رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علماء الأزهر لأهالى أسوان: وأد الفتنة واجب شرعى

بوابة الوفد الإلكترونية

فى إطار جهود المصالحة بين عائلتى الدابودية وبنى هلال بأسوان كلف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفدًا من علماء الأزهر بأداء خطبة الجمعة فى عدد من المساجد فى منطقة الخلاف والمساجد الكبرى بأسوان.

وأطلق علماء الأزهر الشريف دعوة للتسامح والالتزام بمنهج القرآن وسنة النبى عليه الصلاة والسلام من منابر أسوان، وذلك انطلاقًا من مبادئ "الشريعة الإسلامية التى لا تعرف العنف ولا تعرف سفك دماء الأبرياء ولا تعرف إلا التسامح"، مؤكدين أن للإسلام مجال واسع فى وأد الفتنة ونشر التسامح وتقديم

التصالح، وأن النبى صلى الله عليه سلم ضرب أروع الأمثلة فى العفو والصفح وكظم الغيظ.

ففى خطبة الجمعة من مسجد "دار الضيافة" بالسيل الشعبية  منطقة تجمع الدابودية وبعض بنى هلال أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر أنه لا يخفى على أحد أن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية "حفظ النفس البشرية"، ومن هنا  كانت المحافظة على حياة الإنسان وصحته وعدم الإضرار بها جزئيًّا أو كليًّا، وجعل ذلك من المقاصد الكلية العليا التى جاءت الشرائع لتحقيقها، وهى حفظ النفس والعرض والعقل والمال والدين، فلم تكتفِ بجعلها حقًّا للإنسان، بل أوجبت عليه وعلى غيره اتخاذ الوسائل التى تحافظ على حياته وصحته وتمنع عنه الأذى والضرر.

وشدد على  أن السبب الرئيسى فيما حدث بأسوان هو انتشار بعض الأفكار  البعيدة عن تعاليم الإسلام، وهو ما أوجب على الأزهر وعلمائه أن يتحملوا المسئولية  لتوضيح الحقائق للجميع، والتأكيد على أن حفظ النفس الإنسانية هو من مقاصد الشريعة الإسلامية.

وشدد على أن هذا الدين العظيم بيَّن مدى خطورة الدم وقتل النفس على المجتمعات كما ورد فى القرآن الكريم أن من قتل نفس فكأنما قتل الناس جميعًا، وليعلم الجميع خطورة الوقوع فى هذه الفتن، وهو الأمر الذى يتطلب الوقوف على دعوى القرآن للحفاظ على صورة الإسلام التى تشكل جوانبه لدى الغرب فيراه الغربيون أنه دين دموى وأهله حمقى.

كما شدد وكيل الأزهر على ضرورة الاحتكام إلى القضاء لأنه السبيل الشرعى الوحيد لرفع المظالم والفصل فيها حتى ينجلى الحق، موضحًا أن النبى  عليه السلام  قد ضرب أروع الأمثلة فى العفو والصفح وكظم الغيظ، ولعلنا نرى كيف كان حاله لحظة فتح مكة والذى لقى منها ما لقى من ألوان التعذيب والإيذاء، لكن جاءت سماحة الإسلام بما لا يتوقعه الأعداء حيث العفو العام  "اذهبوا فأنتم الطلقاء". ولما كان رسول الله القدوة الحسنة نتعلم منه العفو والسماحة فى حقن دماء المسلمين التى تسال بين الحين والآخر فى محافظات مصر بهدف ضياع وسقوط مصر، الأمر الذى يتطلب ألا نعطى لتلك الفتن ولا لأعداء الإسلام المجال الخصب لنشر الفتن وسفك الدماء فى المجتمع.

وفى خطبة الجمعة بالمسجد الجامع بأسوان قال الشيخ محمد زكى رزق الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن للإسلام مجال واسع فى وأد الفتنة ونشر التسامح وتقديم

التصالح فى كل الأمور، كما فى قول الله {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}، وهنا إشارة إلزام للمؤمنين أن يكون حال رد فعل من وقعت بينهما فتنة أو نزاعات قبلية "سمعًا وطاعة" لمن يصلح بينهما كى لا يكون هناك خلاف منتشر بين المسلمين؛ لأن عاقبة هذا الاختلاف وخيمة على المجتمع، كما حذر منها القرآن الكريم فقال تعالى {وَلَا تَكُونُوا كَاَلَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْد مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَات وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَاب عَظِيم}.

وأكد الدكتور حسين عبدالمطلب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر بقنا وأسوان السابق من مسجد "خالد بن الوليد" بخور عواضة منطقة تجمع بنى هلال وبعض الدابودية، إن الدين الإسلامى دعا إلى التسامح والتصالح ووحدة الصف ونبذ الخلاف فقد ضرب لنا المثل فى التسامح والتصالح بين البشر وجمع الأمة على كلمة سواء، ولا يحل لامرئ مسلم أن يسفك دم أخيه، وقد أرسل القرآن رسائل واضحة تحض على التسامح والتصالح كما فى قول الله تعالى {فَاصْفَحْ}.   

وأوضح أن من الدعائم التى أرساها الإسلام مبدأ التصافح والتسامح والإسراع فى إزالة ما يعكر صفو المجتمع حتى ولو بين اثنين فقال «خيركم من يبدأ بالسلام»، وفى الوقت نفسه دعا إلى الترابط ووحدة الصف مصداقًا لقول الله {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُم إذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنْتُم عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُم مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُم آيَتِهِ لَعَلَّكُم تَهْتَدُون}.

وفى الوقت نفسه نهى عن الجفاء والخصام، حيث قال صلى الله عليه وسلم «كل المؤمن على المؤمن حرام، دمه وماله وعرضه»، وقوله «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث»، وأيضَا «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».