدة المسؤول الاخوانى واستعاره ليومين وعدت أطالبه به، ولم يرده...عرفت أنه حجبهه عنى أو صادره، فانصرفت عنهم فأنا لا أطيق حجرا على حريتى". تلك الحكاية تكررت مع كثيرين. الأخوان لا يقرأون سوى كتب مقررة عليهم من قيادة التنظيم، حتى كتب الشيخ الغزالى محرمة على عقولهم..هم مجرد آلات صماء وتروس، ينفذون أمر المرشد. يخشون نور المعرفة، لأنها تبدد ظلام العقول.
أتذكر دعوة الى احدى الندوات التى جاء فيها ناقد أدبى ينتمى للأخوان، وكانت المناسبة ذكرى اتفاقيات كامب ديفيد. لم يجد الرجل سوى قصيدة الراحل أمل دنقل "لا تصالح"، لكى يقرأها من ألفها الى يائها، ثم يدعى أن كاتبها ينتمى الى تيارهم الاسلاموى! لم ينتج تيار "البنا- قطب" مبدعا بارزا واحدا، أديبا أم فنانا، طوال أكثر من 85 عاما؟! هل كان ذلك مصادفة؟ أم أن ذلك نتاج طبيعى لتيار سياسى فاشى يعادى الثقافة؟!
علاقات مع النازى!
تلح على ذاكرتى الجملة التى قالها جوبلز وزير دعاية النازى: "كلما أسمع كلمة ثقافة، أتحسس مسدسى". ولعل ولع حسن البنا وجماعته بهتلر

والنازى، يجعلنا نتأمل الطبيعة الفاشية المعادية للثقافة والانسانية لدى بديع وأتباعه. ذلك الولع بالفاشية، الذى جعل البنا يدخل الى مصر نظام الميليشيات، فأنشأ فرق القمصان الصفراء. ثم  يكتب حسن البنا فى مجلة النذير (العدد رقم 30 بتاريخ 4 ذي القعدة 1357)  مقالاً يبث فيه الدعاية النازية ""علمنا أن إيطاليا واليابان وألمانيا قررت أن تتجه إلى الإسلام، وأنها ستقوم بتدريس الإسلام واللغة العربية، وعلينا تشجيعها لأن تتجه للإسلام، وأن يقوم الأزهر الشريف بمدهم بكل ما يحتاجونه من علماء لنشر الدين الحنيف"!..ويقوم التنظيم بقدرته الفائقة على بث الشائعات، تلك المهمة التى يقوم بها حتى الآن، بترويج أن هتلر قد أسلم وأصبح إسمه الحاج محمد هتلر!
ثم تكشف الوثائق الغطاء عن الجماعة والبنا. تلك الجماعة التى بدأت بتلقى خمسمائة جنيه كتبرع من شركة القناة وثيقة الصلة مع الاحتلال، واستمر مرشدها فى اللعب على حبال حكومات الأقليات والقصرليتلقى التبرعات والهبات والرشاوى.
تكشف الوثائق البريطانية برقيات للسفير البريطانى تحوى ترجمة لأوراق مكتوبة بالألمانية ضبطت لدي ولهلم ستلبوجن (مدير مكتب الدعاية النازية (D.N.B) بمصر). تفيد تلك الأوراق تلقى البنا وجماعته مبلغ ألفين من الجنيهات بشكل دورى من الحاج محمد هتلر والألمان! ذلك المبلغ كان يطالب البنا بزيادته، كما يتضح من خطابات "الحاج ستلبوجن". وثائق العمالة الأخوانية نجدها فى البرقيات الدبلوماسية البريطانية أرقام F.O 371-23342. ، F.O371-23343 ، والتى تحوى الترجمات الكاملة للأوراق الألمانية لضابط المخابرات الألمانى المكلف بالعلاقة مع الامام البنا.
هذه الطبيعة الفاشية للأخوان، ظلت تلازم الجماعة حتى عهد بديع. لذا لم يكن غريبا أبدا أن نرى تصرفاتها الطائشة المعادية للثقافة والإبداع فى باريس ولندن، وقبلهما فى مدن مصر. لكن الغريب والأعجب، أن ينطلى على الغرب (الديمقراطى)  ألاعيب الفاشية الأخوانية!