رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دور التربية في المجتمعات المعاصرة

التربية
التربية

تقوم التربية بدور مهم في المجتمعات المعاصرة، فهي التي تحدد معالم شخصية الفرد في إطار ثقافة مجتمعه، وهي التي تكسبه من خلال التنشئة صفة الإنسانية بعد تشكيل سلوكه بواسطة بعض المؤسسات والوسائط التربوية كالمدرسة والأسرة والمسجد وجماعة الأقران، والأندية ووسائل الإعلام. ولكلِّ مؤسسة من هذه المؤسسات دور تؤديه كوسط تربوي، بحيث تتكامل جهودها من أجل تحقيق التكامل في عملية التربية بما يُعوِّد النشء سلوكيات يرتضيها المجتمع، وتزوده بالمعايير والاتجاهات والقيم التي تحقق له التفاعل بنجاح مع المواقف الحياتية المختلفة وتعميق فهمه بأدواره الاجتماعية، ومن أجل هذا كان التنسيق والتعاون بين هذه الوسائط التربوية هو الهدف الأسمى الذي ينشده المجتمع لتحقيق تكامل تربية النشء، ويصبح ذلك التعاون انطلاقة لتحقيق التنمية الشاملة للمجتمع العربي والإسلامي، وتحقيق التعايش الإيجابي مع المجتمع الدولي. فرسالة التربية هي التنمية البشرية التي تزود كلّ فرد بقوتين: -         القوة المادية بزيادة حصيلته من العلم ومن المهارة التكنولوجية. -         والقوة الروحية بزيادة إيمانه وإكسابه الصلابة التي لا تأتي إلا من تماسك الروح وخلوص الإيمان وصدق التوكل على الله والثقة في رحمته في إطار الإخلاص والجهد والعزيمة. "ومن رسالة التربية أن يتحقق هذا في جميع المواطنين لا في البعض فقط مهما كبر حجم هذا البعض، وبذلك يجد الفرد موضعاً له في المجتمع الحديث ويجد المجتمع من الفرد ما يكفي للقيام بوظائفه وتحقيق تماسكه والنهوض به قدماً في معارج التطور والرقي".

 

وممن تناول هذه الرسالة تحت عنوان "الإعلام والرسالة التربوية" الدكتور نور الدين محمّد عبدالجواد، ويمكن تلخيص هذه الرسالة، في رأيه، على النحو الآتي: 1-  المحافظة على ثقافة المجتمع وتنقيتها وتجديدها. 2-  الحفاظ على هوية المجتمع ونقلها إلى أجياله عن طريق مؤسساتها المعروفة. 3-  المحافظة على كلِّ ما هو أصيل في تاريخه وماضيه والتشجيع على معايشة حاضره والاستعداد لمستقبله.

 

4-  دفع المجتمع إلى تحقيق أهدافه أو خدمة المجتمع عن طريق تحقيق أهدافه. وتتبلور رسالة التربية أصلاً من رسالة الأُمّة في ميدان التربية من أهدافها أي أهداف التربية وأهداف التربية تختلف في خصوصيتها عن

أهداف غيرها وذلك بحسب طبيعة ثقافتها وبالتالي بحسب هويتها. إنّ الاختلاف ليس وارداً في تحديد تلك الأهداف، من حيث الكمية والكيفية فقط بين المجتمعات، بل إنّه واقع أحياناً حتى في المجتمع الواحد لأسباب كثيرة أهمها اختلاف المربين والمؤسسات في ذلك. والحقّ أنّ رسالة التربية تكون مستمدة من رسالة المجتمع أو الأُمّة، فالتربية توظف لتحقيقها من خلال تربية أجيالها عليها نمواً يعدون من أجلها أوّلاً، ثمّ يوظفون لتحقيقها بعد تكوين روح التضحية من أجلها، ويتعاون الإعلام مع التربية من أجل إنجازها، وكلما علت الأهداف والطموحات، عظمت رسالة الأُمّة، وأدت إلى عظمة الأمة بتحقيقها بين الأُمم. وتتسابق مع غيرها لإحراز التطور في ميادين المسابقة، والرسائل العظيمة للأُمم هي سر تقدمها وتفوقها على غيرها بقدر عظمة رسالتها، ونقلها إلى أجيالها، ومعايشتها بكلِّ كيانها، وتضحيتها من أجل تنفيذها. وقد تكون رسالة عظيمة، ولكن لا تتحول إلى الواقع، لظروف وعوائق خاصة، أو لعدم نقلها إلى الأجيال وتربيتهم عليها كما ينبغي ويجب. وقد تندهش لسرعة نهضة بعض الأُمم بالرغم من ظروفها القاسية وانهزامها في الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك تفوقت على كثير من الأُمم التي لم تدخل تلك الحرب. هذا الاندهاش لهذه الظواهر يدفع بالإنسان إلى البحث عن كشف الأسرار التي تبني من خلالها رسالة عظيمة، ومنها تنفيذ تربية عظيمة فعالة تستمد عظمتها من رسالة أمّتها.