عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من ثمارهم تعرفهم

بوابة الوفد الإلكترونية

عقدت مقارنة ساذجة بين الجماعات الإسلامية وأبرز الزعماء الذين عاشوا في ظل حكمهم -وكانت تلك الجماعات في معظمها تكفر هؤلاء الحكام وترى أنهم العقبة الكؤود في سبيل تطبيق شرع الله وفتن بهذا التكفير كثير من الناس واقتنعوا به-،

وجعلت معيار هذه المقارنة قول النبي صلى الله عليه وسلم:((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) فالحديث الشريف يوضح لنا أن معيار صلاح الإنسان وفساده عند الله هو عمله الذي يدل على ما في قلبه ونفسه من خير أو شر،فإذا نظرنا إلى زعيم مثل جمال عبد الناصر مثلا ما الذي قدمه للإسلام والمسلمينفي عهده سنجد أنه تم زيادة عدد المساجد فى مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد -أنشأ مدينة البعوث الإسلامية التى كان ومازال يدرس فيها عشرات الآلاف من الطلاب القادمين من أكثر من سبعين دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر ويقيمون مجانا - أنشأ منظمة المؤتمر الإسلامى التى جمعت كل الشعوب الإسلامية- تم ترجمة القرآن الكريم إلى لغات كثيرة – أنشأ إذاعة القرآن الكريم- كان يرسل الدعاة من الأزهر لنشر الإسلام في كل دول العالم.
بالإضافة إلى بناء السد العالي وتأميم قناة السويس وبناء الصناعة المصرية.
أما بالنسبة للسادات فيكفي أن نذكر له تخطيطه وإعداده وخوضه لحرب أكتوبر ليصبح قائدا من كبار القادة المسلمين الفاتحين القاهرين لليهود أعداء الإسلام.
وفى عهد مبارك أنشئت مدن حديثة وبنيت موانئ ومطارات ومشاريع واستثمارات.
أما بالنسبة لإنجازات الجماعات الإسلامية وما قدموه للإسلام والمسلمين فهي كما يلي:
- أكثر من قاموا بعمليات اغتيالات وتفجيرات في بلاد المسلمين (أفغانستان-باكستان-العراق- سوريا-مصر) موجهين سهامهم إلى المسلمين لينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج: ((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)).
- فقدوا الحكمة في عرض الإسلام ولم يفهموا أولوياته فشوهوا الإسلام بفهمهم المغلوط وتصورهم المبتور وتعصبهم المذموم.
- حولوا الإسلام إلى ظاهرة كلامية فترى عندهم الحماس الشديد في الكلام ولكن بلا هدف واضح وبلا فعل أو أثر في الواقع.
- أورثوا المتدين المنتسب إليهم الكبر والاستعلاء ورأينا فيهم فكرة شعب الله المختار مجسدة حية.
- أعطوا أنفسهم الحق في الحكم على عقائد الناس وتقديس أفكارهم وأنها هي معيار الإسلام الصحيح فادعوا لأنفسهم العصمة بلسان الحال

وإن لم يكن بلسان المقال.
- استخدم كثير منهم الدين المقدس ليخدم أفكارهم المدنسة وشهواتهم الدنيئة فحيثما وجدت مصالحهم قالوا للناس ههنا الإسلام وما سواه كفر.
- كانوا أهم العوامل المساعدة لأمريكا في القضاء على الاتحاد السوفيتي حتى تتوحش أمريكا وتتفرغ لتحتل بلاد العرب والمسلمين دون رادع أو رهبة من قوة أخرى.
إذا تأملنا هذه المقارنة وبناء على المعيار الذي استقيناه من الحديث الشريف سنجد هؤلاء الزعماء من أمثال عبد الناصر وغيره هم أكثر تطبيقا للشرع وأقرب اتساقا وانسجاما مع نصوصه وتعاليمه فهم تركوا لنا آثار نافعة وعظموا الإسلام وما تاجروا به ولا اجترؤوا يوما عليه.
أما هؤلاء الذين ظهروا منذ أقل من مائة عام لينادوا بتطبيق الشريعة وبأنهم يريدون مصر إسلامية هم في الحقيقة أبعد عن شريعة الإسلام من هؤلاء الزعماء المصريين المسلمين وإن كنت أعتقد أنهم يريدون تطبيق الشريعة حقا ولكنها ليست شريعة الإسلام وإنما شريعة أنفسهم البرجماتية الميكافيلية شريعة الأهواء والرغبات والشهوات التي لُبِّس عليهم فرأوا أنها الشريعة الإسلامية.
وبعد فقد آن الأوان أن ننصح هذه الجماعات الإسلامية ونقول لهم الزموا جماعة المسلمين وتعلموا قبل أن تتكلموا وراجعوا أنفسكم وتجردوا عن الأهواء حتى لا تكونوا عقبة في طريق الإسلام وشوكة في ظهر المسلمين. وبات واجبا علينا أن نحذر الشباب والمسلمين جميعا من خطورة هذه الجماعات بأفكارها الحالية على الإسلام والمسلمين.
وأخيرا فقد صدق السيد المسيح عندما قال: من ثمارهم تعرفهم، هل تجني من الشوك عنبًا، أم من العوسج تينًا.
إمام وخطيب مسجد السيدة زينب