العبور الثالث لمصر
الكل يأمل أن تتم العملية الانتخابية على أحسن وجه من النزاهة والشفافية وأن ندخل بحق أزهى عصور الديمقراطية وليس كما كان يدعى النظام البائد وقد وعدنا المشير بذلك ونعتقد أنه لن يخلف وعده ولنا تجربة معه فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى
والتى التزم فيها بوعده وشهد العالم كله بنزاهتها ولذلك أنا مطمئنة بعكس الكثير من المتشككين والذين تشككوا أصلاً من إجراء العملية الانتخابية فى موعدها المقرر وقالوا ماقالوا عن نيات المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكالوا له الاتهامات الزور من أنه لن يجرى الانتخابات ولن يسلم السلطة.. الخ من هذه الاتهامات الباطلة والتى تثبت مجريات الأحداث عدم صحتها، مايهمنى هنا أننا بدأنا نخطو بالفعل للعبور بمصر لعهد جديد تأخر كثيراً وسبقتنا إليه دول وشعوب كانت أقل منا حضارة وعلما وثقافة ولكن بفضل الحكم الديكتاتورى المستبد التى عاشت فيه مصر ثلاثين عاماً جعلها أسيرة الاستبداد ومايتبعه من تخلف وفقر وفساد ،إنه ماض بغيض نأمل أن نطوى صفحته إلى الأبد وألا نعود إليه أبداً فتلك حقبة سوداء فى تاريخ أمتنا وضعها شعبنا العظيم فى مزبلة التاريخ !! ولكن أصحاب هذه الحقبة أبوا أن يخرجوا منها بهذه السهولة وأن يجعلوا الشعب ينعم بثورته ويهنأ بحياته الجديدة ويعيد بناء بلده على أسس من الحرية والعدالة والمساوة ويريدون أن يعوقوا عبوره إلى هذا العهد الجديد وأرادوا أن ينغصوا عليه فرحته هذه واستغلوا طيبته وسماحته وأنه لم يقم لهم المحاكمات العسكرية ولم يعلق لهم المشانق كما كانوا يفعلون معه وتعامل معهم بالحسنى فإذا بهم يتجمعون بعد أن فرقتهم الجحور التى كانوا يختبئون بها وإذا بهم فجأة يخرجون من تحت الأرض من كل حدب وصوب ليعيدوا لنا مبارك آخر باسم جديد بعد أن أجروا له بعض الرتوش التجميلية على وجهه القبيح « نيو لوك « ولكنه مشوه ومفضوح للجميع! هؤلاء يعتبرون الانتخابات الرئاسية معركتهم الأخيرة بعد أن خسروا الانتخابات التشريعية ولفظهم الشعب وعزلهم بقانون ضميرهم الحى وليس بقانون سلطوى أو دستورى ، إنها بالنسبة لهم معركة حياة أو موت مستغلين حالة الفوضى والانفلات الأمنى الذى اصطنعوه ليوهموا الناس