رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

دين الكذب أفيون المغفلين

د.مصطفى نوارج
د.مصطفى نوارج

من أهم خصائص الحركات الإسلامية السياسية وخصوصا القادة والمسؤولين منهم هو الكذب والمراوغة فى الحوار وخلف الوعد والتنصل من أي اتفاق دون حياء أو مسؤولية حتى إن هذا الأمر لم يعد منا إلى ذكر دليل يثبت كذبهم فقد صارت قضية كذبهم من المتواترات بمعنى إنه ثبت لدينا هذا الكذب بالأخبار المتواترة

ومن أهم طرق العلم اليقيني هو التواتر والتواتر هو الخبر الذي تعددت مصادره وكثر ناقلوه بحيث يفيد اليقين في نفس السامع ولا يستطيع انكاره أو رده، فكذب هؤلاء صار واضحا وضوح النهار فلا يحتاج إلى دليل، وليس يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل.
وما منصة رابعة العدوية منا ببعيد عندما كنا نرى قادة الحركات الإسلامية بأعيينا ونسمعهم بآذننا ينبرون للكذب الصريح من فوقها ليل نهار واللعب الدنيء بالدين.
والكذب من لوازم من يأكلون الدنيا بالدين في كل عصر وخصلة أصيلة فيمن يتخذون الدين سبوبة ووسيلة لتحقيق مطامعهم وإشباع نهماتهم الدينوية، بل إن الكذب لا يستبعد من هذا الصنف من الناس ولو على الله تعالى، قال بعض الخوارج -وهي من فرق الإسلام السياسي القديمة-: "كنا أي الخوارج إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا"، يعني إذا أردنا إقتاع الناس بشيء وتمريره عليهم صغناه في صورة حديث نبوي ونسبناه –زورا- إلى النبي صلى الله عيه وسلم ليقوي فكرتنا وينصر رأينا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون الناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب يقول الله عز وجل أبي يغترون أم علي يجترئون؟ فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا))فهم يحولون آرائهم السياسية إلى دين من يخالف هذا الرأي يكون آثما عاصيا لله ويلبسون السياسة لباس الدين، وكل هذه السلوكيات وغيرها رأيناها عين اليقين في تيارات الإسلام السياسي وخصوصا على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة.
ولكن من المهم هنا أن نعلم أن مقتضى الحكمة والعقل والشرع أن من يثبت عليه الكذب فإنه تسقط عدالته ولا يوثق بشيء من

أخباره ولا يؤتمن عندنا على دين أودنيا، فالصدق هو الركن الأهم في ثبوت عدالة الإنسان وبقاء مروءته والاعتماد عليه والثقة به، قال بعض الحكماء: الكذاب شرٌ من اللص؛لأن اللص يسرق مالك، والكذاب يسرق عقلك، والعرب تقول: لا رأي لكذوب ولا مروءة لكذاب. ويقولون: لا تستعن بكذاب، فإنه يقرب لك البعيد ويباعد لك القريب.
ولكن الأمر الأهم هنا والمؤسف والمحزن أنه رغم أن تهمة الكذب -التي تسقط معها عدالة الإنسان ومروءته ولا يصادق أو يصاحب فضلا عن أن نتخذه أستاذا وقائدا ومرشدا وملهما- هذه التهمة قد ثبتت بيقين على قادة الحركات الإسلامية ورغم ثبوتها الواضح الصارخ إلا أن هناك من لا يزال يسير خلف هؤلاء القادة بل يثق بهم ثقة عمياء، ولا شك أننا إذا ثبت لدينا كذب إنسان وسقوط عدالته ثم اتبعناه ووثقنا به وأسلمنا له عقولنا ومصائرنا فقد ظلمنا أنفسنا ظلما فاحشا واستحققنا لقب المغفلين بامتياز.
فيا أيها الشباب صارحوا أنفسكم وتحلوا بالشجاعة واعترفوا بأنكم أخطأتم وظلمتم أنفسكم عندما سرتم خلف قوم كذابين تخالف أقوالهم أفعالهم ويختلون الدنيا بالدين ويكيلون الأمور بمائة مكيال، ولا توالسوا على دينكم وضمائركم وعيشوا أحرارا واستردوا عقولكم وارادتكم وافطموا أنفسكم عن مص أفيون أفكار هؤلاء الكذابين وتحرروا من أسر المضلين قبل أن تبعد عليكم الشقة ويصعب عليكم العود وساعتها يطول ندمكم ويكثر همكم وحزنكم.

إمام وخطيب السيدة زينب