عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة عظيمة يجب أن تستمر

إلى متى سنظل شعباً نكدياً؟! نسعى دائما إلى سرقة الفرحة من أنفسنا ومن أولادنا كلما أنعم الله علينا بها وكأننا نستكثر على أنفسنا الفرحة كسائر البشر! أعتقد أنها حالة تستلزم أن يقف عندها الأطباء النفسيون، أقول هذا بمناسبة الصيحات العالية التى تطالبنا بعدم الاحتفال بمرور عام على ثورتنا العظيمة بدعوى أنها لم تحقق أهدافها بعد،

وأن حق أسر الشهداء لم يصلهم حتى الآن وكأن الشهيد ضحى بحياته أو قدمها قرباناً لأموال تأخذها أسرته وليس قرباناً للحرية والكرامة والعزة وهذه إهانة للشهيد وكأنه يُقتل مرتين ولكن هذه المرة من ذوى القربى وهو ما يجعله أكثر ألماً وحزناً وليس فرحاً مستبشراً كما كان عندما لاقى ربه! أصحاب تلك الصيحات تزايد على أسر الشهداء بشكل مستفز وفج وتتاجر بقضيتهم فى البازار أو المزاد السياسى الذى تشهده مصر حاليا، لا أحد ينكر أن أجواء الحرية والديمقراطية التى ننعم بها الآن يرجع الفضل فيها لتلك الدماء الذكية لأصحاب الأرواح الطاهرة التى صعدت عند بارئها دفاعاً عن حرية الوطن وتحريره من الظلم والاستبداد، لولا هؤلاء الشهداء ما شهدنا ذلك العُرس الديمقراطى وما رأينا، ولأول مرة منذ ستين عاما، برلماناً منتخباً بإرادة شعبية خالصة لا يشوبه التزوير أو تزييف لإرادة الشعب، تلك الأرواح الطاهرة لا تطالب بتعويضات مادية حقيرة بل تطالب بتكملة مسار الثورة وتحقيق أهدافها النبيلة التى قامت من أجلها وتريد القصاص ممن قتلهم وممن ظلم هذا الشعب وأذاقه مرارات الذل والفقر والحرمان هذا الذى يجب أن نتكلم فيه ونطالب به مجلس الشعب الجديد وحسناً فعل فى أولى جلساته بتخصيصها لهذه القضية المهمة ولكننا لا نريد لجنة تقصى حقائق فالحقيقة دائما ما تتوه وتضيع بل ربما تموت فى أروقة ودهاليز اللجان، وهناك حكمة فرنسية تقول إذا أردت أن تقتل موضوعاً ما فأحيله إلى لجنة! نحن نطالبه بضرورة إعادة محاكمة رموز العهد البائد كله أمام محكمة ثورة، نريد محاكمة سياسية لعصر فاسد بأكمله هنا فقط من الممكن أن نسميها محاكمة القرن وليست

تلك المسرحية الهزلية التى نتابع فصولها الآن! هذا ما تتوقه روح الشهيد التى تعيش بيننا وهذا أيضا ما يريده كل محبيه أى غالبية الشعب المصرى الأصيل وليس المتاجرين بدمائه الطاهرة لسبب فى نفس يعقوب!! لكن هذا لا يمنعنا من الاحتفال بالثورة وبالإنجازات التى حققتها حتى الآن مع العهد بالاستمرار فى تحقيق أهدافها ، هذا الاحتفال يسعد الشهيد وهو فى مقعد صدق عند ماليك مقتدر أما الأصوات النشاز التى تطالب بثورة ثانية وهى بالمناسبة نفس الأصوات التى تطالب بعدم الاحتفال بالثورة فهم لا يعرفون ولا يقدرون سمو الغاية التى ضحى الشهيد بحياته من أجلها والفارق بينه وبينهم كالفارق بين السماء والأرض هو أراد إسقاط النظام وهم يريدون إسقاط الدولة أى إسقاط مصر وهذا ما لم يحدث ولن يحدث لأن الشعب المصرى أوعى من كل هؤلاء ويعلم بفطرته الذكية كل المؤامرات التى تحاك ضده وسيتصدى لها مع جيشه العظيم بكل ما أوتى من قوة. أخرجوا وافرحوا بثورتكم وبما أنجزتموه إنه لشىء عظيم يكفيكم أنكم أطاحتم برأس النظام وأقامتم اللبنة الأولى لنظام سياسى متين فى بناء دولة القانون وهذا ما لم يستطع أجدادكم على مدار آلاف السنين أن يحققوه، لا تكونوا شعباً نكدياً ولن ننسى الشهيد ما حيينا وكيف ننساه وروحه سترفرف علينا وتحتفل معنا فى هذا اليوم المشهود.

amiraaboelfetouh@yahoo.com