لماذا كل هذا الندب والعويل يا فضائيات الفلول؟!!
بصرف النظر عن صوابية قرار جماعة الإخوان المسلمين فى الزج بأحد أبنائها فى آتون الانتخابات الرئاسية من عدمه فإن ما استوقفنى وأدهشنى أكثر بل وأثارنى أيضا تلك الهجمة الإعلامية المسعورة والمنظمة والممنهجة فى توقيت واحد، بحيث بدت للمشاهد العادى وليس للمراقب للأحداث وكأن جهة ما تمسك فى يدها خيوط اللعبة لتحركها فى وقت واحد لتحقيق هدف واحد ووحيد ألا وهو الحرب على الإخوان المسلمين
والقضاء عليها تماما بحيث لا يكون لها ذكر ولا أثر بعد اليوم وتصبح نسياً منسياً! فلو كان القرار بمثابة انتحار للجماعة كما يحلل السادة المحللون الكثيرون الذين ابتلينا بهم بعد الثورة وملأوا الفضائيات الملعونة ضجيجاً وتهييجاً وصراخاً وعويلاً فهذا الانتحار يسعدهم ويوفر عليهم مشقة وعبء مواصلة القتال حتى الإجهاز على خصمهم اللدود! وإذا كانت تلك الاستقالات والانقسامات المزعومة تضعفه فهذا أيضا يبعث على الراحة والهدوء فى نفوسهم المشتعلة ضدهم ولا تريد أن يهدأ سعيرها أو أجيجها ولو لثانية واحدة! وإذا كانت شعبية الإخوان المسلمين قد تضاءلت بشكل كبير، كما يدعون، فى الشارع فهذا أيضا مدعاة للرضا والهدوء والفرحة لهم، فلماذا إذن حربهم الضروس هذه التى يشنونها عليهم إناء الليل وأطراف النهار؟! والتى تذكرنا بتلك الحرب الشرسة التى شنها الحزب الفاسد على الجماعة إبان انتخابات عام 2005 والتى أنشئت فيها برامج خصيصا لتكون إحدى أدواته فى تلك الحرب الحقيرة، واليوم تنشئ فضائيات عدة وصحف عديدة بعد أن خرجت الصحف الحكومية من قبضته من أجل تلك الحرب التى أقل ما يمكن أن توصف به بأنها حرب غير شريفة يستعمل فيها أدوات قذرة مُحرمة إعلامياً!! للأسف الشديد تجمع فلول النظام البائد من ساسة وإعلاميين ورجال أعمال ولملموا أوراقهم وأعادوا ترتيبها بما يتناسب مع الوضع الراهن بعد الثورة وكان الإعلام هو المتنفس أو جهاز الإنعاش الذى يعيدهم للحياة من جديد وما كان لهم أن يتمكنوا من ذلك لولا تشرذمنا وانقسامنا شيعاً وأحزاباً فتسللوا كالفئران بيننا وهم الذين كانوا مُختبئين فى جحورهم مذعورين يرتدعون من الخوف يوم كنا متحدين، أيادينا متشابكة، وأجسادنا متلاحمة لا ينفذ منها الهواء وما كان أحد منهم يجرؤ أن يطل على قناة تليفزيونية أو ما كان أصلاً أى صاحب قناة أو معد أو مقدم برامج يجرؤ أن يستضيف أحد من رموز هذا العهد البائد
[email protected]