رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خلي بالك علي الصعيد يا ريس


بحكم إنتمائي للصعيد أصلا و روحا و قلبا أول شيء بحثت عنه في البرنامج الإنتخابي لكلا المرشحين هو ما يخص هذه البقعة الغالية علي نفسي من أرض مصر لكي أتعرف علي ما سيقدمه الرئيس القادم للصعيد الذي أجدني طوال الوقت مهمومة به و أحلم له بغد أفضل في ظل جمهورية جديدة يدير شئونها حاكم يتفهم  احتياجات هذا الإقليم ومشاكله ولديه القدرة علي تحويله من مجتمع فقير مستهلك طارد للسكان إلي مجتمع به كل مقومات جذب الاستثمار لإقامة مشروعات عملاقة اعتمادا علي موارده البشرية والطبيعية و تربته الخصبة التي تحتضن نهر النيل بين ضفتيه الشرقية و الغربية وظهيرة الصحراوي الذي يصلح لإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة ومناطق صناعية واعده.

الصعيد ظلم علي مدي عقود طويلة و عاني من إهمال جسيم  وغياب للخدمات وكأنه أسقط عمدا من ذاكرة الحكومات التي رفعت يدها عنه و تركته صيدا ثمينا للجماعات المتأسلمة التي استغلت غياب الدولة وحالة الجمود الفكري و تجذر العادات القبلية لنشر أفكار مغلوطة عن الإسلام من خلال المساجد و الزوايا التي سيطرت عليها نهيك عن فتح جمعيات خيرية تتاجر بأحلام الفقراء وبعض المشروعات الخدمية مثل المستوصفات الطبية و المدارس الخاصة وبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة كل ذلك منح هذه الجماعات القدرة علي التأثير و توجيه الرأي العام الصعيدي.
نعلم جيدا حجم التحديات التي ستواجه الرئيس القادم في ملف الصعيد والصعوبات في إيجاد حلول للمشكلات المتشعبة والمتراكمة و أن ذلك سيحتاج إلي وقت و جهد كبير لكن ليس هناك خيار أخر لأن المواطن الصعيدي لن يقبل باستمراره علي هامش اهتمامات الدولة  أو أن يتعامل معه بإعتباره مواطن درجة ثانية لذا علي الرئيس القادم وضع الصعيد علي أجندة أولوياته وأن يعقد العزم  ويخلص النية  ويبدأ الخطوة الأولي في مشوار تطوير الصعيد والنهوض به  وتحريره من هيمنة الجماعات المتطرفة و تطهيره من العصابات الإجرامية و التجارة الغير مشروعة خاصة تجارة السلاح.
الصعيد يستحق من الحكومة أن تنظر إليه بعين الإنصاف

وأن يكون هناك عدالة في توزيع الخدمات بينه و بين العاصمة و محافظات الدلتا ،لماذا لا تنقل إليه مثلا جزء من الاجتماعات الوزارية  لخلق حالة من الحراك الحكومي تكون بمثابة رسالة تحذيرية_ لكل من تسول له نفسه إثارة الفتن_ أن الدولة حاضرة وبقوة تفرض هيمنتها الإدارية و الأمنية و أنها قادرة علي قطع يد كل من يفكر في الإخلال بأمن الصعيد. يساورني حلم أظنه حلم مشروع وحق لكل مواطن صعيدي أن يشيد الرئيس القادم" قصر جمهوري" بالصعيد يتواجد فيه كل شهر لبعض الوقت يدير الدولة من داخلة ويستقبل الضيوف و الوفود الأجنبية  ربما يساهم ذلك في إعادة الصعيد كـ مركز للإشعاع الحضاري كما كان منذ ألاف السنين و طيبة_الأقصر_ عاصمة مصر القديمة تشهد علي ذلك.
أحلم أيضا بإنطلاق قاطرة البناء و التنمية في الصعيد  والعمل علي إعادة هيكلة الموروثات الفكرية و تنقيحها من العادات الدموية القميئة مثل الثأر من خلال تبني الدولة لمشروع تنموي  ثقافي معرفي يساهم في زيادة الوعي لتشكيل وجدان شباب الصعيد بشكل يتناسب و متطلبات المرحلة مع الحفاظ علي القيم الإيجابية لديهم  مثل الشجاعة و النخوة و الكرم و الرجولة التي تميزهم عن غيرهم ،،،مازلت أحلم ومازال  الصعيد ينتظر من الرئيس القادم الكثير و الكثير فهل سيفعلها و يحقق لأهالينا في الصعيد أحلامهم؟