عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإمام على بن أبى طالب

بوابة الوفد الإلكترونية

هو ابن أبى طالب عم رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وأمه السيدة فاطمة بنت هاشم وهى أول هاشمية ولدت هاشمياً وأول هاشمية ولدت خليفة وكانت ابنة المصطفى «صلى الله عليه وسلم» وتعطف عليه وكان مقيماً فى بيتها، ولما توفيت حزن عليها المصطفى «صلى الله عليه وسلم» وقال: لم ألق بعد أبى طالب أبر بى منها، وقد كفنها فى قميصه ونام فى قبرها بعد أن سواه بيده ودعا لها الله سبحانه وتعالى.

وتروى السيدة فاطمة بنت أسد زوجة عم المصطفى «صلى الله عليه وسلم» أنها بينما كانت تسوق هدياً «ذبيحة» «ما يهدى الى الكعبة من النعم». الى هبل كبير آلهة المشركين وهو أول صنم نصب بمكة.
إذ استقبلنى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وهو يومئذ غلام شاب قبل البعثة فقال لى «يا أماه إنى أعلمك شيئاً فهل تكتمينه على» قلت نعم قال «صلى الله عليه وسلم» اذهبى بهذا القربان فقولى: كفرت بهبل، وآمنت بالله وحده لا شريك له، فقلت: أعمل ذلك لما أعلمه من صدقك يا محمد «صلى الله عليه وسلم» ففعلت ذلك، فلم يمض أربعة أشهر ومحمد «صلى الله عليه وسلم» يأكل معى ومع عمه، إذ نظر الى وقال: يا أم: مالك؟ مالى أراك حائلة اللون؟ ثم قال لعمه أبو طالب إن كانت حاملة أنثى فزوجنيها. فقال عمه: إن كان ذكراً فهو لك عبد. وإن كان أنثى فهى لك جارية وزوجة فلما فاجأتنى آلام الوضع وأنا فى حجر الكعبة، فدخلت الى داخل الكعبة ووضعت، ومولودى داخل غشاء «بونس» فقال أبو طالب لا تفتحوه حتى يجىء محمد «صلى الله عليه وسلم» ويأخذ حقه، فجاء رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ففتح الغشاء «البرنس» فأخرج منها غلاماًحسناً فرفعه بيده،وسماه علياً ثم قام المصطفى «صلى الله عليه وسلم» بأن لقمه لسانه الشريف، فمازال يمصه حتى نام، وتقول السيدة فاطمة بنت أسد إنها سمت الوليد «حيدره» على اسم أبيها ولكن غلب اسم على الذى سماه به المصطفى «صلى الله عليه وسلم». وذلك فى العام العاشر قبل الهجرة النبوية. وظل الإمام على بن أبى طالب فى أحضان سيدنا رسول الله «صلى الله عليه وسلم» حتى بعث  الله تبارك وتعالى رسولاً ونبياً، وفى إحدى المرات ذهب أبوطالب ومعه ابنه جعفر «الطيار» الى النبى «صلى الله عليه وسلم» فى داره فوجداه يتعبد وعن يمينه الإمام على بن أبىطالب وهو صغير فقال لابنه «جعفر» صل جناح ابن عمك، «فصل عن يساره» وقد كتم أبوطالب إسلامه ولم يعد يسجد لصنم قط. وظل على كتمان إسلامه.
وأما عن شجاعته: أنه لما عزم المصطفى «صلى الله عليه وسلم» الهجرة الى المدينة أمر الإمام على بن أبى طالب أن يبيت فى فراشه، وغطاه ببردته الشريفة الخضراء، وأمره أن ينام على فراشه «صلى الله عليه وسلم» ليلة خروجه من مكة، فكانت فرسان قريش تنظر من خلف الباب على فراش النبى «صلى الله عليه وسلم» فيظنونه رسول الله، حتى إذا أصبحوا وجدوا الإمام على فدهشوا واغتاظوا لخروج رسول الله «صلى الله عليه وسلم» دون أن يروه وعن شجاعته أيضاً فى غزوة الخندق خرج عمرو بن ود العامرى ليرى له مبارزاً، كان فارساً تخشاه كل قريش فى المبارزة، لم يبارز أحداً إلا قتله، وكان يقف على رأس خيله، يتحدى المسلمين فقال الإمام على: ياعمرو قد كنت تعاهد الله لقريش ألا يدعوك رجل الى إحدى خلتين الا قبلت منه إحداهما، فقال عمرو «أجل» فقال له الإمام على بن أبى طالب: فإنى أدعوك الى الله عز وجل وإلى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» والى الإسلام، فقال عمرو «لا حاجة لى فى ذلك» فقال الإمام على رضى الله عنه «فإنى أدعوك البراز» فقال عمرو مستخفاً بصغر سن الإمام على «يا ابن أبى أخى لم؟ فو الله ما أحب أن أقتلك،فقال الإمام على ساخراً فى دعابة «لكنى والله أحب أن أقتلك».
فنظر عمرو الى المسلمين مستهزئاً يقول: من يبارز؟ فقال الإمام على لرسول الله «صلى الله عليه وسلم»، أنا له يارسول الله، فقال المصطفى

«إنه عمرو بن ود اجلس» فجلس الإمام على مع رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ووجهه يكظم  غيظه ثم نادى فى ازدراء على الجميع «إلا رجل» وهنا قام الإمام على واستأذن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» أن يبارزه، فأذن له.
فمشى إليه كرم الله وجهه يقول:
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
إنى لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز. فقال عمرو ساخراً: من أنت قال الإمام على: أنا على بن أبى طالب فقال عمرو: عندك من أعمامك من هو أسن منك «أكبر منك» ياابن أخى فانصرف فإنى أكره أن أهريق دمك، فقال الإمام على ولكنى والله ما أكره أن أهريق دمك، فسل عمرو سيفه كأنه شعلة من نار، ثم اندفع نحو الإمام على مغضباً واستقبله الإمام على بدرقته فضربه فى الدرقة فشقها وأثبت فيها السيف فشج رأس الإمام على شجاً يسيراً، فضربه الإمام على كرم الله وجهه على حبل العاتق فسقط عمرو وبانت سوأة عمرو، فأشاح الإمام وجهه وتهاتف المسلمون وكبروا فعرف المصطفى «صلى الله عليه وسلم» بأن علياً قتل عمرو بن ود فاستقبله الرسول «صلي الله عليه وسلم» وعانقه ودعا له وأما عن استشهاده فقد أتى عبدالرحمن بن ملجم الكوفة واشترى سيفاً وظل يسقيه السم أربعين يوماً وكان خلال هذه المدة يأتى أمير المؤمنين الإمام على بن أبى طالب يقصد بابه فيسأله فيعطيه ويكرمه.
فرأى ابن ملجم امرأة رائعة الجمال تدعى «قطام» فتن بها وكلمها فوجدها من أتباع الخوارج وكان الإمام على قد قتل أيها وأخيها فى موقعة النهراوين.
فاستولت المرأة على قلب وعقل ابن ملجم، وذهب لخطبتها فقالت له: لا أتزوجك الا على مهر لا أريد سواه، فقال له ما تريدين. قالت ثلاثة آلاف، وعبد،  وجارية، وقتل أمير المؤمنين على بن أبى طالب، فقال لها والله ما جاء بى الى الكوفة الا قتل أمير المؤمنين فلك ما سألت: لأنه قتل منا كثيراً فى موقعة النهروان.
وانتظر ابن ملجم قدوم أمير المؤمنين على بن أبى طالب وهو خارج من بيته لصلاة الفجر كعادته ليوقظ الناس ويناديهم «الصلاة الصلاة» فلما خرج زعق الأوز فى وجهه الشريف لحاول الناس إسكاتهن. فقال لهم أمير المؤمنين:«ذروهن فإنهن من النوائح» فلما دخل المسجد ضربه ابن ملجم لعنه الله على رأسه الشريف، فقال الإمام على بن أبى طالب والدم تنزف من رأسه الشريف على لحيته: ان مت فاقتلوه ولا تمثلوا به وإن لم أمت، فالأمر الىّ فى العفوأو القصاص، وانتقل الإمام على بن أبى طالب الى الرفيق الأعلى يلحق بالحبيب المصطفى«صلى الله عليه وسلم»وكان ذلك فى اليوم السابع عشر من رمضان فى السنة الأربعين للهجرة النبوية الشريفة عن عمر يناهز الخمسين عاماً.
رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت.