عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البحث عن ريشه

كلما اقتربت الانتخابات وتابعت ما فعله البعض  في الأشهر القليلة الماضية من استقطاب للنخب  بشتى الوسائل ، وما فعلوه مع دهماء الناس وعوامهم على حد سواء ، لا أدرى لماذا أتذكر الشيخ ريشه ، تلك الشخصية التي كتبها المبدع وحيد حامد في روايته الرائعة دم الغزال،

فريشه ذلك الطبال الذي قهره اللص الهجام لم يجد ملجئا غير الجماعة (مع الفارق طبعا ) ليستقوى بها على غريمه الهجام ، ودائما ما تستوقفني كلمات ألأمير الذي ذهب إليه أفراد الجماعة سائلين عما  يجب أن يفعلوه حيال ريشه الطبال الذي طلب أن ينضم إليهم  ، فكان رده لا باس ضموه للجماعة ، فان صلح فهو لنا وان أسر أو قتل فلم نخسر واحدا منا ، ذلك تحديدا هو ما تفعله الجماعة مع كل النخب السياسية منها والمهنية ، فبمجرد أن صرح لهم بالحزب الوليد , بدأت اكبر عملية استقطاب مورست على المصريين منذ عهد الإتحاد الأشتراكى البائد ، فقد طرقوا أبواب الجميع وخاصة النخب المهنية والشخصيات العامة والنقابية ، لم يتركوا أحدا إلا وسعوا إليه واعدين الجميع بجنة الخلد وملك لا يبلى ، وهذا أمر لا يعيبهم بل على العكس هو أمر يا حبذا لو استطاعت باقي القوى السياسية أن تفعله، ولكن يبقى التحفظ على الوسائل ، فنحن نربأ بهم وبتاريخهم النضالي الطويل أن يكون هذا المبدأ هو السائد بينهم ،  فمن باب حسنات الأبرار سيئات المقربين لن نستسيغ أو نقبل أبدا أن تبرر الغاية أيا كان نبلها الوسيلة ، لا نرضى لهم أبدا أن يكونوا كمثل التاجر الذي يذهب إلى السوق لا ليبيع ويشترى ، ولكن فقط لتبور بضاعة الآخرين أو بالمعنى العامي(ربط دماغ) ، فبعد أن تم وعد الجميع تأتى القوائم فلا تجد فيها واحدا ممن وعدوا  ، بل تأتى القوائم وعليها فقط  كثير من  الجماعة وبعض من الفلول ، وما حدث في االاعداد للانتخابات ألبرلمانيه هو ذاته ما حدث في انتخابات النقابات المهنية ، فتحول الجميع دون أن يدرى إلى الشيخ ريشه  ذلك الذي إن كان معنا فهو ليس علينا ، وان سجن أو قتل ما خسرنا واحدا منا ، يبقى هذا المنهج في رأيي هو أكبر خطأ وقعت فيه الجماعة وحزبها الوليد فمن انضموا على أنهم كبار ووعدوا بما يليق بهم  ولم يحصلوا على شئ ، هم بالقطع يشعرون ألان جميعا أنهم كلهم ريشه ، وهذا أيضا ما دفع بعض من القيادات لأن تعلن انشقاقها عن حزب الجماعة بل وترشحها ضده على قوائم أحزاب أخرى ، وهذا هو

أخطر ما في الأمر ، ناهيك من أن الناخبين الذين صوتوا للجماعة  في الماضي وأنا شخصيا منهم وخاصة في انتخابات العام 2005 ، رغم قلة عددهم إلا أنهم قد صوتوا للجماعة فقط نكاية في الحزب الوطني آنذاك ، ولكن الأمور ألان قد اختلفت ، فلا يوجد الحزب الوطني ولا توجد حكومة  ينتخب الشعب أي عابر سبيل فقط نكاية فيها ، فهل تحسم الانتخابات القادمة هذا الأمر وهل يحسم كل ريشه موقفه؟

حدثني صديقي أستاذ جراحة العيون الشهير عما حدث معه وبعض من زملائنا في انتخابات نقابة الأطباء ، وحكى لي عن سعيهم إليه لينضم للحزب وأن يكون من أحد مؤسسيه كأحد أهم رموز منطقة مصر القديمة ، فقد كان والده رحمه الله  أيضا من اشهر رموز القاهرة ، وحدثني عن مدى سعادته شخصيا بهذا السعي قائلا أنت تعلم كيف كنا نحبهم ونرغب أن نكون معهم منذ أن كنا بالجامعة ، ولكن كانت الموانع الأمنية تمنعنا من ذلك  ، وبأسى وألم شديدين قال صديقي : لم أكن أتخيل أبدا ما حدث في انتخابات نقابة الأطباء،  فلم يتركوا واحدا منا إلا وطلبوا منه أن يستعد للترشيح وأنهم لن يرضوا بغيره بديلا ، وكيف ذهل من كم التحول والمناورة ، وكيف أنهم في اللحظات الأخيرة تخلوا عن الجميع لصالح أبناء الجماعة غير عابئين بنا أو بما قدمناه في الأشهر الماضية ، ومن إيماننا بأن ما تقدمة لهم هو واجب وطني تجاه فصيا عانى كثيرا من الظلم والقهر في وقت تخاذل فيه الآخرين ، وبانفعال سألني عن رأيي  فيما قال ولماذا أنا صامت؟ ...فبادرته قائلا لا تغضب يا صديقي فكلكم ريشه.
-------
استشارى طب الأطفال
الأمين العام لحزب الوسط بالفيوم