معنى قوله تعالى "كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجُوبون"
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15]، وأخبر المولى تبارك وتعالى عن الكفار في هذه الآية الكريمة على سبيل الوعيد لهم أنهم لا يرونه؛ عقوبة لهم، وذلك يدل على أنَّ المؤمنين يومئذ غير محجوبين عن ربهم، وإلا لم يكن في الإخبار عن الكفار على سبيل الوعيد بهذا التعبير فائدة؛ قال الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب": عند ذكر الوجوه الدالة على أن المؤمنين يرون الله تعالى [تخصيص الكفار بالحجب-في الآية الكريمة- يدل على أن المؤمنين لا يكونون محجوبين عن رؤية الله عز وجل].
اقرأ أيضًا.. معنى إسباغ الوضوء وكيفيته وحكمه
أضافت الدار، أن الإمام مالك قال: لما حجب أعداءه فلم يروه تجلى لأوليائه حتى رأوه، ولو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يُعيَّر الكافرون بالحجاب؛ قال تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15]، وقال الإمام الشافعي: لمَّا حجب قومًا بالسخط، دلَّ على أن قومًا يرونه بالرضا. وقال محمد بن الفضل: كما حجبهم في الدنيا عن نور توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته.
وبينت الدار، أن الذي عليه أهل السنة والجماعة أن رؤية الله تعالى ممَّا يدخل في الممكنات، وأن العقل لا يحيل رؤية العباد لربهم عز وجل في الآخرة.
أوضحت أن الرؤية هي: قوة يجعلها الله تعالى في خلقه، لا يشترط فيها اتصال
ورؤية الله تعالى في الآخرة معناها: انكشافه لعباده المؤمنين في الآخرة انكشافًا تامًّا، ولا يلزم من رؤيته تعالى إثبات جهة -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا- بل يراه المؤمنون لا في جهة كما يعلمون أنه لا في جهة، يقول الدكتور محمد البوطي في "كبرى اليقينيات الكونية": [على الرغم من أن الله تعالى ليس جسمًا ولا هو متحيز في جهة من الجهات، فإنَّ من الممكن أن ينكشف لعباده انكشاف القمر ليلة البدر كما ورد في الأحاديث الصحيحة، وأن يروا ذاته رؤية حقيقية لا شبهة فيها، وستحصل هذه الرؤية إن شاء الله بدون الشرائط التي لا بد منها للرؤية].
لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news