المظاهرة الخطأ فى المكان والزمان الخطأ
لاشك أن ماحدث فى العباسية أدمى قلوبنا جميعاً وأشاع جواً من الاكتئاب لدى المواطنين، فالدم المصرى غال ومُحرم على أخيه، ولقد ظننا أن أولى الأمر أو القائمين على شئون البلاد قد وعوا هذه الحقيقة جيداً وأنهم سيتعاملون مع المواطن المصرى بأسلوب مختلف يحفظ إنسانيته ويصون له كرامته وأنهم لن يلجئوا إلى نفس الأساليب القمعية التى استخدمها نظام مبارك البائد،
ولكن للأسف الشديد يبدو أن ظنوننا لم تكن أكثر من تمنيات وأحلام سرعان ما بددها الواقع الأليم على الأرض بدءاً من أحداث مسرح البالون وانتهاءً بالأحداث الأليمة التى شهدتها العباسية مروراً بأحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء ومجزرة بورسعيد !! كلها أحداث سقط فيها العشرات من الضحايا والجانى أو المدبر لها واحد كما أشار إليه اللواء «مختار الملا» فى المؤتمر الصحفى فى معرض إجابته على سؤال لصحفى بأنه يعرفه كما يعرفه صاحب السؤال قائلاً «اللى أنا وأنت نعرفه» ومن الطبيعى والمنطقى أن يسأله الشعب ولماذا إذن لم تقبض عليه حتى الآن وتقدمه للمحاكمة إنقاذاً لمصر وحقناً لدماء المصريين ؟! فإذا كنت تعلمُ فتلك مصيبة وإذا كنت لا تعلم فالمصيبة أكبرُ، نحن نثق تماماً أن جيشنا العظيم برىء من دماء المصريين براءة الذئب من دم يوسف ولم يلوث يديه فى هذه الأحداث الدامية ولم نكن فى حاجة لتأكيد من المجلس العسكرى فى مؤتمره الصحفى ولكنه مسئول سياسياً عنها بصفته حاكماً للبلاد ومن واجبه أن يضع يده على العناصر التى ترتكبها والعقل المدبر من ورائها حتى يحاكمها ويمنع تكرارها كل حين وآخر حتى بات سيناريو رديئاً لمسلسل كريه! وهذا مالم يحدث رغم علمه بالجانى كما ذكر اللواء مختار الملا مما يفتح المجال للقيل والقال ويعطى للبعض ذريعة للتطاول على المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهذا مانرفضه تماماً، لأن البعض يقول عبر شاشات الفضائيات إن هناك مَن يتستر على الجناة بل ويحميهم لأن الأجهزة الرسمية موافقة عما يفعله هؤلاء بل ذهب سوء ظنهم لما هو أبعد من ذلك ! كلنا يعرف أن البلطجية كانت أحد أذرع الشرطة فى العهد البائد وكانوا يستعينون بهم فى المظاهرات لقمع المتظاهرين وتأديبهم، وحينما نرى على الشاشات المعتصمين يروون أن هؤلاء البلطجية كانوا يحملون
[email protected]