عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حلايب وشلاتين.. رسالة من جنوب الوطن

 

شاركت في الأيام القليلة الماضية في وفد رسمي من وزارة الثقافة قام بزيارة جزء عزيز وغالٍ من أرض الوطن، وهو مدينتا حلايب وشلاتين في محافظة البحر الأحمر، وبتسهيلات من السيد اللواء أركان حرب أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر.

وقد أجرينا خلال هذه الزيارة حواراً صادقاً من القلب إلى القلب مع مجموعة من مشايخ وعوائل منطقتي حلايب وشلاتين وعلى رأسهم الشيخ حسن محمد هدل شيخ مشايخ حلايب، والشيخ محمد حسن أحمد سعيد، نائب شيخ قبائل العبابدة.
بدأ أعضاء الوفد الحوار مع أهالي منطقتي حلايب وشلاتين بأن طلبوا منهم عرض ما لديهم من مطالب ومشاكل للتعرف عليها ونقلها إلى الحكومة والمسئولين في القاهرة، ويمكن تلخيص أهم المشكلات والمطالب التي تعرفنا عليها من خلال الحوار مع أهالي حلايب وشلاتين فيما يلي:
أولاً: إن بعض مشاكل أهالي حلايب وشلاتين هي جزء من مشاكل الوطن بصفة عامة مثل مشاكل التعليم والصحة والبطالة، حيث ذكر لنا أهالي حلايب أنه لا يوجد مدرسة خاصة بالمرحلة الابتدائية بعد انهيار جزء منها، وتخوف الأهالي من إرسال أولادهم إليها، ولذلك فهناك احتياج فوري إلى إنشاء مدرسة جديدة على وجه السرعة بمنطقة حلايب، كما ذكر لنا أهالي حلايب أن كثيراً من معاملاتهم الرسمية تحتاج إلى الذهاب إلى شلاتين لإنجازها.. والجدير بالذكر أنها تبعد عن حلايب مسافة تقارب المائتي كيلو، ولهذا فإن الأهالي يطالبون بأن تتواجد في حلايب الأجهزة الرسمية التي تسهل لهم استخراج ما يحتاجون من معاملات رسمية، كذلك اشتكى الأهالي أن الصندوق الاجتماعي للتنمية لا يقدم أي معونات وتسهيلات لأهالي منطقة حلايب، كما اشتكى الأهالي أيضاً ضعف المرافق والبنية التحتية.
ثانياً: بالإضافة إلى المشكلات السابق ذكرها توجد مشاكل أخرى لها خصوصية تتعلق بالمنطقة، ومن ذلك على سبيل المثال: إن هناك احتياج إلي أطباء للعمل بالوحدة الصحية في المدينة ويفضل أن يكونوا من أبناء المنطقة، ونظراً إلي صعوبة الحصول على المجاميع المرتفعة المؤهلة لكلية الطب، فإن الأهالي يطالبون بمعاملتهم معاملة خاصة كأن يكون لهم مقعد أو مقعدان في كلية الطب لأهالي المنطقة مع التجاوز عن شرط المجموع نظراً إلي خصوصية المنطقة.
كذلك أثار الأهالي مشكلة عدم تجنيد أبنائهم في القوات المسلحة وطالبوا ورحبوا بالانضمام لصفوفها لأداء الخدمة الوطنية، كذلك طالب أهالي المنطقة بأن يكون لهم مقعد مستقل أي خاصاً بهم في البرلمان حتى إن لم يتوافر العدد اللازم من الناخبين لاعتبارهم دائرة انتخابية، ويضاف هذا المقعد إلى المقاعد المخصصة لمحافظة البحر الأحمر، بحيث يمثلهم عضو في المجلس التشريعي ينتمي لمنطقتهم ويكون قادراً عن التعبير عن مطالبهم ومشاكلهم.
ثالثاً: تعاني المنطقة التناقض بين تواجد الثروة والقدرة على استغلالها، فالمنطقة عامرة بجوانب متعددة للثروة والمقومات الاقتصادية ولكنها غير مستغلة للأسف، حيث تتواجد الجبال والساحل والأرض المنبسطة في تجاور فريد، مما يتيح المجال لتوسعات واستثمارات لا نهائية في مجال السياحة ولكنها للأسف لم يلتفت إليها أحد أو يفكر في إنشاء مشروعات سياحية في هذه المنطقة، كذلك فالمساحات الواسعة من الأرض تتيح إمكانية الزراعة والنمو العمراني، بينما تقدم الجبال إمكانيات واعدة للتعدين والثروة المعدنية، وهو ما يتطلب تركيز الاهتمام من وزارات الدولة المختلفة للنهوض بتلك المنطقة وجعلها منطقة مساهمة في زيادة الدخل القومي المصري بعد استغلال الثروات الموجودة بها الاستغلال الأمثل، وهذا يحتاج إلي تضافر جهود وزارات التربية والتعليم والصحة والاستثمار والبترول والصندوق الاجتماعي وغيرها من مؤسسات الدولة ووزاراتها لتنمية هذه المنطقة الواعدة والغنية بثرواتها إذا أحسن استغلالها مما يمكن من مقاومة البطالة، وربما من المقترحات التي أشار إليها أهالي حلايب

في هذا الصدد أهمية إنشاء ميناء بحري بمنطقة حلايب يكون منفذاً للتبادل التجاري ويسهم في توفير فرص العمل لأهالي المنطقة.
رابعاً: إنه من المرغوب فيه تحويل المنطقة (حلايب وشلاتين) إلى منطقة للجذب السياحي ولاجتذاب الاستثمارات، وهو ما يتطلب في المقام الأول توفير البنية التحتية اللازمة للزراعة والصناعة والنمو السياحي وشبكات الطرق والمشروعات التي تستوعب العمالة من أهالي المنطقة الآن ومستقبلاً، وقد أثار أهالي المنطقة عدة نقاط مهمة تتعلق برؤيتهم للكيفية التي يمكن بها تنمية المنطقة.. ولعل من أهم ما ورد في هذا الصدد ما يلي:
أ - إقامة مصانع لدبغ وتصنيع الجلود، فالمنطقة غنية بثروتها الحيوانية من الإبل والماعز مما يجعل من إقامة مثل هذه المصانع من الأمور المهمة من الناحية الاقتصادية، ويمكن التوسع في ذلك لسد احتياجات المناطق الأخرى في داخل الوطن وتصدير الفائض إلى الخارج.
ب - إقامة مصانع لتعبئة اللحوم والأسماك والاستفادة منها، حيث إن المنطقة غنية بثرواتها البحرية وهو ما يتطلب التفكير بكيفية استغلال هذه الثروة الاستغلال الأمثل وربما من المفيد هنا زيادة عدد سفن الصيد الحديثة كي تتم الاستفادة من هذه الثروة المهدرة.
ج - كذلك هناك أفكار ومقترحات مهمة تتعلق بإنشاء مطار مدني في برنيس لتسهيل التواصل مع المنطقة، وإقامة ترعة من وادي البويرات على بحيرة ناصر وحتى شلاتين مما يمكن من زراعة مساحة شاسعة قد تصل إلى مليون فدان، فضلاً عن إنشاء نادٍ للهجن العربية يكون بمثابة منطقة جذب للسياحة العربية والخليجية وإحياء لهذه الرياضة العربية من خلال تنظيم سباق أو مهرجان سنوي خاصة أن هناك سلالات أصيلة من الإبل في هذه المنطقة، كما يجب أن يتم استغلال الثروات التعدينية الموجودة بوفرة في هذه المنطقة.
إن الأمر يتطلب في النهاية أن تحظى منطقتا حلايب وشلاتين بأكبر درجة من اهتمام الحكومة وصناع القرار ومؤسسات ووزارات الدولة المختلفة والصندوق الاجتماعي للتنمية، كما تحتاج إلى اهتمام أكبر من جانب المثقفين والنخب السياسية للنهوض بهذه المنطقة الغالية من أرض الوطن، وتحقيق مصالح أهلها التي هي جزء من مصالح الوطن ككل نظراً لما لهذه المنطقة من أهمية اقتصادية واستراتيجية وسياسية وارتباطها الوثيق بالأمن القومي المصري باعتبارها بوابة مصر من الجنوب الشرقي، ونأمل أن تكون رسالة حلايب وشلاتين قد وصلت إلى صناع القرار وأن يكون هناك رد فعل إيجابي سريع من الحكومة للأخذ بهذه المقترحات.