عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على معنى اسم الله المنتقم المذكور في القرآن

بوابة الوفد الإلكترونية

المنتقم هو من اسماء الله الحسنى وقال اهل العلم وسبب تأخير انتقام الله من الظلمة والطغاة والعصاة والجبابرة هو تمحيص واختبار المؤمنين؛ وأيضاً إقامة الحجة والإعذار؛ وحتى يعلم أهل الإسلام أن جنة الله غالية ولا تنال إلا بالصبر واليقين والتمسك بالدين.

 

إن معرفة العبد لأسماء الله وصفاته تزيد في إيمانه وتكسب العبد محبة الله وتعظيمه وبها يتعرف على خالقه -عز وجل- وكمال قدرته وسلطانه؛ وتكسبه الثقة وحسن الظن بخالقه -سبحانه- قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر: 67].

 

وقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وجوههم النار) [إبراهيم:46-48]، وقال -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) .

 

وإن من أسماء الله التي ينبغي أن نتدبرها ونفهم معناها ونتعرف على آثارها في حياتنا اسم الله المنتقم.

 

والمنتقم هو الذى يقسم ظهور الطغاة ويشدد العقوبة على العصاة وذلك بعد الإنذار والإمهال،

والله يغضب في حق خلقه بما لا يغضب في حق نفسه، فينتقم لعباده بما لا ينتقم لنفسه، وإنه إن عرفت أنه كريم رحيم فأعرف أنه منتقم شديد عظيم.

 

واسم الله المنتقم لا يطلق على الله إلا مضافاً أو مقيداً؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) [المائدة 95]؛ قال العلاَّمة حافظ الحكميُّ: "واعلم أنَّ مِن أسماء الله -عزَّ وجلَّ- ما لا يُطلَق عليه إلاَّ مُقتَرِنًا بمُقابِله، فإذا أُطْلِقَ وحدَه؛ أوهمَ نقصًا - تعالى الله عن ذلك-، ومن ذلك: (المنتقِم)؛ لَمْ يأتِ في القرآن إلاَّ مُضافًا إلى ذو"؛ كقوله: (عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ) [آل عمران:4]، أو مُقيَّدًا بالمجرمين؛ كقوله: (إنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ) [السَّجدة:22].

 

معاشر المؤمنين: ولا يظنن ظان أن انتقام الله تعالى قد ينجو منه ظالم أو يفر منه متكبر على عباد الله؛ إنما قد يتأخر لحكمة يريدها الله جل في عليائه، وكما علمنا في كتاب الله العزيز أن هناك مراحل تسبق انتقام المنتقم سبحانه من أهل الظلم والفساد؛ فمن تلك المراحل:

المرحلة الأولى: الإمهال والإملاء: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [القلم: 45]، وفيها يمهل الله الظَّالم لعلَّه يتوبُ أو

يرجع عمَّا فعل؛ فالله سبحانه لا يعاجل بالعقوبة والانتقام.

 

المرحلة الثانية: الاستدراج: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) [القلم:44]، وليس معناه أن تضيق الدنيا عليه، لا، بل تفتح عليه الدنيا وترتفع الدرجة، وتبسط عليه اللذات، ويعطيه الله ما يطلب ويرجو، بل وفوق ما طلب؛ لأن الدرج يدل على الارتفاع، والدرك يدل على النزول.

 

المرحلة الثالثة: التزيين: (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ...) [العنكبوت: 38]، وفيها يموتُ قلبُ الظَّالم فيرى ما يراهُ حسناً بل هو الواجب فعله. لم يعد في قلبه حياةٌ؛ ليلومه على ما يفعل.

 

المرحلة الرابعة: الأخذ والانتقام: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود:102]، وفيها تتنزل العقوبة من الله-تعالى- على الظالمين؛ فهذا فرعون كان يملك كل شيء؛ مال وجاه ومنصب وجيوش واتباع؛ وادعى لنفسه الألوهية والربوبية وتكبر وتجبر؛ سنوات وسنوات هو وجنوده ثم جاء أمر الله قال تعالى: (فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 136].

 

والتاريخ مليء بأخبار الظالمين وخذلان الله لهمْ؛ وانتقامه منهم بعد أن بلغوا غاية التسلط والتجبر؛ فقد بلغ الفساد والظلم بالبرامكة وكانوا ولاه في الدولة العباسية ووزرائها مبلغاً عظيماً إلى جانب الإسراف حتى قاموا بطلاء قصورهم بماء الذهب؛ فإذا أشرقت الشمس في الصباح انتشر الضوء الوهاج في أرجاء المدينة حتى جاء الخليفة هارون الرشيد وقضى عليهم ووضع لهم حد وألقى بهم في السجون..

فقال ابن البرمكي وزير هارون الرشيد وهم في السجن والقيود على أيديهم وأرجلهم: يا أبتاه بعد الأمر والنهى والنعمة صرنا إلى هذا الحال !!!, فقال: يا بني... دعوة مظلوم سرت في جوف الليل غفلنا عنها, ولم يغفل عنها الله... وصدق الله إذ يقول قال تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء) [إبراهيم:42.