لماذا يريدون تفجير التأسيسية الآن؟!
فجأة وبدون سابق إنذار تجتمع الزعامات الفضائية لتشن هجوماً ضارياً على الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور وتريد إسقاطها وتدعو إلى مقاطعتها بل إن رئيس حزب متنازع على رئاسته يقول سنقاتل من أجل إسقاطها وآخر هبط على مصر فجأة أثناء الثورة يدعو إلى اللجوء للخارج من أجل إيقافها أى أنه يستقوى بالخارج
ويدعوهم لكتابة دستور بلده!! ومرشح رئاسى انسحب من السباق الرئاسى قبل أن يبدأ وأنشأ مؤخراً حزباً، يصف الدستور الذى لم ير النور بعد بالكارثة على الرغم من أنه رفض الذهاب للجمعية لطرح أفكاره ورؤاه فيه ويدعو إلى مقاطعتها مع مرشح رئاسى آخر خاسر مازال أسيراً لأحلام اليقظة التى جعلته يحيى دور الزعيم الذى يحق له أن يحكم مصر لولا هذه الجمعية التى ستضع فى موادها الانتقالية عائقاً يحول دون تحقيق أحلامه ، هذا الواهم الذى قال لوفد رجال الأعمال الأمريكى عند زيارته له لا تستثمروا فى مصر الآن فستقوم ثورة جديدة!! يحدث هذا وسط جوقة إعلامية صاخبة تتناغم مع تلك المواقف الحاقدة، حملات من التشكيك والتحريض ضد الجمعية ناهيك عن التضليل والتدليس وإطلاق الشائعات ومناقشاتها على مدى ساعات طويلة على شاشات الفضائيات الملعونة على أنها حقائق كأكذوبة زواج الفتيات فى سن التاسعة! والغرض من إطلاق هذه النوعية من الأكاذيب المتعمدة إحداث صدمة فى المجتمع وإثارة الفزع بين أبنائه بالإضافة بالطبع لتشويه صورة القائمين على عمل الجمعية! ولكن السؤال الذى يطرح نفسه لماذا فى هذا التوقيت بالذات تطلق كل هذه السهام من كل حدب وصوب؟! وبعد عمل مضن ومتواصل لأعضاء اللجنة التأسيسية على مدى أكثر من ثلاثة أشهر طافوا خلالها جميع محافظات مصر المختلفة والتقوا بجميع التيارات السياسية والنقابات المختلفة وممثلين عن الهيئات القضائية وتلقوا عشرات الآلاف من المقترحات والآراء من المواطنين واستمعوا للكثير من علماء مصر الأفاضل أمثال العلماء أ.د. أحمد زويل وأ.د. مجدى يعقوب وأ.د. مصطفى السيد وغيرهم أليس مثيراً للدهشة والريبة فى آن واحد بعد كل هذا الجهد وبعد أن كاد الدستور يضع أوزاره الأخيرة ويُطرح على الشعب، وبعد صمت تلك القوى السياسية طيلة هذه الفترة أن تشد الرحال فجأة وتعلن الزحف المقدس نحو التأسيسية ؟! قراءة المشهد وسط هذا الزخم الإعلامى الموبوء المصاحب له