رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذوو الياقات البيضاء!

هذا التعبير كان يطلق على السادة الأفاضل النخب التى كانت تحضر إلى  الميدان أثناء الثورة بكامل أناقتها وهيئتها ورائحة العطر تفوح منها وتكاد تملأ الميدان الغالب عليه رائحة عرق المعتصمين والتى هى أطهر وأنقى من روائحهم ويسلمون عليهم بأطراف أصابعهم طالبين الميكرفون سريعا لأن السادة ليس لديهم وقت!

كان الله فى عونهم فأمامهم كفاح شاق يحملون فيه ميكروفونات الفضائيات ويعتصمون فى استديوهاتها المختلفة!! هؤلاء هم سارقو الثورة من أصحابها الأصليين: الشعب والجيش معا، وأكرر ولن أمل من التكرار أنه لولا الجيش ما نجحت الثورة ولعلقت المشانق ولكان لهؤلاء النخب كلام آخر يهادون به النظام بل ويغازلونه أيضا!! وكلامهم قبل الثورة محفوظ فى الآذان قبل الأرشيف، تلك الزعامات الوهمية أو زعماء الفضائيات لا هم لها إلا إثارة الفتن بين أبناء الوطن الواحد بجميع أطيافه وألوانه تارة بين الشعب والشرطة وتارة أخرى بين الشعب والجيش وثالثة بين القوى السياسية بعضها البعض وجرها إلى منازعات فرعية لا طائل من ورائها غير مزيد من الفرقة والانقسام، وأصبحنا ندور فى حلقة مفرغة من المزايدات والتشكيك تكاد تصل بنا إلى المجهول، فهل هذا ما يريده هؤلاء زعماء الفضائيات! أعلم أنهم لا يريدون إجراء الانتخابات فى موعدها خوفاً من طيران تلك الزعامة بعيداً عن الفضائيات إلى الصحراء القاحلة ويغيبون فى الجب وتسدل عليهم ستائر النسيان! تلك الزعامات الوهمية تضع مصالحها الشخصية فوق مصالح البلد العليا ولا يريدون أن تستقر الأوضاع وتدور عجلة الإنتاج، أخشى ما أخشاه أن يصدق قول رئيس الموساد السابق «الجنرال عاموس يادلين»: إن أهم إنجازاته أنه أحدث اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية فى أكثر من موقع ونجح فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة إلى أكثر من شطر لتعميق حالة الاهتراء داخل البيئة والمجتمع والدولة المصرية، ولكى يعجز أى نظام يأتى بعد حسنى مبارك فى معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشى فى هذا البلد! انتهى كلام الصهيونى المعادى والحاقد والكاره لمصر هو وكيانه الغاصب كله ولكن لم ينته كلامنا بعد، فهل تدرك تلك الزعامات الوهمية أنها تنفذ بلا وعى هذا المخطط الشيطانى!

ألم تدرك خطورة ما تفعله وما قد يحل على البلد من عواقب وخيمة لا قدر الله وهل أعماهم طموحهم عن رؤية الواقع المحيط بنا؟! الوطن فى خطر يا سادة ويجب على الجميع أن يتحمل مسئوليته ولن يستطيع فصيل سياسى واحد مهما بلغت قوته أو شعبيته أن يحمل الأمانة بمفرده، المرحلة الراهنة تتطلب تتضافر كل الأيادى معا لحمل لواء مصر وأن تعلو مصر فوق كل الأيديولوجيات الضيقة، فمصر أوسع وأرحب وتستوعب الجميع بلا استثناء فهل وعينا دروس التاريخ أم مازلنا فى اللهو ماضين؟! سؤال أوجهه لكل من يقامر بمصير هذا البلد ويبيعه بثمن بخس أم إنهم لم يقرأوا التاريخ أو قرأوه ولم يفهموه أو نسوه! طب اقرأوا هذه الآية الكريمة: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» صدق الله العظيم.
مصر الآن أمامها فرصة ذهبية كى تنهض من كبوتها وتخرج أكثر عافية وأن تسترد منارتها العلمية والثقافية وتسترجع دورها الريادى فى المنطقة شريطة أن نعبر تلك المرحلة الراهنة ونبنى معا مصر الحديثة، مصر التى نحبها جميعا والتى يريدها الجميع، ويتطلع الكل أن يراها فى مصاف الدول العظمى بل وقائدة لها ولمَ لا ؟ أنا لا أحلم ولكنى أستلهم تاريخنا المنير، وكما طالبت أن نأخذ العظة منه فأنا أيضا آخذ منه محطاته المضيئة التى بناها أجدادنا وأناروا بها البشرية وكتبوا بها حضارة العالم أجمع فلا تيأسوا ولا تهنوا وأنتم الأعلون بإذن الله.
[email protected]