مبارك مازال يحكمنا!!
بدءً ذى بدء لابد أن أعترف أننى أدين للجنرال بالفضل فى أنه أضاء بصيرتى وجعلنى أقرأ الأحداث بشكل صحيح بعيداً عن الرومانسيات الثورية وما يصاحبها من حُسن ظن ومُثل عليا تملأ العقل والوجدان وهذا ماغلب على قراءاتى السابقة للأحداث وبالتالى على تحليلاتى فشكراً له وعذراً لك أيها القارئ العزيز، أعترف بأننا قد انضحك علينا
وغرر بنا وخُدعنا وعشنا فى أكبر كدبة حينما توهمنا أننا خلعنا مبارك من الحكم وغادرنا الميدان بعد أن أقمنا الاحتفالات والليالى الملاح معتقدين أننا قد تخلصنا من هذا الكابوس الذى ظل جاثماً على صدرنا ثلاثين عاماً أذاق فيها الشعب المصرى ويلات الظلم والقهر والذل وعانى من الفقر والجوع والمرض بينما هو وحاشيته ينعمون بخيراته وينهبون ثرواته، تصورنا بطيبتنا أو بسذاجتنا ولا أقول كلمة أخرى أننا انتصرنا ووضعنا تلك الحقبة السوداء من عمر بلادنا فى مزبلة التاريخ ولكن ماحدث طوال العام والنصف الفائت من أحداث متلاحقة آخرها الظهور الدرامتيكى للجنرال نائب المخلوع على المسرح السياسى بكل فجاجة وفجر وإعلان ترشحه للرئاسة يدل بما لايدع مجالاً للشك أن الرئيس المخلوع مازال يحكم هو وطاقمه الفاسد من وراء الستار وأنه يمسك بكل خيوط اللعبة السياسية فى البلد وراجع كل القرارات والقوانين التى صدرت خلال الفترة الماضية والألغام التى ذيلت فيها لتفجيرها فى أى لحظة يريدها ليدخل البلاد فى دوامة لاتنتهى بدءً من المادة اللعينة (28) فى الإعلان الدستورى وليس انتهاء بالمادة (60)! إنها نفس سياساته الدكتاتورية والتآمرية والتزويرية التى تكيد لخصومه وتنتقم من معارضيه خذ مثلاً بالمهندس خيرت الشاطر، لقد ظلم الرجل لأنه ينتمى لجماعة تعارض حكمه الظالم المستبد فكالوا له كيلاً وانتقموا منه أشد انتقام ولفقوا له القضايا وأعتقلوه وعذبوه فى المعتقلات وصادروا ممتلكاته وأمواله، قضى أجمل سنوات عمره فى غياهب السجون، سبعة عشر عاماً هى جملة السنوات التى قضاها خلف القضبان بعد محاكمات عسكرية ظالمة ومجحفة ولما قامت الثورة وأفرج عنه ورشح نفسه للرئاسة أبى نفس النظام إلا أن يستمر على نفس دربه ونهجه من البطش والظلم والانتقام من خصومه فوقف ضد ترشحه واستعمل نفس جنوده ومستشاريه ليفسروا القانون على هواه وبما يرضي سيدهم والذى مازال يتربع على عرش مصر ويحكم البلاد والعباد وإلا فليقل لى قائل كيف يُمنع
[email protected]