عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إبراهيم نصر فى حوار خاص لـ«الوفد»: وفاة ابنتى و«نكسة 67».. أسوأ لحظات حياتى

إبراهيم نصر
إبراهيم نصر

أجرى الحوار - صفوت دسوقى:

 

فنانون كبار سقطوا من نظرى بسبب أفلام بيروت

أحمد زكى عزم «كلب» على العشاء فى مطعم شهير وطلب له «شوكة وسكينة»

لا أشاهد «رامز جلال».. وعملت «عفريت» علشان أوصل للناس

ثراء عائلتى أنقذنى من فخ الأعمال الفنية الهابطة

 

خلف الوجوه المبتسمة دائماً حكايات وألغاز.. خلف الملامح القوية قلوب دافئة وعواطف صافية.. من الخطأ الحكم على البشر من بعيد لأن الصورة عن قرب تختلف تماماً.. الناس أنواع وأصناف يوجد من يحب أن يظهر قوياً وهو مفعم بالضعف ويوجد نوع ثانٍ قادر على المواجهة والصدام مع الحياة، وثالث يصنع الابتسامة وفى قلبه ألم لا يحتمل.. عندما التقيت الفنان القدير إبراهيم نصر تصورت أن الحديث لن يحمل آهاتٍ وأوجاعاً فقد استطاع هذا الرجل على مدار 17 عاماً أن يرسم الابتسامة على وجوه الناس من خلال برنامجه الشهير «الكاميرا الخفية»، واستطاع أيضاً من خلال الشخصيات التى جسدها على شاشة التليفزيون والسينما أن يحجز لنفسه مكاناً فى وجدان المشاهد.. لم يكن طريق «إبراهيم نصر» سهلاً.. فقد بدأ المشوار منذ الصغر ومن مسرح المدرسة نجح فى العبور إلى التليفزيون ثم إلى شاشة السينما.. يؤمن الرجل بأن الفن رسالة، وأن مهمة الممثل هى إسعاد الجمهور والتعبير عن آلامه قبل أفراحه. يفضل الرجل الغياب عن الساحة الفنية بدلاً من الحضور الباهت الذى ربما يخصم من رصيده، ولذا لا تندهش أن يغيب سبع سنوات عن الشاشة ويعود بدور مميز فى مسلسل «فوق السحاب» أو دور معقد فى «الكهف»، هو باختصار شديد فنان يحترم نفسه ويقدر جمهوره ولهذا ينتقى أدواره ويرفض تقديم تنازلات.. فى حياة «إبراهيم نصر» لحظات من الانكسار ولحظات أخرى من الفرح وفى جراب ذكرياته يحتفظ بكل شىء ولا ينسى أى شىء لإيمانه القوى بأن الإنسان مخزن تجارب وصندوق مقفول على أحداث مختلفة التفاصيل والأبعاد.

التقيت الفنان إبراهيم نصر فى منزله الكائن بوسط البلد.. استقبلنى الرجل بابتسامة رائعة ولمست من أثاث منزله أنه عاشق للهدوء ومحب للقراءة والاطلاع.. ودار بينى وبينه حوار حول البدايات وأصعب المواقف التى مر بها وتجربته الفنية مع أحمد زكى وأسباب غيابه ودوافع العودة للعمل من جديد.

< الطريق="" إلى="" الشهرة="" ليس="" سهلاً..="" كيف="" استطاع="" إبراهيم="" نصر="" العبور="" إلى="">

- بالفعل الطريق إلى الشهرة ليس سهلاً ويحتاج إلى إصرار وإرادة.. لذا أعترف بأننى تعبت جداً من أجل الوصول للجمهور.. فقد بدأ حبى للتمثيل منذ صغر سنى وحداثة عهدى بالحياة. كنت أقوم بتقليد المدرسين فى المرحلة الابتدائية وقمت بتأليف وتمثيل 4 روايات أثناء مشاركتى فى فريق التمثيل.. بالمناسبة أنا الطالب الوحيد الذى حصل على جائزة من التمثيل وقمت بأكل الجائزة لأنها كانت عبارة عن علبة شيكولاتة.

< ومن="" الشخص="" الذى="" أخذ="" بيدك="" وساندك="" حتى="" تصل="" إلى="" عالم="">

- لم أتوقف عن التمثيل لحظة واحدة كنت فى كل مراحل التعليم عضواً أساسياً فى فريق التمثيل، وعندما بلغت من العمر 22 عاماً التقيت الشاعر الرائع بخيت بيومى، والذى آمن بموهبتى جداً، وقال لى إنه يستطيع أن يقدمنى للراحل «محمد سالم» المسئول عن إدارة المنوعات بالتليفزيون فى ذلك الوقت.. تملكتنى الفرحة وأحسست أن الحياة سوف تضحك لى.

< وهل="" نفذ="" الشاعر="" بخيت="" بيومى="" وعده="" لك="" وكان="" سبباً="" فى="" دخولك="">

- يضحك إبراهيم نصر ويقول: كان الرجل صادقاً وبالفعل اصطحبنى معه إلى محمد سالم مدير إدارة المنوعات بالتليفزيون، والحقيقة أننى أضحك كلما تذكرت هذا الموقف لأنه لا يغيب عن ذاكرتى.. عندما دخلت مكتب محمد سالم وجدت أساطير الفن «وديع الصافى وصباح ومنير مراد»، وكان محمد سالم يتفق معهم على حفلة من إنتاج التليفزيون أشبه بحفلات ليالى أضواء المدينة.. وقمت باستغلال الفرصة ومثلت أمامهم وعملت «عفريت» حتى انفجر الجميع من الضحك ووافق محمد سالم على ظهورى فى الحفلة وقدمت اسكتشات كوميدية نالت استحسان الجمهور، ومن هنا بدأت الاحتراف.

< وما="" الأعمال="" الدرامية="" التى="" ساهمت="" فى="" انتشارك="" ولمعان="">

- الفضل فى ظهورى كممثل بشكل قوى يعود للراحل نور الدمرداش ملك الدراما التليفزيونية، والذى رشحنى لدور مهم فى مسلسل بعنوان «على باب زويلة» قدمت فى هذا العمل دوراً مهماً نال إعجاب الجمهور والنقاد، وتوالت بعد ذلك الأعمال المهمة أمام نجوم كبار مثل نور الشريف، ومن أبرز المسلسلات التى صنعت اسمى «المحروسة وسكة السلامة.. بعد ذلك حدث الانتشار وانتقلت إلى شاشة السينما عن طريق المخرجة إيناس الدغيدى التى رشحتنى لمشاركة الراحل أحمد زكى البطولة فى فيلم «امرأة واحدة لا تكفى».

< هل="" فكرت="" فى="" تدعيم="" موهبتك="" بالدراسة="" أم="" اكتفيت="">

- بالفعل فكرت فى الالتحاق بمعهد فنون مسرحية ولكن العميد سعد أردش رفض دخولى، وقال لى أنت أصبحت فناناً كبيراً وموهوباً ولا تحتاج إلى الدراسة.. كان كلامه أشبه بشهادة كبيرة زادت من ثقتى فى نفسى وجعلتنى أهتم بانتقاء أدوارى وأهتم أيضاً بتطوير أدائى الفنى.

< من="" المعروف="" أن="" البدايات="" فى="" الوسط="" الفنى="" صعبة="" بسبب="" ضعف="" الأجور..="" فكيف="" مرت="" عليك="" هذه="">

- كلامك صحيح الأجور كانت ضعيفة ولكنى لم أشعر بالمعاناة مثل كثير من الزملاء لأننى أنتمى إلى أسرة ميسورة مادياً، ولذا كنت أمتلك رفاهية الاختيار ولو بحثت فى أرشيفى الفنى لن تجد عملاً واحداً يدعو للخجل أو يدفعنى دفعاً للندم.. كنت أنتقى الأدوار التى تحمل قيمة وثرية.

< الإنسان="" إبراهيم="" نصر="" هل="" عشت="" أياماً="" صعبة="" فى="">

- نكسة 67.. كانت أياماً صعبة بكيت بحرقة.. كرهت الحياة كلها أحسست وقتها أننى طفل بلا أهل.. طفل بلا وطن.. إحساس مؤلم.. بالمناسبة ذهبت للتطوع فى الجيش ولكنى فشلت فى الالتحاق بالجيش.. فى هذه الحرب مات من عائلتى لواء وعقيد، وكان حزنى على بلدى أكبر من حزنى على أى إنسان عزيز رحل.. الوطن هو الأمان الذى نبحث تحت سمائه على الاستقرار.

< عدد="" كبير="" من="" نجوم="" الفن="" بعد="" نكسة="" 67="" ذهب="" إلى="" بيروت="" للعمل="" هناك..="" ما="" حكمك="" على="" هؤلاء="">

- يااااااه.. كلما تذكرت هذه المرحلة أشعر بالحزن والأسى.. فقد سقط من نظرى فنانون كبار قدموا أفلاماً فى بيروت مقابل فلوس.. فقد فرط هؤلاء النجوم فى القيمة فى مقابل الفلوس.. حزنت عليهم جداً لأننى كنت أرى أنهم كبار ولديهم ما يخافون عليه، أبسط شىء هو شكلهم فى

عيون الجمهور.

< ما="" اللحظة="" التى="" سقطت="" فيها="" دموعك="" ولم="" تستطع="" السيطرة="">

- كما قلت فى موضع سابق نكسة 67.. ولكن هناك لحظة مؤلمة أخرى من الصعب أن تسقط من وعاء الذاكرة وهى موت ابنتى «دينا» وهى فى عمر الزهور.. لا أحب الكلام عن هذا الأمر لأننى أشعر بتعب شديد كلما تذكرته كانت قريبة جداً إلى قلبى وفى ابتسامتها حياة.. وفاة ابنتى كان أمراً صعباً علىّ وترك بداخلى أثراً كبيراً.. لكنها الحياة التى تحمل الألم والفرح.. الراحة والوجع.

< هل="" امتلك="" أحد="" أبنائك="" موهبتك="">

- رزقنى الله بولد وحيد اسمه «عماد» وهو مقيم فى أستراليا ويعمل فى مجال الإلكترونيات.. وبنت اختارها الموت ولم يرث أى منهما جيناتى الفنية.. وأنا مؤمن بشىء وهو أن يترك الأب ابنه يختار حياته ويرسم ملامحها كيفما يشاء.. المهم أن يختار شيئاً يحبه حتى يتقنه وينجح فيه.

< من="" هو="" فى="" رأيك="" أفضل="" ممثل="" فى="">

- قدمت مع أحمد زكى ما يقرب من خمسة أعمال سينمائية أذكر منها «الاحتياط واجب، امرأة واحدة لا تكفى، مستر كاراتيه» وقدمت مع عادل إمام فيلماً مهماً اسمه «شمس الزناتى» وأعتبر أحمد زكى أفضل ممثل أنجبته مصر، أحمد زكى فنان استثنائى ولا يتكرر كثيراً هو يستمتع عندما يقف أمام الكاميرا.

< هل="" تذكر="" موقفاً="" طريفاً="" جمع="" بينك="" وبين="" أحمد="">

- مواقف كثيرة، لكن أذكر أنه ذات مرة دعانى للعشاء فى مطعم شهير فى شارع جامعة الدول العربية.. وعلى باب المطعم شاهد أحد عمال المطعم يضرب كلباً بقسوة.. غضب أحمد زكى من التصرف وطلب استدعاء مدير المطعم.. وطلب منه أن يعد طعاماً مخصوصاً للكلب لحمة وأرز وكأنه زبون عادى وطلب منه أيضاً أن يضع الطعام على الرصيف وطلب شوكة وسكينة كمان.. المهم أن كلاباً كثيرة تجمعت حول الطعام، وكان الموقف مضحكاً ويكشف عن إنسانية الراحل أحمد زكى.

< حدثنى="" عن="" حكاية="" الكاميرا="" الخفية..="" وما="" رأيك="" فيما="" يقدمه="" رامز="">

- الكاميرا الخفية شىء مهم فى مشوارى الفنى، فقد قدمتها على مدار 17 سنة وقدمت أفكاراً مختلفة ومتنوعة وقد نالت إعجاب الجمهور العربى من المحيط إلى الخليج، وقد توقفت عنها بسبب عدم وجود أفكار جديدة ولا شىء أكثر من ذلك وراضٍ عن نفسى تماماً لأننى لم أقدم شيئاً يحمل أى إسفاف أو ابتذال.. ولا تسألنى عن برامج رامز جلال لأننى لا أشاهدها أصلاً فكيف أستطيع الحكم عليها.

< قدمت="" فى="" فيلم="" «إكس="" لارج»="" أمام="" أحمد="" حلمى="" دوراً="" مختلفاً..="" كيف="" كان="" التعامل="" مع="">

- أحمد حلمى فنان ملتزم ويقدر زملائه وقد استمتعت بالعمل فى الفيلم لأنه من إخراج شريف عرفة وهو مخرج متميز وله رؤية.. قد حصلت على العديد من الجوائز عن دورى فى هذا الفيلم وأعتبره علامة فى مشوارى الفنى..

< كم="" مرة="" عرف="" الحب="" الطريق="" إلى="">

- صدقنى أحببت مرة واحدة فقط.. وقد تزوجت من أحبها قلبى وكونت معها أسرة جميلة، ولا أبالغ إذا قلت إنه من المستحيل أن أحب غيرها فقد وقفت بجانبى وأصبحت مصدر سعادتى.

< بصراحة="" شديدة="" المناخ="" الفنى="" أفضل="" فى="" الماضى="" أم="">

- حتى تستطيع الحكم يجب أن ترى مستوى الإبداع زمان وتقارن بينه وبين الأعمال التى تظهر أمامك الآن.. زمان كان أفضل وشاهد الفن وتأثيره على الناس فى الشارع زمان من أيام الأبيض والأسود كانت الشوارع نظيفة وطباع الناس أجمل وأحلى.. الآن شاهد سلوكيات الناس وشكل الشوارع وكيف أثر الفن السلبى على الناس.

< من="" المخرج="" الذى="" تشعر="" بأنه="" يعرف="" ويقدر="">

- شريف عرفة طبعاً فهو مخرج مميز.. والمخرج رؤوف عبدالعزيز الذى اشتغلت معه فى مسلسل «فوق السحاب» أمام الفنان هانى سلامة والذى عرض فى رمضان الماضى وحقق اً كبيراً.. فقد منحنى قدراً كبيراً من الحرية وهذا ساعدنى على تقديم الدور بشكل جيد وقد نال إعجاب الجمهور والنقاد.

< كيف="" ترى="" حال="" المسرح="">

- المسرح فى مصر يمر بأوقات ضعف وأوقات صحوة وقوة.. ومهما كانت الصورة كئيبة أو محبطة فسوف يأتى وقت ويسترد المسرح المصرى قوته وعافيته لأن المواهب موجودة.. لذا لا أشعر بالخوف أو القلق على مستقبل المسرح فى مصر.