رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أزهرى: رفع شعار رابعة بالحج "استخفاف"

الدكتور عبد الحليم
الدكتور عبد الحليم منصور

يتساءل البعض عن  الحكم الشرعي في دعوة بعض التيارات السياسية إلى رفع شعار رابعة بجبل "عرفات "و طبع بوستر لشعار رابعة  وتوزيعه على جميع الجاليات المسلمة، وخاصة المصريين ؟؟ هل يجوز ذلك وما تأثير هذا الفعل على فاعله فى الحج ؟؟

وأجاب على هذا السؤال الدكتور عبد الحليم منصور رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون - جامعة الأزهر بالدقهلية ، حيث أكد أنه من المعلوم أن التعددية الحزبية في النظم السياسية في العالم أجمع تتيح لكل فئة أو حزب أن يعبر عن رأيه ، وعن المباديء التي يؤمن بها ويعتنقها ، وفقا للطرق والأطر التي ينظمها للقانون والشرع ، في إطار السلمية ، وعدم تعطيل حركة الحياة في المجتمع ، وعدم التعدي على المنشآت العامة والخاصة ، وعدم الإضرار بالغير ، بالإضافة إلى عدم استخدام العنف أو السلاح أثناء إبداء الرأي ، أو التظاهر . فكل دساتير العالم تكفل حق التعبير عن الرأي في إطار السلمية ، وإطار المحافظة على سلامة الوطن ، ولا يختلف في هذا الفقه الإسلامي مع القوانين الوضعية .

وأضاف أن التعبير عن الرأي السياسي من المفروض أن يتم في المكان والزمان المناسبين لذلك فليس من المنطق أن أعترض على شيء في مصر ، عن طريق التعبير عنه في بلد آخر ، وفي بقعة هي أطهر بقاع الأرض على الإطلاق .

وأشار الدكتور منصور إلى أنه فى الحج يخرج المسلم من الدنيا وما فيها يترك كل شيء حتى ثيابه ، ما خلا ما يستر عورته ، يترك النعمة ويقبل على المنعم ، فليس من السائغ فقها ولا عقلا ، ونحن في حضرة الرب الجليل ، أن ننشغل بالدنيا وشهواتها ، والحكم ، وأدواته ، وما شابه ذلك من أمور .

وأكد منصور إلى أنه لا يليق ونحن نطوف حول البيت أن نحمل شعارات معينة نوزعها على المارة ، فنشغلهم بها ، ونشغل أنفسنا عن التفكير فيما نعمل فقد ورد في الأثر أن أحد الصالحين كان نائما في الحجر فسمع صوتا بين الكعبة والأستار يقول : إلى الله أشكو ثم إليك يا جبريل ما القى من الطائفين حولي ، من لهوهم ولغوهم ، وتفكرهم في الحديث ، لئن لم ينتهوا عن ذلك لأنتفضن انتفاضة يرجع كل حجر مني إلى الجبل الذي قطع منه .

وأشارإلى أن رحلة الحج رحلة ذات غاية وهدف وهو غفران الذنوب ، والعودة كيوم ولدتنا أمهاتنا ، فلا يليق الانشغال عن الله ، بالدنيا ، والسلطة ، وغير ذلك من حطام الدنيا .
وشدد منصور على ضرورة تخليص النوايا لله سبحانه ، في هذه الرحلة المباركة ، فما من بلد يؤاخذ فيه العبد بالنية قبل العمل إلا مكة ، قال تعالى :" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "

مشيرا إلى أن  رفع هذه الشعارات الملفته من شأنه أن يشغل الحجيج ، ويشتت تركيزهم ، وتفكيرهم عما هم فيه ، كما يشغل حامليها ، ويبعدهم عن التركيز فيما هم فيه ، وكل ذلك غير سائغ شرعا .

وقال منصور أن هذا الفعل ينطوي على استخفاف بأعظم أيام الله قاطبة وهو يوم عرفة ، واستخفاف بأهم فريضة وعبادة وهي فريضة الحج .
وتساءل منصور فى رده :  ماذا لو اعتبرت السلطات السعودية أن رفع مثل هذه الشعارات في الحرم وفي البقاع المقدسة فيه مساس بسيادتها ، على أراضيها ، ومساس بحرم الله ، ودخلت معهم في مواجهات ، ألا يؤدي ذلك إلى حدوث كوارث في حرم ، والقاعدة الشرعية : ما أدى إلى الحرام فهو حرام .

مؤكدا أن هذا التصرف قد يكون ذريعة لإحداث فوضى في حرم الله ، في بيت الله ، لأن هناك من الناس من يعارض هذا الشعار ، من مصر ، ومن السعودية ، ومن كل دول العالم ، ومن الوارد أن يحدثا خلافا ، أو شجارا ، أو نزاعا ، أو تراشقا ، وكل ذلك من الممكن أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ، فضلا عن غضب الله عز وجل ، والتعدي على حرمه ، وأمنه ، ماذا لو اشتبك الحجيج بعضهم مع بعض ؟ ماذا لو قاتل كل منهم أخاه ؟ ماذا لو حدثت فوضى وعمت أرجاء الحرم ؟ هل في هذه الحالة نستحق رحمة الله ؟ ومغفرته ؟ وعتقه ؟
ودعى منصور العقلاء ممن يريدون رفع هذا الشعار إلى التعقل قليلا ، والتدبر في مآلات الأمور ، وعدم التسرع باتخاذ قرارات لن تجدي نفعا ، وضررها أكبرمن نفعها ، مطالبا الجميع بالاستفادة من دروس الماضي القريب والبعيد . " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " .