عبثية المشهد فى المحروسة
لاشك أن المواطن المصرى يعيش حالة من الضبابية وعدم اليقين فى أى شىء ويبدو أنها ثقافة أراد أولى الأمر نشرها فى البلاد لتسود بين العباد!! أزمات مفتعلة، اضطرابات مدبرة، حرائق متوالية، انفلات أمنى منظم، إنفلات إعلامى ممنهج كل ذلك للوصول إلى حالة اللا دولة التى نعيش فى ظلها الآن وكأن القائمين على إدارة شئون البلاد استكثروا على هذا الشعب الكادح المظلوم أن ينعم بالحياة الحرة الكريمة مثله مثل خلق الله ولا حول ولا قوة إلا بالله! سلسلة من الأزمات المتتالية
ما أن نخرج من أزمة حتى تلاحقنا أختها حتى بتنا لا نعرف ولا نستطيع أن نتكهن بما يمكن أن يخبأه لنا هؤلاء غدا، حالة الشك هذه ألقت بظلالاها على سلوكيات المواطن بين أسرته فى بيته، وفى محيط عمله بين زملائه وفى الشارع المصرى بصفة عامة، انعدام الثقة بالآخرين والمستقبل المجهول الذى بات مفروشاً بالألغام لتفجيره فى الوقت الذى يريدونه أولى الأمر ولا أستطيع أن أعفى السادة السياسيين من المسئولية عما وصلنا إليه، مراهقة فى الممارسة تتبنى سياسة الكيد والحقد والحسد لخصمهم السياسى اللدود دون أن تكون لديهم رؤية واضحة للمستقبل أو تقديم بدائل إنها مناكفة سياسية لا أكثر ولا أقل مما جعل الشعب يضيق ذرعاً بهم بل ويكفر بهم وبمعارضتهم السلبية هذه والتى لا تخرج عن الشو الإعلامى خاصة أنهم ضيوف دائمون لدى أصحاب الفضائيات الملعونة التى لاتراعى الله ولا مصلحة الوطن بل تراعى مصلحة نزلاء طرة الذين يحركونها من هناك وما زالوا يملكون الكثير من مفاصل الدولة العميقة وما زال أتباعهم وصبيانهم ينفذون أوامرهم وتعليماتهم بإخلاص شديد وولاء أشد وما زلنا نعيش تحت قبضتهم وفى ظل هيمنتهم! إن كل الثورات فى العالم تعنى سقوط النظام بأكمله واختفاء رجاله بالكامل عن المشهد السياسى الجديد وبناء نظام جديد برجال جدد يعبرون عن تلك الثورة إلا عندنا فى مصر فقد ظل النظام بشيخوخته وفساده قائما وظل رجاله فى سدة الحكم وغاب الشباب والأدهى أنهم يترشحون لرئاسة الجمهورية أرأيتم فجر أكثر من ذلك؟! وكأن الثورة قامت والدماء الطاهرة التى سالت فداء لها من أجل أن نعيد إنتاج