ما بين حرية الإبداع و الإبتذال شعرة
ما بين حرية الإبداع و الإبتذال شعرة لم يستطع القائمين علي صناعة السينما في هذه الايام الحفاظ عليها لنجد أنفسنا بفضل المنتجات (السبكية)
نغوص في مستنقع من الإنحلال التمثيلي القائم علي العرى و هز الوسط الذي لا يمكن أن نطلق عليه بأي حال من الأحوال "فن" فـ الفن يقينا برئ من هذه الموجة العبثية التي أفسدت الذوق بـ سوقية الألفاظ و لغة الأجساد و تدني مستوي الحوار وإثارة الغرائز الجنسية وإعلاء قيم البلطجة و العنف ليتحول البلطجي من شخص خارج علي القانون إلي نجم يقلد النشء حركاته و اسلوبه بشكل أصبح يمثل تهديدا علي عقول ابنائنا إن لم ننتبه لخطورة ما تقدمة السينما من إسفاف ينتهك الأخلاقيات العامة و يضرب بالقيم المجتمعية عرض الحائط.
مصر يا سادة ليست إمرأة غانية كما يقدمها مدعي الفن في أفلامهم الهابطة ولا بؤرة للتحشيش وتناول كل ما لذا وطاب من مكيفات علي صدور العاهرات ولا نسائها يحركهن شيطان الرغبة كما تفعل "هيفاء وهبي" في حلاوة روح ولا هي دولة عشوائيات كما أظهرها خالد يوسف من قبل في حين ميسرة و إن كان هذا لا ينفى وجود بعض الإنحرافات الفردية و المشكلات الحياتية و سلبيات مختلفة هنا وهناك مثلنا في ذلك مثل باقي دول العالم لكنها لا ترتقي أبدا إلي درجة ظاهرة يتفرغ أهل السينما لتسليط الضوء عليها وتصويرها بشكل يحط من شأن المرأة المصرية و يشوه سمعة الدولة.
حرية الإبداع لا تعني بالضرورة تجسيد الفجور و الشذوذ و العزف علي أوتار الشهوة و التغريد خارج سرب المعايير التي إرتضاها المجتمع لتنظيم العلاقات بين أفراده و إنتاج أفلام مخلة تهدف إلي الإثارة فقط إنما الإبداع هو تقديم فن راقي يتسق مع العادات و يسلط الضوء علي قضايا جوهرية للمساهمة في إيجاد حلول غير تقليدية فكم من إبداعات سينمائية تناولت موضوعات حساسة وخطيرة
حرية الإبداع مكفوله للجميع بما لا يتعارض مع مصلحة الوطن أو يصطدم بمعايير و أخلاقيات المجتمع حتي لا تتحول هذه الحرية إلي معول لتقويض الركائز التربوية و الفضائل التي يقوم عليها الضمير الجمعي في وطننا المحافظ لذا وجب علي شرفاء هذا الوطن التصدي لهذا الإنحطاط المسمي مجازا بـ الفن و أن لا يسمحوا للمناخ الثوري (الفوضوي) و أصحاب الأفلام الرخيصة أن يتحالفا لضرب مصر في أعز ما تملك من قاعدة شبابية.
[email protected]