رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علي جمعة يوضح الوصايا الجامعة التي تركها رسول الله

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة - رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب

قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن من الوصايا الجامعة التي تركها لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصلح أن تكون برنامجًا لعمل المسلم اليومي في كل يوم، وفي كل حين، وفي كل مكان، تصلح أن تكون مفتاحًا لكل خير، مغلاقًا لكل شر قوله صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلقٍ حسن" وصيةٌ جامعة عجيبةٌ غريبة نجعلها شعارًا لنا فنفوز بالجنة بعد أن نفوز برضا الله، ونبعد عن النار بعد أن نبعد عن سخط الله سبحانه وتعالى "اتق الله حيثما كنت".

 

اقرأ أيضًا.. علي جمعة: الإسلام حرر الإنسان من عبودية ورهبة عالم الأشياء

 

أضاف "جمعة" عبر موقعه الرسمي، أن التقوى كما فسرها الإمام علي: [الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل] تذكَّر ربك في كل ساعةٍ، وفي كل لحظة {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}، والعلاقة بيننا وبينه سبحانه وتعالى مبنيةٌ على الرحمة، والرحمة في قلبها الحب، ولذلك واجهنا أول شيءٍ في القرآن الكريم فقال: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وأسماء الله سبحانه وتعالى قد تكون أسماء جلال كـ "المنتقم الجبار"، أو تكون أسماء جمال كـ "الرحمن الرحيم"، أو تكون أسماء كمال كـ "الأول الآخر الظاهر الباطن".

 

أوضح رئيس دينية النواب، أن الله عز وجل اختار لنا أن يبدأ كتابه وخطابه وتكليفه وتشريفه بالرحمن الرحيم، جمال في جمال، حب في حب، حتى يدعوك هذا الحب إلى إنزاله في قلبك المنزلة التي هو أهل لها سبحانه وتعالى، "الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل" فالله سبحانه وتعالى ما شرفك إلا لمَّا كلفك، كلفك فشرفك، وشرفك فكلفك؛ فالتشريف والتكليف وجهان لعملةٍ واحدة، إذا رأيت تكليفًا من ربك فاعلم أنه يشتمل على تشريف، وإذا شرَّفك في القرآن أو في السنة فاعلم أنه قد أمرك بتكليف، ولذلك فإن التشريف والتكليف وجهان لعملةٍ واحدة، وعلى المسلم أيضًا أن "يرضى بالقليل"؛ والرضا بالقليل يجعلك راضٍ عن رب العالمين {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، وإذا نظر الله إلى قلبك فرآك راضٍ عنه فإنه يُنزِّل عليك الرحمات، ويؤيدك بمددٍ من عنده، وينوِّر قلبك، ويغفر ذنبك، ويستر عيبك.

 

وتابع: أما "الاستعداد ليوم الرحيل" فهو التذكرة {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ} التذكرة التي تُذكِّر بها نفسك فتمنعها من المعاصي، أو ترجع مرةً أخرى إلى طريق الاستقامة، وتخرج من الطريق الأعوج، تساعدك على التوبة، وعلى الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى «اتق الله حيثما كنت» واعلم أنه معك في ظاهرك، وفي علانيتك، وفي خفائك، وفي سرك، ولذلك فحيثما كنت اتق الله سبحانه وتعالى، والتقوى خيرٌ كلها؛ فالحمد لله الذي أرشدنا إلى هذا، وعلمنا كيف نتعامل معه في هذه الدنيا التي هي دار اختبار وامتحان، حتى نعود إليه سبحانه وتعالى وهو عنا راضٍ، وقد حققنا عبادته، وعمارة الدنيا، وتزكية النفس.

علي جمعة

أتبع السيئة الحسنة تمحها

وأكمل رئيس دينية النواب: «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» ولذلك فتح لنا رسول الله ﷺ العمل الصالح على مصرعيه؛ فجعل التبسم في وجه أخيك صدقة، وجعل الوضوء تنزل المعاصي من أعضاء الوضوء فتخرج بعده طاهرًا تبدأ حياةً جديدة مع ربك، وكان يقول ﷺ: «جددوا إيمانك» كيف يا رسول الله؟ «قولوا لا إله إلا الله» فلا إله إلا الله عندما تذكرها من قلبك وفي وعيك فهذا هو الوعي الذي يبدأ قبل السعي، تبدأ حياةً جديدةً مع الله، جعل الاستغفار من موجبات المغفرة، جعل وضع يدك على رأس يتيم من موجبات المغفرة، جعل كفالتك لليتيم أمرًا عظيما، تعطيك مكانةً هائلة فيقول:

«أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» أي أن كفالة اليتيم تساوي مكانتك في الجنة في مقام رسول الله ﷺ وهو المصطفى المختار كلامٌ عجيب، لكنه يفتح لك باب الأمل، باب الغفران، باب الحب؛ فكما أحببت هذا اليتيم، وكفلته في الدنيا لوجه الله سبحانه وتعالى؛ فإن الله سبحانه وتعالى يعطيك مكانًا في جوار سيدنا رسول الله ﷺ في الجنة، كلامٌ عجيب، لكنك لو تأملته لوجدته يفتح لك باب الأمل لأن «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» فبادروا بالأعمال حتى تغفر لكم هذه الأعمال عند غفورٍ رحيم سبحانه وتعالى.

 

وذكر جمعة، أن الله سبحانه وتعالى واسع، مالك السماوات والأرض، يقول للشيء كن فيكون، كريم، ونحن نرجو منه سبحانه وتعالى المغفرة، والتوفيق، واللطف، والنصر على أنفسنا، وعلى شهوات الدنيا حتى نعبده، وحتى نُعمِّر هذه الأرض، حتى ندخل في نظر الله ورحمته سبحانه وتعالى؛ فنحن في أشد الحاجة إليه «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار» ، جاء أحدهم يشكو إلى النبي ﷺ أنه ارتكب ذنبًا ورآه كبيرًا؛ فقال له: «اذهب فتوضأ وصلِّ ركعتين» بنية أن يغتسل من هذا الذنب، وأن يفق في نفسه، وفي علاقته مع ربه، وأن يسير بعد ذلك في الطريق المستقيم.

 

ومن الوصايا أيضًا، قال جمعة: «وخالق الناس بخلقٍ حسن» والخلق الحسن يتأتى مع الجار، ومع الأهل، الزوجة، مع الأبناء، والزوجة مع زوجها «خياركم خياركم لأهله، وأنا خيركم لأهله» سيد الأكوان ﷺ تصفه السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها فتقول: «كان في مَهنة أهله» يعني لو كان يراها تغسل يغسل معها، أو تطبخ يطبخ معها، نحن نتكلم عن سيد الخلق أجمعين، عن المصطفى المختار ﷺ، عمن كان له عند الله سبحانه وتعالى ولا يزال إلى يوم القيامة الأولية؛ فهو أول الخلق ﷺ في مكانته، وفي رحمته «إنما أنا رحمةٌ مهداة»، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} هذا المصطفى المختار المثال الأسوة كان في مَهنة أهله وأنا خيركم لأهلي صلى الله عليك وسلم يا سيدي يا رسول الله، وعن الحسن عن أبي الحسن عن جد الحسن ﷺ: «أحسن الحسن الخلق الحسن» اللهم حَسِّن أخلاقنا.

 

موضوعات ذات صلة

علي جمعة: العلاقة بين الإنسان والكون تقوم على التوافق والانسجام

علي جمعة: الإسلام جعل إعمار الكون أمرًا واجبًا على الإنسان دينًا ودنيا

لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news