عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البسطاء دوماً يدفعون الثمن!

لا شك أن الأحداث المؤسفة التى مرت بها البلاد طوال هذا الأسبوع قد أدمت قلوب المصريين جميعا قبل أن تتساقط دموعهم حزناً وألماً على ضحايا الوطن الأبرياء الذين دفعوا حياتهم ثمناً لصراعات القوى السياسية وتنازعها على السلطة والتى اتخذتهم وقوداً لإشعال الفتنة فى الوطن

فى موقف انتهازى لايخفى على أحد وكلما ارتفعت بورصة المزايدات بينها ارتفع عدد الضحايا وكلهم من البسطاء من شبابنا الطيب البرىء الذى استغلت تلك القوى حماسه الفطرى لطبيعة سنه لدفعه للآتون وهى جالسة فى الغرف المكيفة لعقد المؤتمرات أو فى الاستديوهات المكيفة فى الفضائيات الملعونة لتزيد من شحنه وتهييجه واندفاعه وإلا لماذا لم يصب أى منهم بسوء ؟! إنهم يكتفون بالنضال من استديوهات الفضائيات كما كانوا يفعلون أبان الثورة ويتركون أرض الميدان لهذا الشباب الشريف الذى صنع بدمه تلك الزعامات الوهمية التى تتاجر به عبر الإعلام وهى غير مستعدة لنزف قطرة دم واحدة دفاعاً عن أفكار أو مبادئ تزعم تبنيها وتروج لها زوراً وبهتاناً وهذه هى المفارقة المؤسفة والمخزية! هؤلاء الضحايا ذنبهم فى عنق زعماء الفضائيات لعنة الله عليها وعليهم ،هذه القوى ارتابت وارتعدت خوفاً من مليونية الجمعة الماضية وأحست أنها ستخسر فى الانتخابات القادمة وأن الغلبة ستكون للتيار الإسلامى فأرادت قلب الترابيزة كعادتها دائما حينما تشعر بالهزيمة وأرادت تعطيل العملية الانتخابية لأجل غير مسمى وها نحن نرى البعض منهم يعلن تعليق حملاته الانتخابية فهل سيستجيب لهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة رغم تأكيده على إجراء الانتخابات فى موعدها؟ لا أحد يستطيع الجزم فى هذا حتى الآن فأصوات هؤلاء القوم عالية رغم قلتهم لامتلاكهم وسائل الإعلام المرئية والمقروءة الأكثر ذيوعاً وانتشارا فى البلاد والتى يتخذونها متراساً أو قواعد لإدارة معاركهم وهم الذين كانوا وراء وثيقة على السلمى الفتنوية والتى كانت الفتيل الذى أشعل  شرارة النار فى البلد وكاد يحرقها وإن كانوا قد تظاهروا فى البداية بالاعتراض عليها ولكن سرعان ما رفعوا القناع وأعلنوا دعمهم لها نكاية فى التيار الإسلامى! ونحن لا نعرف حتى الآن ما الذى دفع الحكومة فى هذا التوقيت الحرج وقبل الانتخابات بأيام قليلة لطرح هذه الوثيقة والتى كانت

مثار جدل شديد بين القوى السياسية منذ عدة أشهر وطار بسببها يحيى الجمل من الوزارة هل الحكومة أرادت من خلال إعادة طرحها إحداث بلبلة ومزيد من الانقسامات والانشقاقات فى الشارع المصرى فينفلت الوضع الأمنى وتصبح البلاد على شفا صفيح ساخن كما يحدث الآن فتكون ذريعة لتأجيل الانتخابات؟! لا أحد يعلم شيئا مما يدور وراء الكواليس وما الذى يعد فى الغرف السوداء، فالثقة أصبحت معدومة بين الجميع وهذه إحدى أزماتنا الهامة والتى كانت من جراء الفتن المتوالية علينا منذ الإطاحة بمبارك ورجاله والذين أراهم الآن فى أوج سعادتهم وأزهى لحظاتهم فقد تحقق لهم أكثر مما تمنوا وعاشت البلاد فى الفوضى والعنف الذى توعدوا به (إما أنا أو الفوضى) ولا لوم عليهم فإنهم يحاربون معركتهم الأخيرة بضراوة وبلا يأس أوكلل بل اللوم كله على من ساعدهم على تحقيق مآربهم بوعى أو بدون وعى فتشوا عن هؤلاء فى المشهد السياسى والإعلامى ولن تتعبوا كثيراً فى معرفتهم !! أعود فأقول الوطن فى خطر ولا وسيلة لإنقاذه غير تضافر كل القوى السياسية المحبة له بحق وإعادة اللحمة بينها البعض كما كان إبان الثورة وإعلاء مصلحة البلد العليا على المصالح الذاتية الضيقة وإجراء الانتخابات فى موعدها كى نضع اللبنة الأولى فى الديمقراطية والتى نستطيع بعدها إقامة نظام سياسى متين حمى الله مصر من مدعى البطولات الزائفة التى تثير الفتن بين أبنائه والتى ستجر البلاد الى المجهول!!
[email protected]