رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دولة الإعلام سلطة وسطوة

 

نحن نعيش عصر السموات المفتوحة، في ظل«دولة الإعلام العظمي» التي نجحت
وبجدارة في تحقيق ما فشلت فيه المنظمات العالمية والجيوش، حيث استطاعت
إزالة الحدود بين الدول، وكسر الحواجز،

واختصار المسافات، والتغلب علي
مشكلات اللغة واللهجات، وتحدي الظروف الجغرافية والتاريخية، والتأثير علي
المقومات الفكرية والعقائدية للإنسان، وتغير نسقه القيمي والسلوكي، من
خلال ما تبثه من مواد إعلامية متنوعة تخاطب العقل والوجدان.

دولة الإعلام حظيت بالسلطة والسطوة، التي مكنتها من لعب دوراً محورياً
في تشكيل الرأي العام،وتهديد عروش الحكام، وتغير أنظمة سياسية، وإحداث
حراكاً مجتمعياً نابعاً من قدرتها علي مخاطبة الفئات العمرية، والشرائح
الاجتماعية وتوجيهها وفق أجندة عمل مخطط لها من قبل القائمين علي هذه
الكيانات الإعلامية.

كما لعب الإعلام دوراً مؤثر في حياة الشعوب كناشر، ومروج  للفكر
والثقافة بل يعتبر في الكثير من دول العالم أحد منتجي الثقافة، التي
تعتمد علي التفاعل والتأثير الإنساني المتبادل حيث أرتبط النشاط الإعلامي
بجملة من الشروط الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، التي تصبغه بنوع
وتوجهات الفكر الذي يعبر ويخدم مصالح القوي المتحكمة فيه، خاصة أن
المؤسسة الإعلامية لا تنشأ من فراغ، ولا تعمل إلا ضمن الإطار العام
المرسوم لها، ووفق الأهداف التي تسعي لتحقيقها في إطار تأثيرها وتأثرها
بالمجتمع، المنتمية  إليه وبما يحمله من قيم وأفكار واتجاهات تسهم في
تحديد شكل ومضمون الخطاب الإعلامي.

امتلك الإعلام في الآونة الأخير من القوة والحرية، ما أهله ليكون جزءاً
من العملية السياسية وضلعاً أساسياً في وضع ورسم سياسات الدولة، بالإضافة
لقيامه بدور الوسيط بين الشعب والحكومة، بل وبين قطاعات مختلفة داخل
الحكومة نفسها، والمساهمة في التعبئة والدعم السياسي، ومساندة الدولة في
الأوقات الصعبة وعند طرح القضايا الحساسة التي تمس الأمن القومي، من خلال
تنمية وعي الأفراد وتزويدهم  بالمعلومات،عبر البرامج والنشرات الإخبارية
لخلق حالة من الالتفاف والاصطفاف

الجماهيري، أما عن علاقة الإعلام
بالثقافة  فهي علاقة تكاملية ، حيث  يشكل الإعلام  ثقافة المواطن، ويسعي
إلي إزالة الحواجز الثقافية بين المجتمعات وتنظيم العلاقات، والخصوصيات
الحضارية فيما بينها لإيجاد نوع من التوازن والشراكة العادلة.

وعلي الرغم من تحقيق وسائل الإعلام  نجاحاً علي الصعيد السياسي
والاقتصادي، إلا إنها عجزت عن بلورة خطاب إعلامي حقيقي خاص بالشباب،
ينطلق من مفاهيم ورؤى جديدة للدور الذي يلعبه الشباب، بل إن تلك الوسائل
الإعلامية تقوم بعرض كماً هائل من البرامج والمعلومات التي تعكس في
مجموعها توجهاً يختلف عن واقع الشباب وقضاياه، مما عمق الفجوة والهوة بين
المجتمع والشباب، الذي يعيش أزمة ناجمة عن الأحداث والمتغيرات المحيطة
به، والتي خلفت العديد من الظواهر السلبية، التي تتعلق بمحيطة الاجتماعي،
الذي يسوده مجموعة من القيم الرديئة، والانحرافات الأخلاقية، والفوضى، في
الوقت الذي تتنافس فيه وسائل الإعلام وشبكات الإنترنت علي بث أكبر قدر من
المعلومات لاستمالة هذه العناصر الشبابية والتأثير عليها، ونشر أفكار
ساهمت في الإيقاع بالشباب فريسة للتيارات المتلاطمة والمتناقضة التي
أصابت قدرته علي تحديد خياراته وأولوياته واحتياجاته فأصبح أسيراً
للمحاكاة والتقليد الأعمى وغيرها من الأنماط السلوكية الغريبة التي
جعلته يشعر بالاغتراب داخل مجتمعه.