رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«السعيد من نظر فى مرآة صلاته وعبادته«.. تاريخ صناعة سجاد الصلاة فى العالم الإسلامى

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

أصبحت سجادة الصلاة من الأدوات التى لا يمكن لأى مسلم أن يتخلى عنها، خاصة مع تطور شكلها الذى أصبح سهلة الحمل فى الحقائب اليدوية أو الحقائب الظهرية، ولكن مع هذا التطور سيكون من المُستحسن أن نطلع على أصول صناعتها وكيف بدأ استخدامها فى الإسلام منذ فجره حتى يومنا هذا.

وفى جولة صغيرة نأخذكم للاطلاع على تاريخ صناعة سجادة الصلاة فى العالم الإسلامى وكيف كان شكلها وما وصلت عليه الآن فى العصر الحديث، وكيف يمكن لنا الاستفادة من هذه الصناعة البسيطة التى تقربنا إلى الله ولا يمكن لنا أن نستغنى عنها مهما طال الأمد لأن الفطرة تحتم علينا أداء الصلاة.

احتلت سجادة الصلاة مكانة روحية خاصة لدى المسلمين فهى رفيقة المسلم بالبيت والمسجد، واكتسبت أهمية كبرى وخصوصية فريدة فى ظل الوباء المنتشر حول العالم، حيث اعتبرت إحدى الضروريات لدخول المساجد لحماية المصلين من تفشى عدوى كورونا.

وكأى شيء، مرت سجادة الصلاة بتطورات كبيرة، منذ أن كان يتم تصنيعها يدويا وحتى تدخلت التكنولوجيا لتجعلها أكثر ذكاء، لتعين مستخدمها على تأدية صلاته دون خطأ أو سهو.

 

مما جاء كلمة السجاد

«السعيد من نظر فى مرآة صلاته وعبادته».. عبارة كتبت على أشهر سجادة صلاة فى التاريخ القديم، سجادة النبى إدريس عليه السلام.

اشتقت كلمة السجاد من السجود، وتسمى فى المغرب العربى بالزربية وجمعها زرابى، وقد ذكرت فى القرآن الكريم بسورة الغاشية، فى قوله تعالى وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية فى جنة عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابى مبثوثة».

وتطورت خامات سجادة الصلاة بدءا من سعف النخيل والحصير والجلود، حتى الصوف والحرير التى كان يتم انتقاؤها خصيصا بسبب رفعة مقام الصلاة، حيث يتم اختيار أفضل خامات الصوف والحرير الطبيعى والقطن لصناعتها، وحاليا تنوعت الخامات بدخول أنواع أخرى من النسيج الفاخر، مثل القطيفة والشانيل.

وبصفة عامة تأثرت خامة سجادة الصلاة بالبيئة المصنوعة فيها، ففى الأماكن التى تتزايد فيها الأتربة والمناطق الزراعية، كان يفضل استخدام السجادة المصنوعة من خامات نباتية، بينما فى المنازل الحديثة تستخدم السجاجيد المصنوعة من الألياف الصناعية أو الصوف والحرير.

السعيد من نظر فى مرآة صلاته وعبادته».. عبارة كتبت على أشهر سجادة صلاة فى التاريخ القديم، سجادة النبى إدريس عليه السلام التى صنعت من الحصير.

وقدمت العدد من الكتب التراثية، توثيقا أكاديميا وتاريخيا لمجموعة من قطع سجاد الصلاة، التى تعكس المراحل التاريخية التى مرت بها سجادة الصلاة، وتطور حياكتها وصناعتها منذ أن كانت تصنع يدويا فى دول آسيا الوسطى وتركيا وإيران والمغرب العربى ومصر، وغيرها من المناطق الأخرى التى ازدهرت بها تلك الصناعة بالإضافة إلى المواد المستخدمة فى صناعتها، وأنواع العقد بالنسيج، والزخارف المستخدمة فى التصميمات الخاصة بها.

 

ماذا يُراعى فى تصنيع السجاد

عادة ما يراعى فى تصميم سجادة الصلاة التناغم والهدوء لتحاكى محراب الصلاة الذى يشير

دائما إلى القبلة بمكة المكرمة، ورغم أن الأساس فى صناعتها يعتمد على تجنب زيادة الألوان والنقوش، حتى لا تصبح عاملا مشتتا أثناء الصلاة، إلا أن سجادة الصلاة قد ارتبطت دائما بالفن الإسلامى فى زخرفتها ونقوشها بتشكيلاتها الهندسية والنباتية، أو حتى فى محاكاة بعضها كسوة الكعبة، حتى أصبحت تعكس هوية صانعها ومنشئها.

 وهناك السجاد المصرى والعربى والتركى والإيرانى ولكل منها طابعه الخاص والفريد، بحيث تعكس جميعا التنوع الثقافى والاجتماعى للمجتمع الإسلامى. ومن أبرز الرموز الإسلامية المستخدمة فى تصميم وزخرفة السجادة: المحراب، والمئذنة، والقبة.

 

تاريخ صناعة السجاد

تعود أقدم سجاجيد الصلاة إلى القرن الخامس عشر، وهى مجموعة من ثلاث قطع تم حفظها بمتحف الفن التركى الإسلامى كان لسلاجقة الأناضول، الذين حكموا بالقرن الثالث عشر الميلادى، دورا فى إرساء المواصفات والمعايير النموذجية لسجادة الصلاة التى انتشرت لاحقا بالعالم الإسلامى.

وكان السجاد السلجوقى ينسج بأبعاد كبيرة، ويزخرف بتشكيلات هندسية بسيطة، تتكون من عدد قليل من الألوان ذات الأطياف المتنوعة، مع الحاشية العريضة المزينة بالخط الكوفى.

ومع التطور التكنولوجى تطورت خامات وتصميمات سجادة الصلاة، فأصبحت هناك السجادة الطبية وهى تشبه سجادة الصلاة العادية لكنها محشوة بمادة لينة تسهل تأدية حركات الصلاة على كبار السن ومرضى المفاصل.

كذلك ابتكرت إحدى الشركات السعودية سجادة صلاة طبية تساعد على الراحة والخشوع، بحيث تقوم بإعادة توزيع وزن الجسم بالكامل بشكل متساو على جميع أجزاء التماس بين الجسم والسجادة.

وبرزت أيضا السجادة الذكية المزودة بنظام ومستشعرات لمراقبة خطوات الصلاة، وبعضها يتضمن إحصاء دقيقًا لعدد الركعات والسجدات خلال الصلاة، بواسطة لوحة إلكترونية تثبت على السجادة عند مكان ملامسة الرأس.

كما تمت برمجتها بفاصل زمنى بين السجدتين الأولى والثانية، بحيث لا تسجل إلا السجدة الفعلية أثناء الصلاة، حتى يتم تنبيه المصلى بأى سهو أو خطأ نتيجة لسقوط المصلى ضحية التفكير فى أمور الدنيا أو الشرود، أو حتى أى جهل بأحكام الصلاة مثل سجود السهو.