رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. وجدى زين الدين يكتب: الحكمة المصرية وحل الدولتين

د. وجدى زين الدين
د. وجدى زين الدين

أستاذى المستشار مصطفى الطويل رئيس حزب الوفد السابق، كان لى الشرف أن يعلق على مقالى المنشور بـ«الوفد» يوم الاثنين الماضى، الذى طرحت من خلاله سؤالاً مهمًا وهو: هل هناك أمل فى إيجاد حل للقضية الفلسطينية الإسرائيلية على أساس حل الدولتين؟، وقد انتهيت إلى أن الأمل ضعيف جدًا فى تحقيق هذه الأمنية.
وقد أيّدنى فى هذا الرأى أستاذى المستشار الطويل، وزاد علىّ أنه لا أمل على الإطلاق فى حل القضية الفلسطينية، طالما أن هناك هذا الخلاف الشديد بين جميع الفصائل الفلسطينية، وأفاض المستشار الطويل فى القول بأن هذه الخلافات الفلسطينية هى صنيعة إسرائيلية.
وقد انتهى المستشار «الطويل» فى مقاله المنشور بـ«الوفد» أمس الخميس إلى أن الحلم الإسرائيلى الأكبر الذى تسعى إسرائيل إلى تحقيقه منذ عشرات السنين هو حلم إنشاء دولة كبرى تضاهى الدول العظمى، ومع الأسف الشديد فإن أمريكا تدعمها من أجل تحقيق هذا الوهم الكبير، فإنهم يريدون فى تقديرى أن تكون لإسرائيل السيادة الكاملة على منطقة الشرق الأوسط كلها. هذه هى الحقيقة فى تقديرى، وقال المستشار «الطويل»: كل ما أتمناه أن يفيق أشقاؤنا الفلسطينيون قبل فوات الأوان وأن يعودوا إلى رشدهم من أجل التوصل إلى اتفاق يرضى جميع الأطراف.
أتفق تمام الاتفاق مع أستاذى المستشار الطويل فيما انتهى إليه فى مقاله، وهو ضرورة تخلى الإخوة الفلسطينيين عن خلافاتهم، وبذلك يوجهون ضربة قاصمة إلى إسرائيل، لأنه معروف أن هذه الخلافات الفلسطينية - كما قال المستشار الطويل - هى صنيعة إسرائيلية. ومن المهم والضرورى أن يفيق الأشقاء فى فلسطين، وأن يتخلوا عن هذه الخلافات وفى أسرع وقت. وهذا ما تسعى إليه القاهرة بكل السبل، وقد عقدت مصر الكثير والكثير من المفاوضات فى السابق حتى الآن من أجل إتمام الصلح الشامل بين جميع الفصائل الفلسطينية، ولا تزال جميع الأجهزة المصرية المعنية تقوم بهذه المهمة المقدسة. وأعتقد أن الدور المصرى مؤخرًا كان واضحًا، ونجح فى وقف إطلاق النار وبدء تعمير غزة.
على أية حال لا أمل - كما قال المستشار الطويل - فى حل الدولتين إلا بشرط واحد هو تخلى الفصائل الفلسطينية عن الخلافات، ثم بعدها تبدأ مفاوضات السلام.
هذا هو قدر مصر أن تتولى العبء الأكبر فى عملية المصالحة بين الأشقاء الفلسطينيين، الآن واستجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، شهدت القاهرة مفاوضات كبرى بين الفصيلين الكبيرين فتح وحماس مع فصائل أخرى بهدف التوصل إلى صلح شامل، وليست هذه هى المرة الأولى التى تقوم بها مصر بإجراء المصالحة بين جميع الفصائل الفلسطينية المتصارعة.
لقد قامت مصر بأدوار كثيرة فى عملية المصالحة. ومع الأسف كان الخلاف الشديد بين هذه الفصائل الفلسطينية هو المسيطر على مقاليد الأمور بشكل هستيرى.
المبادرة المصرية التى أطلقتها مصر تهدف إلى توحيد الصف الفلسطينى ولا يمكن أن يتحقق ذلك بدون إجراء مصالحة شاملة مع الفصائل الفلسطينية المتناحرة. وهذا ما دعا مصر إلى أن تطلب من الفصائل الفلسطينية الحضور إلى القاهرة وبدء إجراء حوار فلسطينى - فلسطينى من أجل القضاء على كل أشكال الفرقة والخلاف ونبذ كل ما يعكر صفو هذه العلاقة الفلسطينية.
وتقوم مصر بالسعى بكل السبل للإصلاح بين هذه الفصائل الفلسطينية المتناحرة والمختلفة فكريًا وأعتقد أنه لا مناص أمام الفصائل المختلفة إلا انتهاز الفرصة المصرية للوصول إلى اتفاق شامل.
المفروض على جميع الفصائل الفلسطينية أن تستمع إلى صوت العقل العربى والحكمة المصرية فى هذا الخصوص، وتصل إلى اتفاق شامل وأمام أعينهم هدف واحد وهو تأسيس الدولة الفلسطينية الجديدة. أمام الخلاف الدائر الذى تراهن عليه إسرائيل فيجب أن يزول فورًا وفى أسرع وقت، وتحكيم العقل والمنطق وكفى ما ضاع من سنوات طويلة دون تحقيق شىء ملموس على الأرض.
لو أن الفصائل استجابت لصوت العقل المصرى منذ زمن مضى، لاختلفت الأمور الآن. ولو أن الفصائل الفلسطينية استجابت لنداء مصر منذ زمن الرئيس الراحل أنور السادات لاختلفت الأمور تمامًا، وهكذا جربت الفصائل الفلسطينية التناحر والخلافات وكانت النتيجة العودة إلى نقطة الصفر.. ولذلك كان اقتراح القاهرة الحالى هو طوق نجاة للأشقاء فى فلسطين فلا يجب أن يضيعوه أو يهدروه وعليهم لم الشمل تحت الرعاية المصرية الحالية.. بمعنى ضرورة تفويت الفرصة على إسرائيل التى تراهن دائمًا على الفرقة والخلاف بين هذه الفصائل المتناحرة.

[email protected]