أرجوكم لا تغتالون فرحتنا ولا تستخفوا بالمصريين!
مَن يتصور ولو للحظة عابرة أن الشعب المصرى طفل لايزال يرضع من ثدى أمه أو غبى لا يفهم شيئاً ولا يعى ما يدور حوله وما يحاك من مؤامرات ضده أو يعتبره فاقد الأهلية لا يستطيع أن يحكم نفسه ويدير شئونه باستقلالية تامة بعيداً عن أى وصايا سواء من أولى الأمر المزيفين أو المُدعين فى الداخل أو من أولى الأمر المعادين فى الخارج،
مَن يتخيل هذا فهو واهم واهم واهم واهم إلى أن ينقطع النفس فأرجوكم لا تستخفوا بهذا الشعب العظيم، ابن حضارة السبعة آلاف عام ولا يخدعكم صبره وجلده فلا يغرنكم بالشعب الغرور فهذه إحدى سمات شخصيته العبقرية فبقدر ما أحتمل وصبر وخزن غضبه وألمه بين جنابات ضلوعه بقدر ما حولها إلى طاقة هائلة لا تتوقف عندما يثور ويغضب لما استهان به وبذكائه وأستخف بقدراته ولكم فى الرئيس المخلوع عبرة يا أولى الألباب ولمَن لا يريد أن يعتبر ويتعظ بما رآه أمام عينيه بالأمس القريب وليس البعيد! فلا تختبرونا مرة أخرى لأن النتيجة لن تكون فى صالحكم بأى حال من الأحوال فالشعوب لابد أن تنتصر لأن إرادتها من إرادة الله سبحانه وتعالى أما إرادة الحاكم المستبد فهى من إرادة إبليس الذى يغوى إليه بالسوء والطمع والفساد فى الأرض !! لقد كانت أولى ثمارات ثورة 25 يناير بناء المؤسسة التشريعية بانتخاب البرلمان بغرفتيه انتخاباً حراً من ثلاثين مليون مواطن أدلوا بأصواتهم فيه كما كانت إحدى حسنات المجلس العسكرى والتى ظل يمن علينا بأنه أجرى أول انتخابات حرة ونزيهة فى البلاد وشكرنا له سعيه المحمود هذا ولأننا نثق فى جيشنا العظيم لأنه جزء منا ومن كياننا لم يخطر فى بالنا ولم يساورنا الشك فيه وفى نوايا قادته ولو لبرهة خاطفة ولم نتصور أن يغتال فرحتنا بأولى إنجازات ثورتنا ويوجه مدفعيته صوب البرلمان الذى أختاره الشعب ليجهز عليه تحت ذريعة حكم القضاء والقضاء منه براء والقضاء الشامخ العادل المستقل برىء من هؤلاء القضاة الذين يزعنون لما يريده الحاكم ويرضون على أنفسهم أن يكونوا مطية أو أداة طيعة فى يده لتنفيذ أوامره وتفسير القوانين والأحكام على هواه ! لقد دافعنا طويلاً عن استقلال القضاء كأحد أهم أعمدة الدولة والحصن الحصين لها ولكن يبدو أن الذى يريد إسقاط الدولة هم مَن