رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطيب: القتال في الإسلام مشروط بأربعة مبادئ

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن أهم شروط ومبادئ القتال في الإسلام، هي عدم المبادأة في القتال، وعدم الاعتداء على الآخرين.

وشدد فضيلة الإمام ـ خلال لقائه الأسبوعي على قناة الفضائية المصرية وبرنامج مع الطيب ـ على أن الآية التي يطلق عليها البعض آية السيف، لم تنسخ الآيات التي حدَّدت مسبقًا شروط وضوابط القتال في الإسلام، مؤكدًا على أن تلك الآيات والشروط اتفق عليها أغلب الصحابة والتابعين باستثناء قلة قليلة، لا تعبِّر أبدًا عن وسطية وروح الإسلام.

وتناول فضيلة الإمام آيات القتال في القرآن الكريم، والتي قال عنها أنها موزعة على العديد من السور داخل القرآن الكريم، فالقتال في الإسلام لردِّ العدوان فقط، ولمن يكون عقبة في نشر الإسلام وأفكاره السمحة.

وحدَّد شيخ الأزهر ثلاث آيات رئيسية تناولت القتال في القرآن وهي: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} سورة البقرة: 190، والآية التي تليها {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} سورة البقرة: 191، ثم الآية {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} سورة البقرة: 193.

وأوضح فضيلة الإمام أن الآية الأولى {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} سورة البقرة: 190، تحدِّد شرطًا رئيسًا في القتال وهو أن القتال موجهٌ فقط للأعداء الذين يقاتلون المسلمين، وهو بذلك حدَّد كثيرًا من حركة المسلمين في القتال، فلا أشهر السيف في وجه أي كافر إلا من يقاتلني، ثم المبدأ الثاني، فلا أعتدي على أحد، ويعني الاعتداء

هنا عدم بداية القتال، وعدم قتال أي امرأة أو مسن أو طفل لا يحمل السلاح، وكذلك تحريم قتال الرهبان والقساوسة ورجال الدين اليهودي، بل وكهنة المعابد.

ثم انتقل فضيلة الإمام إلى الآية الثانية، {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} سورة البقرة: 191، وقال إن ما يدعيه أعداء الإسلام من أن تلك الآية تدعو لقتل المشركين والكفار أينما وجدوا، غير صحيح، فضمير "هم" في ثقفتوهم مقصود بها الكفار الموجودين في الآية الأولى، وهو ما يعني أن القتال مشروط أيضا بشروط الآية التي تلزم بقتال من يبدأ بقتال المسلمين فقط، أما الجزء الثاني من الآية فيؤدي بنا إلى المبدأ الثالث وهو تحريم القتال في المسجد الحرام وخلال الأشهر الحرم، نافيًا أن يكون في الآيات ناسخ ومنسوخ لأنها آياتٌ متتالية.

فيما تحدِّد الآية الثالثة {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} سورة البقرة: 193، الشرط الرابع في تلك المجموعة وهو وقف القتال فورًا، حين انتهاء العدو عن القتال.