امرأة العزيز2 ( زيارة السيدة الأولى)
حكايات السيدة الأولى معنا طويلة لا تنتهي، طويلة بطول ثلاثين عاما ما فتأت تسقى رعايا العزيز صنوف الذل والهوان، ففي العام 2003ولأن لكل عزيز امرأته فقد أصرت زوجتي أن ننتقل للسكنى بحي لطف الله الراقي ،
وتحديدا بشارع أحمد شوقي بجوار فيلا المحافظ وبجوار بعض من صديقاتها ممن ينتمون إلى الطبقة الأرستقراطية بالفيوم، ورغم كراهيتي الشديدة للعيش بالأحياء الصاخبة ولكنني نزولا على رغبتها وبمنطق المغلوب على أمره انتقلنا بالفعل لحيها الأثير،وليتني ما فعلت، فلم يمضى عدة أشهر إلا وهاتفتنى زوجتي فور خروجى متجها إلى عملى بصوت مرتعد طالبة عودتى للمنزل على الفور فمباحث أمن الدولة تقف على بابى طالبة لقائى، وأسرعت عائدا إلى بيتي متسائلا ماذا تريد منى أمن الدولة؟ فأنا كنت وما زلت مواطن صالح مسالم ملتزم بكل القوانين الكونية السماوية منها والارضيه ،ومرت الدقائق المعدودة التي تفصلني عن بيتي وكأنها سنوات ، وعلى باب منزلي وبمجرد وصولي بادرني من يبدو انه قائدهم في لباسه المدني بسؤالي عن بياناتي وبيانات جميع المترددين على بيتي من زوار أو أقارب أو كل من شاء حظه العاثر أن يعرفني ، فبادرت على الفور بالأجابه على جميع تساؤلاته بسرعة فائقة ودقه شديدة ودونما حتى السؤال عن الأسباب ، ولاحظ الرجل ما ألم بي فقال بصوت هادئ وأدب جم لا تنزعج يا دكتور فنحن فقط نجمع بيانات كل من يسكن بهذا الشارع لدواعي أمنية تخص تأمين زيارة السيدة الأولى ، وتنفست الصعداء وابتلعت لعابي مستجمعا ما بقى لدى من شجاعة قائلا وما لنا نحن والسيدة الأولى؟ ، فقال الرجل تلك دواعي أمنيه ولذا فمطلوب منا جميعا أن نلتزم بالتعليمات وأن ننفذها بكل صرامة ، فبدءا من التاسعة صباحا وحتى الثانية ظهر يحظر عليكم تماما فتح النوافذ المطلة على الشارع أو النظر منها مع الحرص على نقل سياراتكم الخاصة وإبعادها إلى شارع جانبي لمسافة لا تقل عن مائتي متر، مع التزام المنزل وعدم الخروج حتى انتهاء الزيارة ، فأومأت له برأسي مؤكد على التزامي وعائلتي بكل التعليمات ، وبالفعل فقد شرعت في المساء بنقل سيارتي بناءا على التعليمات مؤكدا على زوجتي وأطفالي بضرورة أن نلتزم حرفيا بتعليمات الأمن حتى لا نعكر على سيدتنا الأولى صفو زيارتها لقصر ثقافتنا الميمون ، وخلدت إلى النوم مكتئبا حزينا متسائلا عن سبب واحد قد يضع المواطنين قيد الإقامة الجبرية وحرمانهم من حرياتهم وتعطيل مصالحهم لمجرد زيارة أيا كان من سيقوم بها ، ولم أكد أستمتع بقليل من النوم ألا واستيقظت في الخامسة صباحا على صوت مكبرات صوتيه تنادى على سكان الشارع بضرورة الاستيقاظ فورا لنقل سياراتهم ، وأكد المنادى مهددا أن كل سيارة لن يتم نقلها في خلال نصف ساعة سيقوم الونش بسحبها إلى إدارة المرور، ورغم اننى متأكد من نقلى لسيارتي ولحرصي على ألا أتحول من مواطن صالح إلى مواطن سوابق ، فقد هرولت من فوري إلى الشارع مؤكدا للسادة ضباط المرور المجندين منذ الخامسة صباحا لإخلاء الشوارع للهانم بان السيارات المجودة تحت منزلي لا تؤول إلينا . وفى الثامنة وقبل موعد الإقامة الجبرية بساعة كاملة خرجت لإحضار طعام الإفطار وحليب الأطفال وعدت قبل التاسعة بنصف الساعة فوجدت شارعنا وبطول عدة كيلومترات وقد تحول إلى ثكنة عسكرية واننى ممنوع من العودة إلى بيتي حتى انتهاء الزيارة ، وحاولت مرارا وتكرارا بلا فائدة فاتجهت إلى اكبر ظابط موجود وكان برتبة عميد وقلت له إننا ما زلنا قبل التاسعة واننى لابد وان أعود إلى منزلي الذي يبعد خطوات معدودة حاملا طعام الإفطار لأبنائي ، فقال الرجل اهدأ يا دكتور فأنا أعرفك ولأنني أعرفك فأرجوك وحفاظا على أمنك وحياتك أولا ،أرجوك أن تبقى هنا ولا تحاول عبور الشارع تحت اى ظرف ،فقلت له لن أبقى هنا تاركا اطفالى أبدا واننى سأعبر الشارع أيا كانت النتائج فأمسك الرجل بتلابيبي صارخا مذعورا(هيضربوك ويضربوني بالنار) ، وأشفقت على الرجل وعلى نفسي وأدركت أنه مقهور مثلي ، ووقفت حائرا ماذا افعل هل أبقى هنا طوال اليوم وفى
------------------
استشاري طب الأطفال
الأمين العام المساعد لحزب الوسط بالفيوم