رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فوضي المصطلحات والألقاب

 

نعاني منذ أحداث 25 يناير من فوضي  ألقاب ومصطلحات اجتاحت الشارع، ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تبناها الإعلام وروج لها، وساهم في نشرها بشكل بات يمثل تهديداً للثقافة المجتمعية، خاصة في ظل ما نمر به من خلل في نسق المعايير والقيم الناتج عن المتغيرات المصاحبة للحراك الثوري، الذي أصاب المواطن بنوع من التشويش الفكري وعدم وضوح الرؤية.

فوضي استخدام  الألقاب لم يقتصر علي  السياسة فقط، بل تعداه ليشمل الإعلام، والاقتصاد، والدين، وإن كانت هذه الظاهرة أكثر وضوحاً في عالم السياسية، حيث تُستخدم الألقاب بشكل عشوائي ومفرط، فمنها علي سبيل المثال لقب«مناضل» الذي يُطلق علي كل من هب ودب، فقط لمجرد اعتراضه علي أمراً ما، أو كتابته لمقال معارض، أو إلقاءه لخطبة حنجورية عصماء في جمع من الناس، خلال مظاهرة أو مسيرة،  وكذلك لقب«دكتور»الذي أصبح في هذه الأيام كـ لقب بشمهندس الذي يقال للميكانيكي، والسباك، والسائق _مع كامل احترامي لهذه المهن_ وكم من أشخاص كشفتهم الأيام، وفضحت عدم حصولهم علي شهادة دكتورة، وأن اللقب ما هو إلا ديكور لزوم السبوبة، وأكل العيش علي شاشات الفضائيات.

أما عن لقب خبير استراتيجي/خبير عسكري/ خبير في شئون الجماعات والحركات الإسلامية/خبير اقتصادي/محلل سياسي، فحدث ولا حرج فأصحاب هذا الألقاب -إلا من رحم ربي- يعتبرون من الابتلاءات التي أبتلت بها مصر، فقد كان لهم دوراً كبيراً في إثارة البلبلة واللغط ، ونشر الإشاعات، وتضليل الشعب، وتشويه الحقائق، وعرض معلومات مكذوبة، وتصورات لا تمت للواقع بصلة، أضف إلي ذلك التفسيرات السطحية التي لا تستند إلي أي من المناهج العلمية، في البحث والتدقيق.

وليس الوسط الأدبي والثقافي بأفضل حالاً عن الوسط السياسي، فقد انتقلت إليه عدوي الألقاب مثل«الكاتب العالمي»الفلاني و«الروائي العالمي»العلاني، الحقيقة لا اعلم متى تعولم هؤلاء ومن منحهم صك العالمية، إذا كان 99% من الشعب المصري لا يعرف عنهم ولا عن أعمالهم شيئا!!
عزيزي الكاتب: ليس معني أن إحدي أعمالك تُرجمت بسبب علاقاتك بأصحاب دور النشر في

الخارج إنك بذلك أصبحت عالمي! فالعالمية لها قواعد ومقاييس ومعايير حددتها المؤسسات الثقافية المهتمة بالشأن الأدبي، أظنها لا تنطبق علي أي من الموجودين حالياً علي الساحة.

ومن الألقاب للمصطلحات يا قلب لا تحزن، حيث تعمد البعض ممن يخدمون مصالح خارجية
الزج بمصطلحات، وترسيخها في ذهن المواطن المصري لتصبح جزءاً من ثقافته الجديدة التي تكرس للانقسام والخلاف، وازدراء الجيش والتشكيك في المؤسسات والرموز الوطنية، مثل مصطلح«عسكر-فلول» وغيرها من المصطلحات التي ضربت الوطن في مقتل، وشقت الصف، وغرست بذور الكراهية والتباغض بين أبناء الوطن الواحد، لنري في مصر ولأول مرة المواطن يتحدث إلي أخيه المواطن بصيغة نحن وأنتم!

وفي تطور خطير لفوضى المصطلحات إبتدع الشباب لغة خاصة بهم، تعتمد علي كلمات رديئة ذات إيحاء جنسي، مثل«فشخ/بيض/تعريص»وغيرها من الألفاظ التي تظهر مدي الانهيار الأخلاقي الذي وصل إليه الشباب عقب ما عُرف بالربيع العربي.
إن افتقاد شبابنا للذوق، والتهذيب بهذا الشكل الفج واستخدامهم لمفردات مبتذلة للتعبير عن مواقفهم السياسية يعتبر بمثابة انتكاسة أخلاقية ينبغي علي الدولة أن تعي خطورتها وتنتبه لما تتعرض له قاعدتها الشبابية من تجريف سلوكي سيكون له أثار غير محمودة مستقبلاً ، إن لم يكن هناك إجراءات فاعله لإنقاذ هؤلاء الشباب ووضع روشتة علاجية عن طريق علماء النفس والاجتماع وتنفذ من خلال المؤسسات التعليمية، والتربوية، والإعلامية.


[email protected]