يتامى الجنرال ودموع التماسيح!!
سقطت الأقنعة عن وجوه كثيرة ظلت تخدعنا سنوات طوال بالقومية والعروبة والعداء لإسرائيل والفداء بالروح والدم من أجل فلسطين وأنها لا تصافح يداً صافحت صهيونياً يداه ملطختان بدماء أشقائنا الفلسطينيين فإذا بهم يذرفون الدم بدلاً من الدمع على وفاة مَن تآمر على حصارهم وتجويعهم وساعد على شن الحرب عليهم فى ديسمبر عام 2008 يناير 2009 ويصفونه بالبطل المغوار!!
وآخرون لم نكن فى حاجة لسقوط أقنعتهم ليعرفهم الناس على حقيقتهم لأنهم كالبهلوانات فى السيرك ينطون من حبل لآخر حسب ما يحتاجه السيرك وما يتطلبه الموقف! فهم لا قيمة لهم ولا نعير لهم وزناً ولو علت أصواتهم النشاز ضجيجاً وصراخاً، فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث! ولذلك لم أندهش أن يقول أحد هؤلاء البهلونات التى تدعى الليبرالية والمدنية، وهى تزرف الدموع، أن مصر خسرت كثيراً برحيل الجنرال وهو الذى سبق وأن هتف فى البرلمان بسقوط حكم العسكر! وصف لا يختلف كثيراً عما قاله «بنيامين بن اليعاذر» وزير الدفاع الإسرائيلى فقد أعرب عن صدمته بوفاته وقال «عمر سليمان أفضل مَن خدموا إسرائيل، وإن علاقته الشخصية بسليمان كانت وثيقة جداً وأنه صاحب الفضل الأكبر فى تزويد إسرائيل بالغاز المصرى كما أنه لعب الدور الأكبر فى تقويض حركة حماس وهو الذى ساهم فى إدخال 150 ألف سعفة نخيل إلى إسرائيل لزوم احتفالاتها بعيد «المظال» اليهودى، أما ما أسردته الصحف الإسرائيلية فى مزايا الرجل وخدماته الجليلة للكيان الصهيونى فحدث ولا حرج وليت الكاتب العروبى المنافق والمناضل السياسى المخادع الذى وصف الجنرال بالشخصية الوطنية والذى بموته موت للديمقراطية فى مصر (منتهى البجاحة والاستخفاف بالناس) أعود وأقول ليته يقرأ شهادة إسرائيل له فلقد كتب «يوسى ميلمان «خبير الشئون الأمنية فى صحيفة «هاآرتس» تحت عنوان عمر سليمان الذى لم يذرف دمعة خلال حملة الرصاص المصوب، ويقصد به اجتياح غزة، يقول فيه منذ تولى اللواء عمر سليمان منصبه كرئيس لجهاز المخابرات المصرية عام 1993 أقام علاقات وثيقة مع معظم قادة الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية وسألوه عما إذا كانت حماس التى فازت فى الانتخابات التشريعية يمكن أن تكون عنصراً إيجابياً فى الحكومة الفلسطينية فكان رده «لا أنا أعرف