رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرصد الأزهر يتحدث عن خطاب الكراهية ومكافحته في ألمانيا

مرصد الأزهر لمكافحة
مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

 نشر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تقريرًا جديدًا عن خطاب الكراهية ومكافحته في ألمانيا.

 

اقرأ أيضًا.. مرصد الأزهر ينعى ضحايا حريق كنيسة أبو سيفين بالجيزة

 

وقال المرصد، إنه يعتبر ما يسمى بـ"خطاب الكراهية" أحد الظواهر القديمة، وقد اختلفت مسمياته باختلاف الزمان والمكان، وفي السنوات الأخيرة ازداد الحديث عن "خطاب الكراهية" وانتشاره في معظم الدول الأوروبية، وذلك كما أوضحت اللجنة الأوروبية لمكافحة العنصرية والكراهية التابعة للبرلمان الأوروبي.

 

وقد عرَّف موقع الاستشارية الألمانية خطاب الكراهية بأنه: "أي تعبير يحض على الكراهية والتحريض، أو الخطاب الذي يكون جارحًا ومهينًا ضد أفراد أو مجموعات معينة، والقابل للانتشار في جميع وسائل الإعلام بالكلمة أو بالصورة".

 

وبالنسبة لسياق الكراهية في الدول الناطقة بالألمانية: (ألمانيا، والنمسا، وسويسرا)؛ فإنه غالبًا ما يرتبط بصفحات التواصل الاجتماعي مثل: (فيسبوك، وتويتر)، وتنتشر خطابات الكراهية غالبًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أحداث معينة، يُذكر منها على سبيل المثال: الحوادث المرتبطة بالمهاجرين واللاجئين، فإذا قام أحد اللاجئين بفعلٍ يخالف القانون، فإنه يتم الحديث في وسائل التواصل بشكل عام عن تأثير هؤلاء المهاجرين على المجتمع الألماني ومخالفتهم عادات وتقاليد المجتمع، ثم يتحول هذا الحديث التحريضي إلى ما يسمى بـ (التريند) داخل أوساط معينة، يتبع هذا الحديث مئات التعليقات التي تحتوي على خطاب كراهية يحرض ضد الأجانب بشكل عام، وضد اللاجئين بشكل خاص، وتوضح الإحصائيات أن خطاب الكراهية يظهر بشكل أكبر في التعليقات على المنشورات أكثر مما يظهر في المنشورات نفسها، فمثل هذه المنشورات تستهوي فئات محددة فتنجذب إليها، وهو ما يؤكد أن خطاب الكراهية ينشأ بنسبة قليلة جدًّا من بعض الأحداث الحقيقية، أما النسبة الكبيرة منه فتنشأ عن ميول وأهواء شخصية.

 

خطاب الكراهية يخاطب العقل الجمعي للفئة التي تستهويه

وعليه فإن خطاب الكراهية يخاطب العقل الجمعي للفئة التي تستهويه، محرضًا إياهم ضد فئة أخرى، ثم يجذب هذا الخطاب فئات أخرى أو يؤثر عليهم وهو ما أسماه "جوستاف لوبون" في كتابه "سيكولوجية الجماهير" بتلاشي الشخصية الواعية وسيطرة الشخصية غير الواعية، وتوجه الجميع ضمن الخط نفسه بواسطة التحريض والعدوى للعواطف والأفكار والـميل؛ لتحويل الأفكار المـحرض عليها إلى فعل وممارسة مباشرة.

 

وهكذا لا يعود الفرد هو نفسه، وإنما يصبح إنسانًا آليًّا ما عادت إرادته بقادرة على أن تقوده. (سيكولوجية الجماهير:٦٠).

 

ويتم توجيه خطاب الكراهية إلى فئات مختلفة، ومن أبرزها ما يلي: خطاب الكراهية ضد الأجانب واللاجئين: يأتي هذا الخطاب غالبًا من تيار اليمين المتطرف بدعوى الحفاظ على الهوية القومية، وأن اللاجئين سوف يؤثرون على الهوية الألمانية، وفي بعض الأحيان يتم التحذير من أن هؤلاء اللاجئين قد يقومون بأعمال سرقة وأعمال عنف جسدية وجنسية، وعليه ينادون بعدم استقبال اللاجئين، وإخراج الأجانب من البلاد، وهو ما يُصاحَب بخطاب كراهية ضد الأجانب بشكل عام، ويتم تكرار هذا الخطاب على منصات مختلفة، في محاولة للتأثير على الجماهير، وخلق رأي عام جمعي ضد هذه الفئة، فينتج عن هذا الخطاب التحريضي -في حالات كثيرة- حوادث عنف ضد الأجانب واللاجئين.

 

ويتضح التحريض ضد اللاجئين بسبب الخوف من تغير هوية المجتمع جاء في المرتبة الأولى، تلاه الخوف من القيام باعتداءات جسدية، ثم الخوف من أعمال السرقة التي قد يقوم بها اللاجئون. أي إن هذا الخطاب يصور اللاجئين إما على أنهم "غرباء" عن المجتمع وعاداته، أو على أنهم مجرمون "محتملون"، وقد يمتد هذا الخطاب التحريضي إلى المسؤولين الحكوميين الذين يدعمون اللاجئين والأجانب.

 

وكان أحد أبرز تداعيات هذا الخطاب ضد المسؤولين هو إطلاق النار على السيد (فالتر لوبكة) عمدة مدينة "كاسل" الألمانية، حيث وجد مقتولًا برصاصة في الرأس في شرفة منزله عام 2019م، واتضح بعد ذلك أن قاتله يميني متطرف يُدعى "شتيفان إيرنست" وأنه قام بذلك بسبب دعم السيد "فالتر لوبكه" للاجئين في عام 2015م، وأنه ظل يخطط

لجريمته بداية من عام 2017م.

 

خطاب الكراهية ضد المسلمين

.يأتي هذا الخطاب في الغالب أيضًا من اليمين المتطرف على اعتبار أن المسلمين يأتون من بلاد أجنبية، ويحملون عادات وتقاليد مختلفة عن المجتمع الألماني، حتى إن خطاب الكراهية الموجه ضد الأجانب واللاجئين والذي تم ذكره سابقًا، يوجه أغلبه إلى المسلمين، وقد تجلى هذا الخطاب في ظهور حركات متطرفة مثل: حركة "بيجيدا"، وهي تعني: "وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب"، وقد قامت هذه الحركة بالكثير من أعمال العنف ضد المسلمين في ألمانيا، خاصة في المدن الواقعة شرق ألمانيا، وقد استطاعت جذب عدد غير قليل من أصحاب هذا الفكر؛ لذا تبنى حزب البديل من أجل ألمانيا "اليميني الشعبوي" خطاب هذه الحركة، ونجح هذا الحزب في الحصول على عدد من المقاعد في البرلمان الألماني خلال الدورتين الأخيرتين، إلا أن الحكومة الألمانية تابعت نشاط هذا الحزب، وقد صدر حكم من المحكمة بوضع هذا الحزب تحت دائرة الاشتباه، وهو ما يسمح لهيئة الأمن القومي (حماية الدستور) بمراقبة نشاط هذا الحزب واتخاذ إجراءات ضده.

 

وفي عام 2020م تم الإبلاغ عن (1026) حالة عنف يعاقب عليها القانون ضد المسلمين في ألمانيا، كان اليمين المتطرف السبب في (945) حالة منها، وفي عام 2021م بلغ عدد الاعتداءات ضد المسلمين (٧٣٢) حالة، كان اليمين المتطرف هو السبب في (588) حالة منها، ويرى الخبراء أن العدد الحقيقي أكبر من هذا بكثير؛ إذ إن هذا العدد يمثل الحالات التي قامت بعمل بلاغات بالفعل، في حين أن العدد الأكبر لم يقم بتسجيل بلاغ بشكل رسمي.

 

ويعتبر خطاب الكراهية مُجرَّمًا قانونًا داخل ألمانيا، وله فقرات معينة في القانون، منها ما جاء في الفقرة رقم (130) من قانون العقوبات، وهي خاصة بالتحريض، وتنص على العقاب بالغرامة أو الحبس لمدة قد تصل إلى خمس سنوات، هذا وقد خصصت هيئة مكافحة الجريمة التابعة لوزارة الداخلية في ألمانيا مركزًا للإبلاغ عن جرائم الكراهية.

 

مبادرات مكافحة خطاب الكراهية 

كما اتخذت الحكومة الألمانية عدة مبادرات لمكافحة خطاب الكراهية منها: Nationales Komitee No Hate Speech (لجنة مكافحة خطاب الكراهية)، وهي مختصة بمكافحة خطاب الكراهية على الإنترنت، ويشارك فيها أكثر من ثلاثين جمعية ومؤسسة.

 

Beratungsstelle #Gegen Hass im Netz (المركز الاستشاري ضد خطاب الكراهية على الإنترنت)، ومهمته دعم ضحايا خطاب الكراهية وتقديم النصح لهم.

 

Bewegung gegen Hassrede (حركة شباب ضد الكراهية)، وقد صدر لها كتاب حول مكافحة خطاب الكراهية على الإنترنت بدعم من الاستشارية الألمانية. 

 

لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news