رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: خطاب «أبوشقة» التاريخى يجسد وطنية حزب الوفد

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

كعادة المستشار بهاءالدين أبوشقة رئيس حزب الوفد، أنه يفاجئنا دوماً بكل ما هو جديد فى رفعة حزب الوفد، والعمل من أجل النهوض بالحزب العريق، وتجديد شبابه حتى يكون لاعباً أساسياً فى الساحة السياسية المصرية، وهذا لا يخفى على أحد، ويكفى أن «أبوشقة» قد نجح وبدرجة امتياز فى أن يكون اسم الوفد على كل لسان فى مصر والعالم، ما يذكرنا بما فعله الزعماء خالدو الذكر سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين.

لكن الجديد مؤخراً هو «خطاب أبوشقة» الذى ألقاه فى الاحتفال بعيد الجهاد الوطنى بحضور رموز المجتمع والوزراء والسفراء والدبلوماسيين والنخبة المثقفة، والذى تناول فيه حصراً لرؤية المشروع الوطنى الذى تنتهجه الدولة المصرية منذ ثورة 30 يونيه وحتى الآن، خطاب أبوشقة الذى وصفه الوزراء والنخبة فى مصر، بأنه خطاب شامل جامع مانع لخص فيه وبإيجاز شديد أفكار المشروع الوطنى الذى ينهض بالأمة المصرية، ويؤسس للدولة العصرية الحديثة، وكان «أبوشقة» من الذكاء بمكان عندما ربط بين عيد الجهاد الوطنى الذى ارتبط بالكفاح من أجل الاستقلال والديمقراطية والحرية وكرامة المصريين، وبين أفكار المشروع الوطنى بعد ثورة «30 يونيه» فكفاح القيادة السياسية المصرية الآن مستمر لكن من أجل تأسيس الدولة العصرية الحديثة، والعمل بكل جهد وقوة وفى تسابق مع الزمن من أجل رفعة مصر، وتحقيق طموحات وآمال المصريين فى الحياة الكريمة التى ينشدها الجميع.. الربط الذى قام به «أبوشقة»، يؤكد أن كفاح المصريين لم ينتهِ، فمنذ قرن كانت القضية الوطنية التى تشغل حزب الوفد، هى جلاء المستعمر البريطانى والحرية والدستور، واليوم القضية الوطنية هى صد كل المخططات الرامية لإسقاط الدولة المصرية ومواجهة حروب الجيلين الرابع والخامس، والتصدى لكل أنواع الإرهاب، إضافة الى البناء والإصلاح الذى تقوم به مصر بشكل يفوق الخيال، وفى زمن قياسى لافت للأنظار، فالمشروعات العملاقة العظيمة التى أشار إليها «أبوشقة» فى خطابه والتى تمت فى غضون أربع أو خمس سنوات، كان تنفيذها يحتاج إلى عدة عقود زمنية.

الدروس والعبر فى جهاد المصريين من أجل الاستقلال، تنعكس الآن بدورها من أجل بناء مصر الجديدة، ولأن الشعب المصرى واعٍ ويتمتع بفطنة وكياسة، فقد نجح فى الماضى فى تحقيق كل أحلامه، وكذلك فى الحاضر، لديه القدرة والصلابة فى تحقيق كل طموحاته ورد كل عدوان يتعرض له الوطن.. وأمام صلابة المصريين وإصرارهم على مطالبهم فى تأسيس الدولة العصرية والتفافهم وتكاتفهم وتلاحمهم مع قيادتهم السياسية الرشيدة الوطنية المخلصة والشجاعة، سيحقق الشعب كل آماله التى يصبو إليها، وما يحدث الآن من إنجازات على أرض الواقع يؤكد هذا، وهذا ما أشار إليه «أبوشقة» فى خطابه التاريخى عندما قال «إن ثورة 30 يونيه تمثل مرحلة فارقة فى تاريخ كفاح هذا الوطن، والتى تؤسس فيها لقيام دولة ديمقراطية عصرية حديثة، هى جوهر النضال فى هذه المرحلة التى تواجه فيها مصر حرباً من أشرس الحروب فى التاريخ وهى حروب الجيل الرابع

التى تخطط لإسقاط دول ونظم ومؤسسات دون طلقة واحدة، وذلك عن طريق الحرب بالوكالة، والاعتماد على عملاء فى الداخل، ونشر الشائعات والفتن والقلاقل واختلاق الأزمات لنشر الفوضى والصراعات الداخلية، وتجييش الإرهاب المدمر والاعتماد على الحرب الاقتصادية وأهم الأسلحة التى تستخدم لتحقيق ذلك هى السوشيال ميديا والإعلام الممنهج والمزيف الذى يعتمد على تزييف الحقائق، وكان هذا هو المخطط لإسقاط الدولة المصرية، لكى تسقط فى ذات المستنقع الذى سقطت فيه دول أخرى مجاورة مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن، ولكن إرادة المصريين الصلبة وخبرتهم وحنكتهم السياسية التى تمتد بجذورها إلى سبعة آلاف عام، وتاريخهم المشرف منذ أحمس الأول الذى تصدى للهكسوس، والإرادة الصلبة للمصريين والقوات المسلحة المصرية والشرطة الوطنية كانت الصخرة الصلبة التى تحطمت عليها هذه المؤامرة.

وكنا أمام قيادة وطنية مخلصة محبة لمصر والمصريين.. إنه الرئيس عبدالفتاح السيسى كرجل وطنى مخلص وشجاع، كان له دوره التاريخى الذى يسجله التاريخ بأحرف من نور فى إفساد هذا المخطط بمساندة القوات المسلحة والشرطة وساندوا الإرادة الشعبية فى «30 يونيه 2013»، تلك الثورة الشعبية التى خرج فيها «33 مليون مصرى» فى وقت واحد، وعلى إرادة وتصميم وقلب رجل واحد لحماية الدولة المصرية.. ويختتم «أبوشقة» الحديث فى هذا الشأن بقوله: تلك عظمة المصريين التى يظهر معدنها الأصيل عندما تتعرض الدولة للخطر، وهو المعدن النفيس الذى تجلى منذ مائة عام فى ثورة 1919. وظهر جلياً بصلابته وأصالته فى ثورة 30 يونيه، وهى ثورة شعبية بكل معايير الثورات الشعبية، بل إنه يمكن أن نقول وبحق إنها هى الوجه الآخر لثورة 1919.

هذه كانت قراءة سريعة فى خطاب «أبوشقة» الذى ألقاه من بيت الأمة يوم «الأربعاء» الماضى، ليؤكد للدنيا كلها أن حزب الوفد هو ظهير وطنى قوى للدولة المصرية وللمواطن المصرى الأصيل.. فتحية للمستشار الجليل «أبوشقة» على هذه الرؤية الثاقبة، والتى يسير فيها على نهج زعماء الوفد منذ تأسيس هذا الحزب العريق.

[email protected]