عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكحلاوي: 14 مليون شاب وفتاة عاجزون عن الزواج بسبب الغلاء

عبلة الكحلاوى
عبلة الكحلاوى

الداعية الأزهرية د. عبلة الكحلاوي لها طابعها المميز وروحانيتها الخاصة بين علماء ودعاة الإسلام، فهي تنقل أحكام وتعاليم الشريعة الإسلامية بشكل يرغب كل مسلم ومسلمة في الاحتماء بتعاليم وأحكام هذه الشريعة في العبادات والمعاملات متسلحا بقيم وأخلاق ديننا الإسلامي العظيم. في كل مكان تظهر فيه أو فضائية تطل منها الداعية والفقيهة الكبيرة تقبل عليها الجماهير من رجال ونساء، فالكل يثق في علمها ويعشق أسلوبها في عرض حقائق الإسلام. التقينا بها وطرحنا عليها العديد من التساؤلات التي تتعلق بمشكلات وهموم الأسرة والمرأة العربية، وجاءت إجاباتها لتؤكد أن الإسلام وفر للأسرة كل عوامل الاستقرار والسعادة، ولذلك هي تطالب الأزواج والزوجات بالحرص على القيم والأخلاقيات الإسلامية في تعاملاتهم اليومية واحترام الحقوق المتبادلة حتى تستقر حياتهم الزوجية وتنعم الأسرة المسلمة بالسعادة والطمأنينة والاستقرار. وفيما يلي تفاصيل الحوار:

} كيف ترى د. عبلة واقع الأسرة العربية وما تعاني من خلافات ونزاعات؟

 

- رغم ما تعانيه الأسرة العربية من مشكلات وأزمات تهدد استقرارها إلا أنها ما زالت متماسكة إلى حد كبير، وهناك أزواج وزوجات يتسلحون بالصبر والحكمة ويعيشون في استقرار وطمأنينة، وهؤلاء يدركون معنى الحياة الزوجية، ويعملون بما أمر به الله ورسوله، ويقوم كل طرف منهما بواجباته بقدر ما يستطيع، ويتغاضى عن بعض حقوقه، وهناك أزواج وزوجات حياتهم كلها شجار ونزاع وخلافات وهؤلاء يجلبون لأنفسهم المتاعب والأزمات، حيث يسيطر على سلوكهم العناد وأحيانا العنف، وينسون ما ينبغي أن يكون بين الزوجين من مودة ورحمة، ولو أدرك هؤلاء ما تحتاجه الحياة الزوجية من صبر وتحمل للمتاعب، وعرفوا معنى الحياة الزوجية، وأدوا ما عليهم من واجبات قبل التفكير في الحقوق لتحقق لهم الرضا والطمأنينة، وأنا دائما أنصح الأزواج والزوجات الذين تسيطر الغشاوة على عقولهم وتسربت القسوة إلى قلوبهم بتدبر قول الله الحق سبحانه في شأن العلاقة بين الزوجين: «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن».

 

الطاعة والكلمة الطيبة

 

} بماذا تنصحين الزوجات الشابات اللاتي لا يدركن قيمة الحياة الزوجية ويطلبن الطلاق مع أول مشكلة؟

 

- أولاً، أنصح كل زوجة بأن تحترم حقوق زوجها، فمعظم المشكلات والأزمات التي تواجه الزوجات في بداية حياتهن الزوجية تأتي نتيجة التفريط أو التقصير في أداء الواجبات الزوجية، ولذلك يجب على الزوجة التي تنشد الاستقرار والسعادة الزوجية أن تحفظ حقوق زوجها الشرعية جيداً قبل الزواج وتلتزم بها، وهناك واجبات شرعية يجب على كل زوجة الوفاء بها تجاه زوجها، لكن أهم ما يتطلع إليه الزوج في زوجته هو الطاعة، وهذا أمر حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمرأة الهادئة المطيعة لزوجها في كل ما أباحه الإسلام تكسب عقل وقلب زوجها، ولذلك فإن التمرد على الزوج وعدم طاعته ومنازعته الرأي في كل شيء هو بداية النهاية للحياة الزوجية، ولذلك أنا أقول لأخواتي وبناتي اعملن بنصيحة رسول الله واكسبن عطف وود وحب أزواجكن بالكلمة الطيبة والطاعة الصادقة فهو عليه الصلاة والسلام القائل: «لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها»، وقد سألته السيدة عائشة رضي الله عنها: أي الناس أعظم حقًا على المرأة؟ فقال: «زوجها».. وسألته: وأي الناس أعظم حقًا على الرجل؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «أمه».

 

حفظ كرامة الزوج

 

} ماذا تعني الطاعة بالنسبة للزوج؟

 

- هذا سؤال مهم ويجب أن تعلم كل زوجة صادقة المشاعر مع زوجها أن الزوجة المطيعة لزوجها في غير معصية الخالق عز وجل تحافظ على كرامته وتصون له هيبته، لكن الزوجة العنيدة المتمردة التي تنازعه الرأي في كل شيء، وتركب رأسها في كل أمر يريده زوجها، وتفعل ما يحلو لها، وتصر على مخالفة رأيه وعدم الاستجابة لنصيحته، تطعنه في رجولته وترفض الاعتراف بقوامته على الأسرة.

 

} ما الذي يبعث الطمأنينة في نفس الزوج تجاه زوجته؟

 

- من أهم ما يبعث الطمأنينة في نفس الزوج تجاه زوجته أن تحفظ الزوجة كرامة زوجها في حضوره وفي غيابه، فتحترمه أمام أهله وضيوفه، وأن تتجنب كل ما فيه شبهة من السلوك والعلاقات مع الآخرين، وألا تسمح لرجل بالتودد إليها أو الاختلاء بها، أو دخول أحد بيت الزوجية في غياب زوجها حتى ولو كان من المحارم إلا برضا الزوج وموافقته، ورسول الله صلوات الله وسلامه عليه يخاطب كل الأزواج في خطبة الوداع بقوله: «فحقكم عليهن ألا يوطئن فراشكم من تكرهونه ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهونه»، وقد مدح الله عز وجل الزوجات اللاتي يحفظن كرامة أزواجهن فقال: «فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله».

 

} ما موقف الشرع في سلوك الزوجة «النكدية» التي تحول حياة زوجها إلى جحيم؟

 

- الإسلام ألزم الزوجة ببذل كل الجهد لإسعاد زوجها، ولذلك هي مطالبة شرعاً بفعل كل ما يدخل السرور على قلبه ما لم يكن منكراً، والزوجة «النكدية» التي تحول حياة زوجها إلى جحيم زوجة آثمة لأنها تفعل عكس ما ألزمها به دينها، أما الزوجة الطيبة رقيقة المشاعر والأحاسيس التي تعامل زوجها مثل طفلها الرضيع فتغمره بحبها وحنانها وتدلله فهي زوجة تعمل بتوجيهات نبي الرحمة والإنسانية الذي قال: «خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك»، وكل امرأة تعرف جيدا كيف تدخل السرور على قلب زوجها وكيف تسيطر على عقله وتكسب وده وتتجاوز عن كل هفواته، وقد نصحت أم صالحة ابنتها قبل أن تخرج من بيتها إلى بيت زوجها وقالت لها: «كوني له أَمَة يكن لك عبدًا، ولا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح»، وهذه نصيحة يجب أن تحرص عليها كل زوجة تنشد السعادة والاستقرار، فتحرص على إبراز جمالها لزوجها في كل وقت، وتطيعه فيما تجب فيه الطاعة، لأن كثيرا من الزوجات يهملن حقوق أزواجهن في التجمل والتزين والظهور بصورة جميلة، وهذا سر فتور العلاقة بين الزوجين.

 

قطيعة الرحم

 

} قطيعة الرحم والمشكلات والأزمات بين الأسر أصبحت تهدد المودة والرحمة والتماسك الاجتماعي الذي حثنا عليه الإسلام.. ماذا تقول د. عبلة لهؤلاء الذين سيطر عليهم الشيطان ودفعهم إلى الإساءة لأرحامهم؟

 

- رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر من يصل رحمه ويحسن إليهم بسعة الرزق وطول العمر، فقال: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه»، ومن ذلك ما ذكر عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من سره أن يمد في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه».

 

هذه التوجيهات النبوية الكريمة تحث المسلم على صلة رحمه والإحسان إلى أهله، والحافز هنا قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يشمل أمرين: أمرًا يتعلق بالأرزاق وآخر يتعلق بالأجل، فصلة الرحم ضمان للبركة في الرزق، فالرزق لا يقتصر على المال، وإنما الصحة رزق، والولد الصالح رزق، والسمعة الطيبة رزق، والعلم النافع رزق، والاستقامة رزق، والهداية رزق، والعافية رزق، والزيادة في العمر لا تعني طول العمر، وإنما تعني بركته، وكم من إنسان يعيش طويلا وفي كل يوم يسجل نقطة سوداء في سجل حياته.

من هنا ننصح كل مسلم رجلا كان أو امرأة بأن يحرص على فضيلة صلة الرحم ولا ينشغل عنها.

 

إحصائية مفزعة

 

} رصد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري ظاهرة عزوف الشباب أو عجزهم عن الزواج وخرج لنا برقم مفزع، فهناك أكثر من 14 مليوناً من الشباب والفتيات بلغوا سن الزواج ولم يتزوجوا، هذا في بلد عربي واحد.. ما خطورة هذه الإحصائية من وجهة نظرك؟

 

هذه إحصائية خطرة ومفزعة، لأن الزواج حاجة نفسية واجتماعية ودينية لكل شاب وفتاة، وهو الوسيلة الأساسية للإعفاف وصيانة الأعراض، وتوجيه العواطف والشهوات إلى الطريق المشروع، وتزايد أعداد العزاب يفتح كل الأبواب للانحراف والفساد الأخلاقي.

 

وفي الواقع نحن الذين وضعنا العراقيل أمام الشباب من الجنسين وصرفناهم أو حرمناهم من الإعفاف والإحصان، عن طريق التقاليد البالية التي ما زالت تسيطر علينا، وفي مقدمتها المغالاة في المهور، والوقوف ضد رغبة الشباب من الجنسين في اختيار شريك الحياة من دون تدخلات من الأسرة، ومحاولة فرض زوج بعينه

على الفتاة، فتضطر إلى رفض الزواج وتنضم بعد ذلك إلى طوابير العانسات، وهكذا تتعدد وتتنوع صور صرف الشباب عن الزواج.

لذلك علينا أن نعود إلى تعاليم ومبادئ ديننا ونرغب الشباب من الجنسين في الزواج، وأن نزيل كل العراقيل من طريقهم، وأن ندرك أن الحياة الزوجية هي أقوى ارتباط شرعي ونفسي واجتماعي ومادي ومعنوي بين الرجل والمرأة، ولذلك لا بد من مساعدة كل شاب وفتاة على حسن اختيار شريك حياته من دون إكراه أو أهواء شخصية أو قبلية، فالشاب لا بد أن يستريح نفسياً لمن سيعيش معها بقية حياته، والفتاة لا بد أن تشعر بالألفة والاستقرار النفسي والاجتماعي مع شريك حياتها.

إن استمرار وضع عراقيل مادية أو اجتماعية أمام الشاب الراغب في الزواج يعني تعريض المجتمع كله للخطر، فالشاب الذي يعجز عن إعفاف نفسه بالحلال سيلجأ إلى ذلك عن طريق الحرام، والحرام منتشر وشائع في بلادنا العربية والإسلامية للأسف الشديد، والفتاة التي لا تجد من يعفها عن طريق مشروع ستحيط بها الشياطين من كل جانب وتدفعها إلى إغواء شاب أو أكثر أو الاستجابة لشياطين الجن والإنس الذين ينتشرون في كل مكان.

من هنا قال العلماء: إن الزواج من القربات إلى الله، ولا ينبغي لمسلم قادر على أعبائه والتزاماته وهو في حاجة إليه أن ينصرف عنه فالزواج قد يكون «واجبًا» في بعض الحالات، ومن ينصرف عن الزواج وهو في حاجة إليه من دون سبب هو إنسان عاص لله ورسوله.

 

الاهتداء بالإسلام

 

} من وجهة نظرك: كيف نتخلص من العادات والتقاليد المتوارثة التي تقف في طريق تحصين الشباب بالزواج؟

 

علينا الاهتداء بهدي الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»، وهذا التوجيه النبوي الكريم ليس خاصاً بالشباب وحدهم، بل هو توجيه للأسرة كلها، وقد قال العلماء إن الشاب أو الفتاة بمجرد بلوغه سن الزواج وقدرته على تحمل مسؤولية أسرة يجب على كل المحيطين به أن يشجعوه على الزواج، وأن يساعدوه على اختيار شريكة حياته التي يأنس لها ويستريح نفسياً واجتماعياً للعيش معها، وهنا ينبغي للآباء والأمهات أن يدركوا أمراً مهماً وهو أنه كلما أحسن الشاب بمساعدة أسرته اختيار شريكة حياته توافر لزواجه الاستقرار والأمان النفسي والاجتماعي وزال أو قل خطر الطلاق.

 

} كثير من الآباء والأمهات يبحثون لابنهم عن العروس التي تنتمي لأسرة عريقة والتي نالت قسطاً كبيراً من التعليم وتتمتع بقدر كبير من الجمال وتستطيع أسرتها أن تنفق على زواجها.. فهل هذا هو المطلوب والمرغوب شرعاً؟

من الطبيعي أن يحدث ذلك، فكل هذه المقومات مرغوبة في الزواج، واختيار المرأة ذات المال والحسن والجمال أمر حسن ومطلوب، لكن ليس هذا كل المطلوب، فالمطلوب شرعاً إلى جانب كل ما تقدم أن تكون المرأة ملتزمة دينياً أي تؤدي التكاليف الشرعية وتلتزم بالآداب والأخلاقيات الإسلامية في مظهرها ومخبرها، وإذا تعارض المال والحسب والجمال مع الدين، فكل إنسان عاقل ينشد حياة آمنة مستقرة لابد أن يختار صاحبة الخلق والدين، لأن المرأة المتحللة من تكاليف دينها، ومن آدابه ومن أحكامه لا يمكن أن توفر لزوجها حياة طيبة وستحول حياته إلى جحيم.

 

غياب القدوة الطيبة

 

} وفي النهاية ماذا تقولين للشباب الذين يفضلون حياة العزوبية وما فيها من عبث وفوضى خوفاً من التزامات الزواج؟

 

- أقول لهم: يا أبنائي الزواج نعمة من الله عز وجل، وفيه حماية لكم من الانحراف ومن الأمراض النفسية والعضوية، فأقبلوا عليه بفطرتكم ولا تلتفتوا للأفكار الغريبة التي يحاول المفسدون غرسها في عقولكم.

 

وأنا أرى أن السبب في هذا التفكير العشوائي هو أن كثيراً من الشباب لا يجدون القدوة الطيبة الآن في الذين سبقوهم إلى عش الزوجية، فالزواج كما يرونه الآن مسؤولية وأعباء والتزامات ومشكلات دائمة لا تتوقف وبعض الذين تزوجوا فشلت حياتهم الزوجية وانتهت بالطلاق خلال شهور أو سنوات قليلة.

 

هذا هو نصف الكوب الفارغ الذي لا يرى العازفون عن الزواج سواه، هناك شباب كثيرون تزوجوا ويعيشون في سعادة واستقرار مع زوجاتهم ورزقهم الله الأطفال الذين هم نعمة أخرى من الله، فلماذا ننظر إلى الذين فشلوا في حياتهم الزوجية فقط؟!

 

ثم إن الفاشلين في حياتهم الزوجية هم السبب في ذلك لأنهم لم يحسنوا اختيار شريك الحياة واهتموا بالمظاهر الشكلية فدفعوا ثمن تهورهم وطمعهم، لكن الذين أحسنوا اختيار شريك الحياة تغلبوا على المشاكل البسيطة التي تواجههم ويعيشون في سعادة واستقرار، وهؤلاء هم الذين نسير على خطاهم ونقتدي بهم.

وأنا أرى أن معظم الشباب الذين تقدمت بهم السن ولا يفكرون في الزواج يعانون مشكلات نفسية، وينبغي أن نهتم بهم ونرعاهم نفسياً واجتماعياً ولا نكف عن تقديم النصيحة لهم.

 

عقوق.. وجحود

 

} كثرت الشكوى من عقوق الأبناء في كل البلاد العربية.. كيف تنظرين إلى هذه المشكلة وما حق كل أب على ابنه؟

 

- في ظل غياب التربية الإسلامية وضعف الوازع الديني لدى الأجيال الجديدة لابد من أن يشكو الجميع من العقوق والجحود ونكران الجميل، ومشكلة عقوق الأبناء تزداد حدتها يوما بعد يوم في بلادنا العربية، ونحن نقرأ ونسمع يوميا عن جرائم متبادلة بين الآباء والأبناء وهي غريبة على أخلاقنا الإسلامية، وتفرض على العقلاء في بلادنا العربية الوقوف على أسبابها ومواجهتها بكل الوسائل حماية للبناء الأخلاقي لمجتمعاتنا، وهذا الواقع المؤلم يؤكد أن هذه المجتمعات في أمسّ الحاجة إلى هدي الإسلام.

نقلا عن صحيفة الخليج