ثابت بن قيس الصحابى الذى قال له المصطفى: أنت من أهل الجنة
ثابت بن قيس بن شماس بن زهير من بنى خزرج، وأمه امرأة من طيِّئ، وكان يُكنى أبا محمد، وكان خطيب الأنصار، وخطيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
شهد غزوة أحد وما بعدها، واستُشهد يوم اليمامة فى حروب الردة فى خلافة أبى بكر.
قال أنس بن مالك: "لما نزل قول المولى -عز وجل-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِى وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أن تَحْبَطَ أعمالكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات: 2]، غاب ثابت عن مجلس النبى -صلى الله عليه وسلم- وافتقده الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال النبى -صلى الله عليه وسلم-: ((من يعلم لى علمه؟))، فقال رجل: أنا يا رسول الله، فذهب فوجده فى منزله جالسًا منكسًا رأسه، فقال: ما شأنك؟ قال: شر, كنت أرفع صوتى فوق صوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد حبِط عملي، وأنا من أهل النار، فرجع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعلمه، قال موسى بن أنس: فرجع إليه، والله فى المرة الأخيرة ببشارة عظيمة، فقال: "اذهب، فقل له: لست من أهل النار، إنك تعيش بخير، وتموت بخير، وأنت من أهل الجنة".
ومدحه النبى -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "نِعْمَ الرجل ثابت بن قيس".
قال أنس -رضى الله عنه-: لما انكشف الناس يوم اليمامة، قلت لثابت بن قيس بن شماس: ألا ترى يا عم؟ ووجدته يتحنَّط -أى يستعمل الحنوط فى ثيابه- عند خروجه للقتال، كأنه أراد بذلك الاستعداد للموت، وتوطين النفس عليه بالصبر على القتال- "والحنوط ما يخلط من الطِّيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة"- وقال لأنس: