رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثأر .. بين الشرع والعادة

بوابة الوفد الإلكترونية

لا شك أن الثأر عادة مذمومة تفشت فى بعض المجتمعات والقبائل العربية منذ قديم الأزل، لكن الإسلام نبذ تلك العادة وحرمها إلا بالقصاص العادل، بل وضع شروطًا لذلك، أما مايحدث بصورة عشوائية فالإسلام منه براء.

لايوجد فى الإسلام مايسمى بالثأر، فقد وضع الله سبحانه للجرائم الحدود والقِصَاص عقوبات، ولم يترك للناس تقديرها؛ نظراً لأهميتها. وساوى بين الناس جميعاً، فليس هناك فرق بين الناس سواء فى مراتبهم وأقدارهم، فهم متساوون ، فلا فرق بين وضيع أو شريف ولا غني أو فقير لقوله تعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِيْ الْقَتْلَىْ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ»[16].
و"الحاكم" يكون هو المسئول عن القصاص، فقد قال تعالى: «وَلَكُمْ فِيْ الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِيْ الأَلْبَابِ». والأمرُ الآخَرُ: إن مما يشير إلى خطورة هذه الظاهرة، أن الدماء هي أول أمر يقضي الله سبحانه وتعالى فيه بين الناس يوم القيامة وهذا يدل على أن لهذه الدماء حرمة، والرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: «أَوَّلُ مَا يُقْضَىْ بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيْ الدِّمَاءِ. فالله سبحانه وتعالى قد تَوَعَّدَ مرتكبها بالخلود

في جهنم، وليس له توبة هذا عند بعض الفقهاء الذين قالوا: لا توبة للقاتل عمداً وعدواناً، ومنهم ابن عباس، قال: لأن هذه الآية كانت آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم، فلم يوجد لها ناسخ، والآية هي: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنَاً مُتَعَمِّدَاً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدَاً فِيْهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابَاً عَظِيْمَاً».
و يشير إليها هذه القضية ويؤكدها قول النبي (صلى الله عليه وسلم): «كُلُّ ذَنْبٍ عَسَىْ اللهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلاَّ الرَّجُلُ يَقْتُلُ الْمُؤْمِنَ مُتَعَمِّدَاً أَوِ الرَّجُلُ يَمُوْتُ كَافِرَاً». وقوله (صلى الله عليه وسلم): «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَىْ اللهِ مِنْ قَتْلِ اِمْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ.
لهذا فإن "الثأر" عادة يجب اجتثاثها من المجتمع الإسلامى بشكل عام.