جاءت البشرى من السماء السابعة في مستهل سورة الأحزاب بآيات تتلى أبد الدهر، تذكرنا بنسبنا الشريف لزوجات رسول الله فهنَّ أمهاتُنا، إذ قال الله تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) وإمتثالًا لله تعالى، كان لهنَّ علينا حسن الحب والأدب، ولأن صحيح الوجد والمحبه لا يتأتى إلا بالمعرفة، لزم علينا التعرف عليهم نسبًا ونشأة وأثرًا في طريق الدعوة وحياة المصطفى عليه الصلاة والسلام.

اقرأ أيضًا..تعرف على أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

وكانت أولهنَّ السيدة خديجة بنت خويلد، إذ كانت الزوجة الأولى وأول من أسلم مع النبي، وفاتحة من توضأ وسجد لله عزل وجل بعد الحبيب المصطفى، ولدت قبل سيدنا محمد بخمسة عشر عامًا ولكن ظل النبي بجوارها الأكبر، فدخلت في رحابه ملتمسه من نوره وكرماته فأصبحت سيدة نساء العالمين وأكملهنَّ.

سيدة نساء قريش
 

 يرجع نسب سيدتنا خديجة إلى والدها خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب القرشية الأسدية، ولدت بمكة عام 68 قبل الهجرة وكان خويلد من سادات قريش، أما أمها فهى فاطمة بنت زائدة بن الأصم وجدتها هالة بنت عبد مناف وكان لها تسع من الأخوه والأخوات، تزوجت قبل النبي مرتين وأنجبت أربع من الأبناء، وامتنعت عن الزواج بعد وفاة زوجها الثاني وأثرت الإنغماس في تنمية عملها رغم كثرة طالبيها فكانت أبلغ نساء قريش نسبًا  وجمالأ وثروة وعقلاً.

وحين بلغت من عمرها الاربعين أكرمها الله بالزواج من النبي وكان حينئذ خمسة وعشرون عامًا، إذ عاصرته موثوقً أمينً وبالغ الأخلاق في تجارته معها، فقد كانت تستأجر القوي الأمين وترسله بتجارتها إلى بلاد الشام واليمن كعهد تجار قريش، وتزوجت أمنا خديجة من المصطفى قبل الوحي بخمسة عشر عامًا وكان أولاده كلهم منها رضي الله عنها إلا إبراهيم، ولم يتزوج أخرى طوال حياتها.
 

سيدة نساء العالمين

"كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا" هكذا أوثق الله الرباط على فؤاد سيدنا محمد عبر كلمات أمنا خديحة  هدية الله له في أول طريق دعوته، إذ كانت الزوجة الحكيمة والأم الحانية، واسته بنفسها ومالها، أمنت وحُصرت معه  بشعب أبي طالب ثلاث سنوات كاملة، نصرته ونصرة دين الله، فأرسل الرحمن إليها السلام مع جبريل عليه السلام فكانت الأولى والأخيرة ولم يبلغ أحد مقامها أبدًا.

قال عنها رسول الله أنها أفضل نساء أهل الجنة، وقال عليه الصلاة والسلام  "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا ولم يكمل من النساء إلّا أربع  آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد"

انتقلت إلى جوار الرحمن  قبل الهجرة بثلاث سنوات بعد وفاة أبي طالب بثلاث أيام، فكان عام الحزن على سيدنا محمد، فقد توفيت حبيبته وزوجته ووزير صدقه وجيشة الداعم، وظل الرسول يبر خديجة بعد موتها فيكثر ذكرها والثناء عليها ويصل أحبابها وأصدقائها ويكرمهم.

كان لأمنا خديجة في  عظيم الوجد والشوق بقلب نيبنا محمد عليه الصلاة والسلام حتى غارت السيدة عائشة وقالت له  "قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْراً مِنْهَا . قَالَ : « مَا أَبْدَلَنِى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْراً مِنْهَا ، قَدْ آمَنَتْ بِى إِذْ كَفَرَ بِى النَّاسُ ، وَصَدَّقَتْنِى إِذْ كَذَّبَنِى النَّاسُ ، وَوَاسَتْنِى بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِى النَّاسُ ، وَرَزَقَنِى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِى أَوْلاَدَ النِّسَاءِ"

وشهدت سيدتنا عائشة على غيرتها من أمنا خديجة فقالت رضي الله عنها " مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِىِّ ﷺ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ" فقد انتقلت  أمنا الحبيبة إلى جوار الله ولكنها ظلت باقية في جَنَان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلام حتى لحق بها في الحادي عشر من الهجرة.

أخبار ذات صلة 

الأزهر للفتوى يوضح قوة صلة أمهات المؤمنين بالله سبحانه
تعرف على نسل النبي صلى الله عليه وسلم
الأزهر للفتوى: أمهات المؤمنين ضربن أروع الأمثلة في العفاف والنَّقاء

لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news