ايها الليبراليون الجدد لا تلومون إلا أنفسكم!
لن يفيدكم هذا الندب والصراخ والعويل على شاشات الفضائيات التى تمارسونه على مدار أسبوع منذ المليونية الأخيرة ولن تجدى نفعا ولن ترهب الجماهير ولن تنجح محاولاتكم الخبيثة فى إثارة الذعر والخوف فى قلوب المصريين ولن يتعاطف معكم أحد لسبب بسيط أنكم انفصلتم عن هذا الشعب العظيم واكتفيتم بمناظرته من أبراجكم العاجية من وراء حجاب، من خلال الفضائيات، ونصبتم أنفسكم متحدثين باسمه بل أكثر من ذلك أردتم ترحيله من أرضه والإتيان بشعب آخر على شكيلتكم بنفس أفكاركم وعلى نفس هيئاتكم فجاءكم الرد سريعا وعلى هذا الشكل الذى رأيتموه فى مليونية الجمعة ،مليونية الإرادة الشعبية، والتى نجحت بامتياز فى إيصال الرسالة، أردتموها معركة أحجام فهذه أحجامنا وأوزاننا أرونا أنتم كم هى أحجامكم وأوزانكم فى الشارع المصرى، أمن أجل هذا تخشون الذهاب إلى صناديق الانتخابات وتتنصلون من الاستحقاق الانتخابى وتختبئون وراء حجج واهية لأنكم تعرفون حجمكم الحقيقى بين الشعب ولكنكم تكابرون وتقولون غير الحقيقة وتدعون الباطل وقول الزور ، المعادلة غاية فى البساطة، احتقرتم شعبكم فجاء رده بالمثل، لم تحاولوا أن تنزلوا إليهم لتسمعوا منهم وتتعرفوا على أفكارهم وتناقشوهم فيها ولم ترهقوا أنفسكم فى دراسة الشخصية المصرية بل سلكتم أسهل الطرق جئتم بأفكار معلبة من الخارج انتهت صلاحيتها وأردتم بيعها للناس فتقيأوا منها ولفظوها فشغلتم آلاتكم الإعلامية ضدهم متهمينهم بالجهل والتخلف ومن أجل هذا ستنوبون عنهم فى وضع الدستور ففاجأكم ردهم وفاجأكم هذا الطوفان الهادر من البشر الذى زحف إلى ميدان حسبتموه ملكا لكم فقط وغير مسموح لغيركم من التعبير عن آرائه وأنتم الذين صدعتم رءوسنا فى الكلام عن حرية التعبير وحقوق الإنسان والديمقراطية إلخ إلخ من هذه العبارات البراقة والتى اتضح أنكم لا تجيدون تطبيقها على أرض الواقع ولا تحسنون حتى استعمالها عندما تقتضى الضرورة ذلك! رسبتم فى الاختبار بامتياز والآن تبكون على الديمقراطية المهددة والدولة المدنية التى أصبحت فى مهب الريح وتنسون أو تتناسون أنكم أنتم الذين هددتم تلك الديمقراطية بانقلابكم على نتيجة الاستفتاء ومحاولاتكم الانقضاض على إرادة الشعب وما نزولكم إلى ميدان التحرير واعتصامكم فيه إلا للضغط على المجلس العسكرى لتنفيذ مطلبكم بوضع الدستور قبل الانتخابات ولجأتم إلى كل طرق الابتزاز ليرضخ لكم! فكان لابد للفريق الآخر المستهدف منكم أن يقول نحن هنا انتبهوا وقد قالها بصوت عال مدو ملأ صداه أركان المعمورة، لقد كان يوم الجمعة الماضى رد فعل لأفعالكم منذ انقضاضكم على نتيجة الإستفتاء لذلك لم يفاجئنى هذا الحشد الهائل كما لم يزعجنى ولكن ماأزعجنى حقاً هى تلك المناحة التى دارت فى جميع الفضائيات على مدار هذا اليوم والأيام التالية ،نسمع بكاءً وعويلاً للقوى الليبراليية حتى أن أحدهم قال إنهم خدعونا والحرب خدعة! هذا الكلام لايصح ولايليق أن يقال ممن نحتسبهم من المثقفين فنحن لم نكن فى حرب يوم الجمعة كما أن هذه الحشود البشرية هى من أبناء شعبنا الطيب الأصيل الضارب جذوره فى أعماق التربة المصرية وليسوا من بلاد الواق الواق ولكن هؤلاء الليبراليين الجدد لايطيقون رؤية المسلمين وهم يمارسون شعائرهم أو مرتدين «جلبابا» أو «مطلقين لحاهم» ويدعون الحرية ويدافعون عن الحرية الشخصية وحرية العقيدة وحرية الفكر وحرية الملبس أو الزى! حالة الشيزوفرانية التى تعيشها هذه الجماعة لابد أن تعالج منها قبل أن تخرج وتمارس العمل السياسى ولا أقصد بذلك إقصاءها كما يريدون هم إقصاء التيار الدينى فأنا ضد سياسة الإقصاء تماما فيجب أن يكون لكل تيار الحق فى التعبير عن آرائه، بل أقصد أن يقفوا مع أنفسهم وقفة صدق ويواجهونها بشجاعة وأمانة ويحاولون البحث عن أسباب الأرتيكارية التى تصيبهم من ذكرالإسلام وكل ماهو متعلق بعقيدته وشعائره فهى أولى خطوات العلاج ! هؤلاء الليبراليون الجدد يكنون