لا تلوموا الرئـيس
فكرت كثير فيما يحدث على الساحه السياسية طوال الثمانية أشهر الماضية ، وتيقنت تماما أن الرئيس محمد مرسى لن يقدم شيئا للبلاد ولا يمكن أن نعول على ذلك ، فمع يقينى أنه رجل طيب جدا بشهادة كل من تعامل معه، الا أنه غير قابل للتغيير تماشيا مع منصبه الجديد
على قمة الدولة كرئيس لعموم البلاد ، ويرجع ذلك فى نظرى لعدة أسباب: أولها بلا شك المرجعية الفكرية التى أتى منها الرجل والتى أملت عليه لسنوات طويلة مبدأ السمع والطاعة فمنتعه من أى فكر أو ابداع فتجعله بلا شك أسيرا لفكره ومنهج يوجهه مرشد الجماعة ومن على رأسها ولا أحد غيرهم ، ففكرة السمع والطاعة فى حد ذاتها تصنع من تابعها جزءا من مجموع يتحرك ويفكر بمنهج القطيع، ويتلقى أوامر وينفذها دون جدال عملا بمبدأ الطاعة، وحدث هذا أمام الأتحادية من أعضاء الجماعة حين تلقوا تعليمات المرشد للخروج لتأديب الشعب وأطاع الجميع الأمر وصدقوا الفكرة أى فكرة المؤامرة بما فيهم الرئيس نفسه الذى خرج علينا فى خطابه مؤكدا على نفس المنهج ، وهذا ليس سبا أو قدحا فى الرئيس لا قدر الله فأنا والله أحبه وأتعاطف معه جدا ليس لأنه بلدياتى ولكن لأنى أقدر ما يتحمله فى تلك المرحلة ، بقدر ما هو تحليل لشخصية الرئيس التى حيرت الكثيرين وباتوا يتساءلون لماذا يتصرف الرئيس هكذا بتخبط وغياب للحكمة؟ والان وقد أصبح جليا لكثيرمن المتابعين للمشهد السياسى أن قرارات الرئيس ربما لا تصنع فى مكتبه فربما أجابت فكرة الطاعة والمرجعية هل هذا السؤال، وثانيها وهو الأخطر على منصبه كقائد للبلاد هو غياب الطموح وغياب المشروع السياسى النهضوى ، بمعنى أن الرجل أختير فى اخر لحظه للدفع به لانتخابات الرئاسة فلم يكن طوال عمره يعتقد أنه قد يصل الى هذا المنصب الرفيع فى يوم من الايام، وبالتالى لم يكن معدا نفسيا للقياده بخلاف القادة العسكريين أو حتى التنفيذيين، فلم يتقلد الدكتور مرسى يوما منصبا تنفيذيا أو سياسيا يؤهل شخصيته لقيادة رشيده لشعب كبير أكثر من 90 مليون جلهم يبحثون الان عن قائد وخاصة بعد ثورة ازدادت بعدها طموحات المواطنين وبات يحبوهم الأمل فى مستقبل أفضل، وبناء على ما سبق فلم يكن الرئيس يحمل بالطبع افكارا أو رؤى سياسية أو اقتصادية ينفذها حال وصوله الى قمة السلطة بخلاف ما كان معدا سلفا من الجماعة ، وهى مشروعات بات جليا أنها لم تكن اكثر من أفكار انشائية غير قابلة للتطبيق ، وفى حوار لأخو الرئيس مع وسائل الأعلام فى اليوم التالى لنجاح الدكتور مرسى صرح أنه كان بجوار الرئيس عندما جاءه اتصال من المرشد يقول له استعد للترشح لمقعد الرئاسة فأجاب الرئيس طبعا بالسمع والطاعة، أى أن الأمر كله محض صدفه ودون سابق ترتيب أو طموح أو حتى حلم ليلة بارده، وهذا مايفسر التخبط الشديد فى