رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكم الولاية في الإسلام

الولاية في الإسلام
الولاية في الإسلام

 تعتبر الولاية مصطلحًا إسلاميًا، أكّد عليه القرآن في عدد من الآيات، وبحسب المعتقدات الإسلامية فقد ذكر الله لنفسه الولاية على المؤمنين، فيما يرجع إلى أمر دينهم من تشريع الشريعة والهداية والإرشاد والتوفيق.

 

اقرأ أيضًا:- حكم الوضوء لمن أكل من لحم الإبل


 وجاء ذلك في قوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُون (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} سورة يونس 62: 64.

 

 لقد سألني سائل أن أتكلم عن الولاية والولي وما شروطه وما علامته فأحببت أن أتكلم لله بالله فأقول بعون الله مستعينًا به {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} سورة يونس 62.

 

 الولاية: هي حصن من دخل فيه صار محفوظًا، لا يدنو منه شيطان وصار غنيًّا لا يحتاج إلى أحد من الخلق {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِين} سورة الأعراف 196. فمن تولاه الله لا يحوجه إلى أحد من الناس ويرزقه الله من غير سبب وييسر له كل أمر، فهو سائر إلى ربه أينما كان لا يدنو منه الشيطان، فهو ينصر الله وينصره الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} سورة محمد 7.

 

 والتابع (للنبي) صلى الله عليه وسلم يدخل في هذا لأن كل تابع يدخل مع متبوعه {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} سورة يوسف 108.

 

 والتابع للنبي مندرج مع النبي أينما ذهب، وأنتم تقرؤون {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} سورة النحل 97 وما أصاب المسلمين من بلاء إلا لنقص الإيمان. فهم يحومون في الدنيا، قائمين مع الخلق، لا يشهدون حق الحق.

 

 قالوا من أتى عبدًا يسأله الدنيا، نادى الملك {إن عبدي أراد غيري} فمن فعل ذلك لا يكون في جملة الأولياء، والولاية هي نورٌ يُقذف في القلب يكشف للعبد به عن غامض سر القرآن وغامض سر الشريعة والولاية ليست مجرد ذكر وقيام ليل، إنما هي تأدُّب بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلٌّق بأخلاقه وعمل بما جاء به من عند ربه أنواع الولاية 1- ولاية وهبية 2 - ولاية كسبية الولاية الوهبية: هي عطاء من الله وهبة منه {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} الحج 75.

 

وهذه الولاية هي اصطفاء خالص من الله لأهلها وقال تعالى في القرآن الكريم {وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ}.  سورة ص 47.

 

 الولاية الكسبية: هي أن يرزق الله العبد الاستقامة، والعمل بالمأمورات وتجنب المنهيات بإخلاصٍ وذلٍ لله وانكسار والولاية الوهبية والولاية الكسبية كلاهما كمال، وكمال وتفضل، وتفضل لأنه المتفضل على عبده بالطاعة. {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} سورة الضحى 5. فإنها للنبي صلى الله عليه وسلم وللأمة أيضًا. وإذا اتقى العبد الله حق تقاته، فإنه لا يطلب عوضًا بل يكون هواه موافقًا لمرضاة ربه بلا عناء جهاد واجتهاد حيث تألف النفس ذلك.

 

{لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به}رواه الحكم وأبو نصر السجزي في الإبانة وقال حسن غريب والخطيب عن ابن عمرو رضي الله عنه.

 

 والولاية الكسبية للحديث القدسي {ومن أتاني يمشي أتيته هرولة} أخرجه ابن ماجه، في باب فضل العمل فمتى صححت العقد مع الله زادك الله من فضله، وعلمك ورقاك، فإذا اجتهدت فيما

أمرك منحك الوهبية، فمن وحده فتح له باب العطايا، ومن قال لا إله إلا الله ونفى الشرك وعلم أن الكل عبيده وعلم أن الله واحد عند ذلك يهب الله له القُرب ويُدنيه من حضرته.

 

إن لله عبادًا إذا وحدوه أعطاهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من المواهب والتجليات في هذه الدار. الولاية قد تكون بشيخ وبغير شيخ ولقد اختار القوم العارف الرباني الذي يرشد السالكين ويربي المريدين، فهو باب الوصول إلى أعلى درجات القُرب والقبول قال تعالى: {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} سورة الكهف 17.فالمرشد أساس في طريق الله.

 

قال بعض الصالحين: لا يكتفي بالوصفِ في المسيرِ*** فالوصفُ لا يُغني عن الخبيرِ جابَ طريقَ الحقِ ثم عادَ * ليُخبر القومَ بما استفاد على أن الولاية من غير شيخ تكون بتوفيق الله لعباده في أداء العبادات والانتهاء عند المنهيات ومحبة الخير والصدقات والفهم في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والصالحين وهي الولاية العامة. وأعظم درجة في الولاية: هي درجة العبودية الحقة، أي أن العبد يكون تام الطاعة لله سبحانه وتعالى. لذلك قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} سورة الإسراء 1.

 

فدرجة العبودية أشرف درجة عند الله. {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} سورة يونس 62.

 

فالأولياء أضافهم لنفسه تشريفًا، لأنهم يستحقون هذا التشريف وهذا الثناء وهذه البشرى التي بشر بها الحق أولياءه في الدنيا والآخرة والجنة، لأنهم قوم تركوا كل ما نهى الله عنه، وقاموا بأوامره خير قيام ولا يُسمى الولي عند الله وليًّا إلا إذا قام بأمر الله وانتهى عما نهاه عنده، فمن فعل بعض المنهي عنه فليس بولي لأن الولي يدخل في آية {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا} سورة الإسراء 65. {عِبَادِي} نسبة تشريف.

 

وقد سُئل (النبي) صلى الله عليه وسلم عن الولي فقال: (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) . رواه أبوداوود والضياء عن أبي أُمامة رضي الله عنه، فإنما هي ولاية الله ولا تنال بغير ذلك.