رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفقي : مساعدة الأرامل والمجاهدين أفضل من تعدد الحج

الشيخ سعد الفقى
الشيخ سعد الفقى

قررت المملكة العربية السعودية تخفيض عدد الحجاج المصريين بنسبة 20% ، بالإضافة إلى مناشدة المملكة للمسلمين بتأجيل حجهم هذا العام نظرا للتوسعات التى تقام فى الحرمين ، وما سيحدث من تكدس من الممكن أن يؤدي لوفاة المئات من الحجاج .

وهنا يثار سؤال هل تعدد مرات الحج فى ظل تلك الظروف أو تأجيل الحج أفضل أم الإصرار على الحج سنويًا كما يفعل بعض الأثرياء ؟
" بوابة الوفد " حاولت معرفة رأى العلماء فى ذلك .
حيث أكد الشيخ سعد الفقي مدير عام بأوقاف الدقهلية  أن الإسلام الذي نعرفه يري أن من أولوياته البحث في الضروريات وهو ما تعارف عليه الناس في السنوات الاخيره بفقه الأولويات ، مشيرًا أن  أبواب الخير التي يثاب المرء عليها لا تعد ولا تحصي وما يقرب العبد من ربه لا يقف عند حدود الفرائض الوارد بها كثير من النصوص في القرآن والسنة .
وأشار الفقي أن هناك من يظنون أن تعمير المساجد وتشييدها من أعظم القربات ، وأذكر عندما تقابلت منذ سنوات مع أحد الأخوة الميسورين - وقد وفقه الله تعالي الإشراف علي إحدى الجمعيات الخيرية التي تري أن من مهامها إقامة المساجد بتبرعات أهل الخير ، ترجمة لقول الله تعالي(إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الأخر) - يومها قلت له ألا تري أن هناك من الأولويات ما لا يقل بحال عن ثواب الإنفاق في بناء المساجد وربما يدر عائدا علي صاحبه في الدنيا والأخره هو أثمر مما تحرصون عليه ، لا سيما وأن أرض الله واسعة ، ورسولنا هو القائل (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ) وبالتالي فبمقدور كل من يريد الصلاة أدائها وفي أي مكان دون الحاجة إلى ما نراه من تبذير و إسراف في كثير من عمارات المساجد وكان رده القاطع (هذا ما نراه صحيحا) فمراتب الخير في الإسلام لا تحتاج إلى بيان والنبي صلي الله عليه وسلم يقول(الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا اله إلا الله أدناها إماطة الأذى عن الطريق) .
وأضاف الفقي أنه لا يمكن إغفال ما جاء علي لسان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما قال :يكثر الناس في أخر الزمان من الحج بلا سبب يهوون عليهم السفر ويبسط لهم في الرزق ، فيهوي بأحدهم بعيره بين الرمال والقفاز ، يضرب في الأرض وجاره ألي جنبه مأسور لا يواسيه ، وأذا كان الشيء بالشيء يذكر فالمسلمون هذه الأيام يعانون ويلات الأزمات والأمراض ما ظهر منها وما بطن ، ولا يجدون من يشد أزرهم ويخفف عنهم آلامهم فهناك طالب العلم الفقير ذو الحاجة الذي لا يجد من يؤازره والنتيجة الحتمية فشل ذريع لمستقبله وهناك المساكين والفقراء والذين تعرفهم بسيماهم وهم لا يسألون الناس إلحافا ولا يجدون من يسد جوعتهم ويستر عورتهم والأخطر هو فتح الطريق أمامهم إلى عالم الجريمة والرزيله، وهناك من المسلمين المستضعفين القابضين علي دينهم ويدافعون عن الأرض والعرض والمقدسات ولا يجدون من يمد إليهم يد المعونة والنصره ولو بالطعام والشراب وان كنا مأمورين بالقتال معهم جنبا إلى جنب لاسيما وقد دخل العدو ديار المسلمين .

واستطرد الفقى : وهناك أرامل الشهداء وأبناءهم مات عائلهم ومن كان ينفق عليهم ولم يعد

لهم في هذه الحياة إلا يدا حانية تمسح عنهم أهات الدهر وآلامه . ولايمكن أن نغفل هذه النظرية المستقبلية التي أرساها هذا المتصوف الزاهد (بشر ابن الحارث)عندما جاءه رجل وقال له يا أبا نصر أنى أردت الحج وجئتك أستوصيك فأوصني فقال له كم أعددت من نفقة الحج .قال ألفى درهم فقال له : هل تريد الحج تزهدا أو اشتياقا إلى البيت أم ابتغاء مرضاة الله . قال والله ابتغاء مرضاة الله . قال هل أدلك علي ما تحقق به مرضاة الله وأنت في بلدك وبين عشيرتك . قال :تعطي هذا المبلغ عشرة انفس .فقير ترمم فقره . ويتيم تقضي حاجته . ومدين تقضي عنه دينا . ومعين تخفف عنه أعباء عياله . ولو أعطيتها واحداً لتسد بها حاجته فهو افضل . وهل هناك اسمي من أن يطعم المسلم جائعا أو يداوي مريضا أو يأوي مشردا أو يكفل يتيما أو يقضي حاجة أرملة أو يبني دار للعلم أو يساهم في مشروع ذي بال . وصدق الله تعالي حيث يقول (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المساجد كمن أمن بالله واليوم الأخر) صدق الله العظيم .
وقال الفقى: لقد قال صديقي أن والده الميسور حالا يحرص كل عام علي زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج . ظنا منه أن اكثر الناس أداء للفريضة أقربهم من الله في الدنيا والآخرة . فالرجل لم ينل من العلم ألا أدناه .
ويضيف الشيخ رشوان عبد الكريم من علماء الأزهر أن الحج فرض على كل مسلم قادر بالغ يستطيع تأدية مناسك الحج ، ولكن فى ظل الظروف الحالية لا يجب أن يكرر المسلم الحج ويجب أن يترك لغيره تأدية الفريضة حتى لا يحدث تكدس ووفيات .
ويؤكد " رشوان " أن هناك أوجه كثيرة لإنفاق المال فى سبيل الله ، على المرضى والأرامل والأيتام وفى سبيل الله ، وفى سبيل العلم ، والأمر لا يقتصر على الحج فقط ، لأن هناك مسلمون لا يجدون الطعام ولا الشراب ، فى الوقت الذى يسافر أخرون للحج السياحى سنويًا ، دون تقدير للمحتاجين ، ودون مراعاة لمشاعر الفقراء والأيتام .