عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإفتاء يحذر من خطورة أناشيد العنف

دار الافتاء المصرية
دار الافتاء المصرية

أصدر مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية تقريره الرابع عشر يرصد فيه مدى اعتماد التنظيمات الإرهابية والجماعات التكفيرية على أناشيد العنف التي أصبحت جزءا أساسيا في نشر أفكارها وجذب وتجنيد مقاتلين جدد، حيث حولوا النشيد إلى أداة فعالة في صراعهم الممتد.

وأكد التقرير، الذي اعتمد على دراسة محتوي لأكثر من مائة نشيد في مواقع الجماعات التكفيرية والتنظيمات الإرهابية، أن هذه الجماعات أفردت مساحة واسعة للنشيد كأداة مهمة للتحفيز من أجل المشاركة في الجهاد، معللة ذلك بأن "النبي - صلى الله عليه وسلم - استعان في حياته بالشعراء الذين وظفوا أشعارهم لإلهام وتحفيز المسلمين وتثبيط الكفار" على حد زعمهم.
وأوضح أن الدخول إلى قلب هذا التنظيم والتعرف على ما يتداوله عناصره من أناشيد وأغان، يساعد في معرفة ماهية هذا التنظيم وما يهدف إليه، وآلية عمله، لافتا إلى أنه بتحليل كلمات هذه الأناشيد، فهي تحمل نفس الخصائص التي تروج للقتال والحض على خوض المعارك، ويمكن من خلالها قراءة عقيدة التنظيم العسكرية وأفكاره وسلوكياته.
وأشار تقرير الإفتاء إلي أن الموضوعات التي تغطيها تلك الأناشيد تتضمن "الشهادة، الجهاد المسلح باعتباره الحل الوحيد أمام المسلمين، وأهمية دعم المجاهدين، ودعم قادة الجهاد الحاليين (لتوطيد العلاقة بينهم وبين الشباب)، وحال الأمة السيء، ومسئولية الشباب، وانتصار الإسلام ووجوب الدفاع عن الدين بالجهاد في سبيل الله" عَلى حد زعمهم.
وكشف أن هذه النوعية من الأناشيد تخضع لتقنية إنتاج عالية، ويظهر ذلك من خلال تنويع المؤثرات المصاحبة للأناشيد، والفواصل التي تتكون من أصوات حمحمة الخيل وصليل السيوف، وهدير الدبابات وأصوات البنادق، كما تظهر جودة الإنتاج من خلال التنوع في مستوى الأداء الفني؛ بين نماذج تركز على "اللغة النارية التي تعتمد على مفردات الحرق والقتل والتدمير، إلى أخرى تعتمد على ثنائية الغرب الكافر الذي يحاول تدمير الإسلام وإبادة أهله، وبين المسلم المجاهد الذي ينتصر من بعد ظلم ويزود عن الدين والحياض" على حد زعمهم.
وأضاف التقرير أن أناشيد داعش تكثر ترديد اسم زعيمهم "البغدادي" في هذه الأناشيد، إضافة إلى إظهار مشاعر البهجة لحظة إعلان الخلافة، ومن بينها نشيد "رصوا الصفوف، وبايعوا البغدادي".. وكما هو واضح من عنوان النشيد فهو يدعو إلى بيعة البغدادي، وتحذر من خيانة الخليفة أو عصيان أوامره.
وأوضح أنه يمكن ملاحظة العنف الزائد عن الحد في كلمات الأناشيد التي ينتجها التنظيم، فقد أصبحت مفردات "الذبح" والحرق وقطع الرقاب متواجدة بكثرة في معظم أناشيد التنظيم ويصر مؤلفو القصائد من المنتمين للتنظيم على استعمال هذه المفردات لتحقيق أهداف التنظيم العامة والتي منها: إرهاب الأعداء بالذبح والنحر والسلخ والتفجير، والرغبة في مخاطبة مناصريهم وتعبئتهم معنويا.
ولفت التقرير إلي أنه بالرغم من أن العنف من سمات الأناشيد القتالية، فإن كمية عنف المفردات الموجود في أناشيد داعش يقارب العنف الفعلي الذي يمارسه التنظيم ضد مخالفيه، كما تعتمد أسلوب المبالغة في كل ما ينتجه أو يفعله، وتعكس فاشية التنظيمات الإرهابية التي تنطلق من مبدأ إلغاء الآخر، حيث يسيطر التكبر والغطرسة على جميع مفردات الأناشيد.
وحول العوامل التي ساعدت على انتشار أناشيد العنف، فقد لخصها تقرير مرصد التكفير في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والتي تعتمد عليها الجماعات الإرهابية في الدعاية بشكل كبير.
وأشار التقرير إلي أن تنظيم منشقي القاعدة "داعش" يعد أحد أنشط الجماعات الإرهابية في هذا الصدد، من خلال قيامه بنشر الصور والفيديوهات عبر "تويتر" بصورة خاصة لسهولة استخدامه عبر الهواتف.. وقد ذكرت بعض

المصادر أن التنظيم يمتلك ما يقارب 20 حسابا رسميا على "تويتر"، بجانب آلاف حسابات أخري غير رسمية تابعه لأنصاره، ويعمل مبرمجو التنظيم على ابتكار تطبيقات مثل التطبيق الذي يتيح إرسال منشوراتهم للمشترك مباشرة لدى نشرها وإعادة النشر التلقائي لمتابعي المشترك.
وحول التأثير النفسي لهذه الأناشيد، أكد مرصد الفتاوى التكفيرية أن نسبة تأثير الأناشيد على الأعضاء الجدد لهذه التنظيمات تصل إلى نسبة كبيرة، فهذه الأناشيد ترفع من مستوى الأدرنالين في جسد الإنسان، وتكون حافزا له في الدفاع عن التنظيم وتنفيذ أهدافه وطموحاته، ولذلك يحرص مسئولو التنظيم على أن ترافق مقاتليه سيارة صوتيات تبث الأناشيد فلا يشعرون بالخوف أو القلق بحسب وجهة نظرهم.
ولفت التقرير إلى أن أكثر فئة تؤثر فيهم هذه الأناشيد بشدة هم الأطفال الذين لا تتخطى أعمارهم الـ15 عاما ويهدف التنظيم من بث هذه الأناشيد إلى رفع الحالة المعنوية لأتباعه ومؤيديه، فضلا عن بث حالة من الرعب لدى العدو وإضعاف معنوياته من خلال عنف المفردات والإيقاع، إضافة إلي أنه يدخل ضمن أهداف هذه الأناشيد عملية "غسيل الدماغ" في محاولة لتعديل محتويات عقل الفرد أو مفاهيمه وتصوراته وأفكاره ومعتقداته.
وأوضح أن أناشيد العنف تؤثر على غالبية الشباب والمراهقين الذين تدفعهم الحمية الدينية، حيث تلتقي لديهم الأفكار الدينية المؤدلجة والأناشيد المغناة لتفرز جيلا متطرفا لا يأبه بشيء إلا الشهادة المزعومة والجنة الموعودة عبر بوابات التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من الدين سترا لها لتمضي قدما نحو أهدافها الدنيئة على طريق معبد بجثث الأبرياء.
وطالب التقرير بنزع القداسة عن تلك الأناشيد، والتأكيد على أنها لا تدخل في إطار "الديني" أو "المقدس" أو "الجهادي" ودعم أناشيد التصوف، إضافة إلى ضرورة تأكيد علماء الأمة على أن هذه الأناشيد لا تمت للقيم الدينية بأدنى صلة ولا تدافع عنه أو تمثل توجهاته، ولا توصل رسالته، بل هي على النقيض تماما تشوه الإسلام ورسالته إلى العالمين.
كما طالب بتطوير النشيد الديني وأدواته لمجابهة أناشيد العنف، ويجب أن تكون الجهود لمواجهة هذه الأناشيد على درجة احترافية في استخدام واستغلال تقنيات الصوت والصورة، وعلى كفاءة كبيرة في استغلال التقنيات الحديثة وصفحات التواصل الاجتماعي التي باتت ساحة الصراع الحقيقية مع تلك التنظيمات وما تحمله من أفكار وقيم تغذي العنف وتنشره على نطاق عابر للحدود.